كم من مسمى شجاع وهو ليس بشجاع وكم من اسمه كريم ليس بالكريم وكم من جميل قبيح، كل الأسماء تدل على الذوات دون الصفات إلا أسماء الرب سبحانه وتعالى فإنها تدل على الذات والصفات. تظهر هناك أمور وأشياء مادية ومعنوية تختلف في مسمياتها وتتشكل في مظاهرها لتحاكي الحقيقة " التي هي مطابقة ما في الذهن للواقع"، ولتلبس على الناظر بلمعانها ما خفي من عيوبها، فهي كالسراب يحاكي لمعان الماء، فبريق الأشياء وجمال الأسماء ليس بضرورة يدل على حسن جوهرها ونقاء مخبرها، وكذا المرء فإنه بأصغريه قلبه ولسانه. يتلاعب المحتال بالألفاظ والمعاني أما تجميلاً أو تقبيحاً بحسب ما يتناسب مع مصالحه وأهدافه كتسمية الاحتلال حفظا للحقوق، الاستخراب استعمارا والتنصير تبشيرا والانحلال انفتاح، والتدين جمودا والتمسك تشددا. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأسلوب المخادع وحذر منه في قوله: ( ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها) وقد صدقت نبوءته فهاهم يشربونها بعد ما سموها مشروبات روحية وعليها فقس، الربا أخذوه باسم الفوائد البنكية، والتحايل مهارة والغش ذكاء والخبث دهاء الخ. ومن التحريف نسبة الأشياء إلى غير ما تنسب إليه كنسبة العلماني للعلم، وقولهم للنصراني مسيحي نسبة للمسيح عليه السلام، وكذلك قولهم لمن عمل عمل قوم لوط لوطي. وفن تحريف الكلمات فن يهودي فحرفوا لفظ حطة إلى حنطة والسلام إلى سام كما شاركهم العلمانيون في تحريف مدلول الكلمات، فديدن الخبثاء واحد انحراف وتحريف. كما حرفت معاني كلمات القرآن الكريم بدون قرائن لتوافق انحرافاتهم. نعم لامشاحه في المصطلح ولكن في زمن كهذا المشاحة في المصطلح عليه. لقد تواصلت الشعوب في أزمنة لم تكن الحروف منقطة وكثر اختلافهم في زمن المعلومات الممغنطة أنه لزمن عجيب. عندما تغيب المعاني ويتلاعب بالمصطلحات وتمر الأيام ويعتاد الناس يتساءل الأطفال عن كلمة الأبطال هل تطلق على الممثلين أم اللاعبين!