تعد التقنيات الحاسوبية في العصر الحاضر من أهم وسائل التعليم وأبرزها في عدة مجالات. ومن أهم المجالات التي ينبغي أن تخدم عن طريق هذه الوسائل ما يتعلق بخدمة القرآن الكريم لفظاً ومعنى إسهاماً في تيسير تعلم القرآن وتعليمه لاسيما وان شبكة المعلومات في العصر الحاضر تشهد تطوراً ملموساً ومتجدداً بحيث أصبح من الممكن تخطي كافة الحواجز والمسافات البعيدة وايصال المعلومات إلى كافة أنحاء العالم بفضل هذه التقنية. ومن الآثار الايجابية في استخدام هذه التقنية الحديثة لخدمة القرآن الكريم. حماية كتاب الله من المحاولات التي تهدف الى التشكيك في القرآن أو تحريف معانيه ومواجهتها بقوة، والرد على من يحاول النيل من قدسية القرآن الكريم، وهذا يتجلى من خلال استخدام البرمجيات الحديثة وتسخيرها لخدمة كتاب الله. إن استخدام التقنية الحديثة وما ينطوي تحتها من برامج ووسائط لخدمة القرآن الكريم من أهم وسائل تعليم التلاوة المجودة، وتفسير القرآن وبيان اعجازه بالصوت والصورة. وما يتبع ذلك من الفهرسة الالكترونية لكلمات القرآن الكريم وآياته وسوره، والعمل على برمجة خاصة للقرآن بحسب علومه المختلفة كالعقائد - والأحكام - والقصص، وهذا العمل التقني سيوفر الجهد والوقت لمن أراد تعلم القرآن وتعليمه. ومتى تولى هذه المهمة مختصون في البرمجيات وعلوم الحاسوب فإن هذا يجعل العمل محكماً متقنا خالياً من المحاذير التي يمكن أن يقع فيها غيرهم، ومن تلك المحاذير الشرعية في استخدام هذه التقنية: -التغيير والتبديل في اللفظ أو المعنى: فإن اي برمجة حاسوبية تؤدي إلى شيء من ذلك فإن هذا يشكل خطراً ويفتح باباً لأولئك المغرضين الذين يحاولون التزييف والافتراء على كتاب الله. - الخروج عن مدلول لغة القرآن اللغة العربية الفصحى، فلابد ان تساير التقنية الحديثة لغة القرآن حرفاً بحرف. فإن استخدام اللغات الاخرى قد يخرج اللفظ عن معناه الحقيقي، ثم لا مانع بعد ذلك من الترجمة الصحيحة لمعاني القرآن الكريم كما هو عليه العمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. - المبالغة في استخدام التقنية التي قد تخرج القرآن الكريم عن قدسيته ومكانته، فالتعامل مع كتاب الله يجب ان يكون وفق منهج خاص يميزه عن غيره من الكتب الاخرى، بعيداً عن الابتذال الذي قد تؤدي إليه بعض البرمجيات.