تعقيباً على ما نشره الزميل سلمان العيد بعنوان (لا يصح إلا الصحيح) تحدث فيه عن تأثير الإشاعات في سوق العقار، وصلنا مقال من الكاتب عبد العزيز المشرف بعنوان (الإشاعة مرة أخرى) حيث يورد احدى الاشاعات العقارية الضخمة .. هذا نصه : تعقيباً على مقال الزميل سلمان العيد والمعنون (لا يصح إلا الصحيح) والمنشور في جريدة اليوم (اليوم الاقتصادي) العدد (11015) في 1424/6/14ه حول موضوع الاشاعة وتأثيرها، أشير الى انني مررت بتجربة عملية باعتباري عقارياً ومتابعا وممارساً لما يدور في فلك العقار، تجربة كادت توقع بي وبمن معي لولا لطف الباري عز وجل، ملخصها مايلي: سرت إشاعة مفادها إن المخطط (.....) للمساهمة الفلانية سيبنى فيه مجمع تعليمي ضخم، قمت بتحليل الوضع على الطبيعة فتوصلت إلى قناعة إن المخطط (فلتة) وان المستثمرين سيتكالبون عليه، شمرت عن ساعدي وعملت اتصالاتي وأقنعت جماعتي، ومعارفي وممن يثقون بي وجمعت المقسوم وتوجهت به لذلك المكتب صاحب المخطط ولحسن حظي أن صاحب المكتب لم يصل بعد او لما سألت عن تفاصيل المساهمة أفاد الموظفون إن كل التفاصيل عند الرجل الكبير احتفظ بها لنفسه ولم يطلع عليها أحدا خشية (الحسد) ! إلى هنا والأمر عادي وبينما أنا منشغل في احتساء الشاي انتظاراً للرجل الكبير إذا بالهاتف يرن ونبرة حادة على الطرف الآخر .. استرقت منها الحوار التالي : الو .... نعم تفضل أي خدمة ؟ ..... اعتقد أنك غلطان بالنمرة !! .... نعم هذا المخطط تبعنا لكن البلدية موقفة المعاملة لأسباب فنية ... يا أخي هذا موبيدنا ومثلك عارف يوم البلدية بسنة .... أنا الآن مشغول عندي ضيوف، ممكن تكلم بعيدن .... تراك أشغلتنا من رفعة التلفون وأنت تسفل وتلعن فينا .. أنا وش بيدي أسوي .. هذا عمنا واوامره أنا عبد المأمور .... النصاب أنت وأشكالك والحقير أنت وووو (كلمات نابية لا تستحق النشر) يبدو أن صاحبنا فقد أعصابه ولم يشعر إنني موجود .. ولما افاق وأغلق الهاتف أحس بالحرج الشديد وانسحب من المكتب, الشاهد في الموضوع أن (السمكة فاسدة من رأسها) حيث أنفضح المستور وانقلب السحر على الساحر وان الرجل الكبير اتضح أنه موضع تندر من بعض (المساهمين) أو ممن غرر بهم، الذين يطالبونه بحقوقهم التي مضي عليها حقبة من الزمن، هذا الرجل الذي تعرفت على بعض صولاته وجولاته بعد حين من الدهر يأخذ ولا يعطي وقد حباه الله ليونة بالكلام وهو يستغل هذه الحظوة بجمع ما يستطيع من فقراء العقار والاستثمار والذين يذوبون عند (40% و50% و80%) يحدوهم الأمل في أن يصبحوا أثرياء بين ليلة وضحاها .. وما لفت انتباهي وأنا في مكتب الاستقبال لوحة تقول (الصبر مفتاح الفرج) تذكرت (طاش ما طاش) ومعزوفته (يا ليل ما أطولك) عندها تيقنت أن الرجل الكبير كبير في شحمه ولحمة أما غير ذلك فهو مثل (بيض الصعو) تسمع فيه ولا تراه.. من الإشاعة مطلوب حتى ولو تطلب الأمر (نبش القبور) أو فتح الملفات فقد تبين بالدليل القاطع أن مروجي الإشاعات مثلهم مثل شاهدي الزور لا يعبأون بتبعات أعمالهم ولا يضر في متابعة مصدر الإشاعة للوصول إلى منبعها إن كان منبعاً طيباً فهو المغنم دينا ودنيا وإن كان منبت سوء فالابتعاد عنه واجب والتحذير منه ضروري. وعود على بدء انه لولا الله سبحانه وتعالى ثم تأخر الرجل الكبير عن الحضور للمكتب ورنين الهاتف لانطلت علي وعلى آخرين تلك الإشاعة ولدخلنا في (حيص بيص) مع ذلك الوحش الكاسر الذي تبين أنه مطارد داخليا وخارجيا (وكما ذكر سلمان العيد (تبقى مسألة الإشاعة مؤثرة) وتأثيرها أكثر ايلاما عندما تنتقل على ألسنة أناس ثقات لم يتبينوا صحتها فيقعوا في المحظور ولا نشك في أن قدرة أهل العقار الكبار وإخوانهم الشباب، الذين ورثوها عن الآباء والذين بنوا سمعة لا تقدر بثمن ممن عايشوا مسارات واتجاهات العقار على مدى نصف قرن، هم القدوة وهم النبراس وعلينا الاستئناس بآرائهم وأخذ المشورة منهم قبل التخبط هنا وهناك ومن ثم العض على الأنامل ندماً على ما فات، فكما قيل قديما (أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة) والمثل العربي يقول (ما خاب من استشار) فالحذر .. الحذر من الإشاعة وقد أعذر من أنذر. عبدالعزيز المشرف