تعتمد لغة التعامل بين مكاتب العقار على الثقة، وكما يقال (تعطي ما عندك ويعطيك ما عنده) اي ربي ارزقني وارزق من ورائى، بمعنى ان ليس هناك قوانين او انظمة تحكم التعامل بين العقاريين، فقد ساد العرف بينهم واتخذوه شرعا لهم اي هو عبارة عن (ميثاق شرف) يطبقونه بينهم منذ عرف البيع والشراء. وما يحدث ان هناك بعض ضعاف النفوس يتنكرون للجميل وينكرون حقوق الغير، لكونهم وصلوا الى وضعهم بطرق ملتوية. ان مثل هذا الصنف من البشر لا يمكن التعامل معه، فهؤلاء ينبغي ان يكونوا ضمن القائمة السوداء، حفاظا على السوق العقاري. ان بروز الطفيليين هم مشكلة سوق العقار، هؤلاء الذين يمتهنون العقار ب (الفهلوة) اذ يتلذذون في السطو على خيرات غيرهم، اعرف شخصا بقي دهرا امام قائمة من الناس ممن غرر بهم، الذين يطالبونه بحقوقهم التي مضى عليها حقبة من الزمن، هذا الرجل الذي تعرفت على بعض صولاته وجولاته بعد حين من الدهر يأخذ ولا يعطي وقد حباه الله ليونة بالكلام وهو يستغل هذه الحظوة بجمع ما يستطيع من فقراء العقار والاستثمار والذين يذوبون عند (40% و50% و80%). يحدوهم الامل في ان يصبحوا اثرياء بين ليلة وضحاها.. ومما لفت انتباهي وانا في مكتب الاستقبال لوحة تقول (الصبر مفتاح الفرج) تذكرت (طاش ما طاش) ومعزوفته الخالدة (يا ليل ما أطولك..) عندها تيقنت ان الرجل الكبير كبير في شحمه ولحمه اما غير ذلك فهو مثل (بيض الصعو) تسمع فيه ولا تراه.. التحقق من الإشاعة مطلوب حتى لو تطلب الامر (نبش القبور) او فتح الملفات فقد تبين بالدليل القاطع ان مروجي الاشاعات مثلهم مثل شاهدي الزور لايعبأون بتبعات اعمالهم سواء كانت دنيئة كدناءتهم او رذيلة كرذالتهم, لا يضر في متابعة مصدر الاشاعة للوصول الى منبعها ان كان منبع طيب فهو المغنم دنيا ودنيا وان كان منبت سوء فالابتعاد عنه واجب والتحذير منه ضروري. وعودا على بدء انه لولا الله سبحانه وتعالى ثم تأخر الرجل الكبير عن الحضور للمكتب ورنين الهاتف لانطلت علي وعلى آخرين تلك الاشاعة ولدخلنا في (حيص بيص) مع ذلك الوحش الكاسر الذي تبين انه مطارد داخليا وخارجيا وتأثيرها اكثر ايلاما عندما تنتقل على ألسنة اناس ثقات لم يتبينوا صحتها فيقعوا في المحظور. ولا نشك في ان قدرة اهل العقار الكبار واخوانهم الشباب، الذين ورثوها عن الآباء والذين بنوا سمعة لا تقدر بثمن ممن عايشوا مسارات واتجاهات العقار على مدى نصف قرن، هم القدوة وهم النبراس وعلينا الاستئناس بآرائهم واخذ المشورة منهم قبل التخبط هنا وهناك ومن ثم العض على الأنامل ندما على ما فات، فكما قيل قديما (أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة) والمثل العربي يقول (ما خاب من استشار). فالحذر.. الحذر من الإشاعة وقد اعذر من انذر.