(رب صورة أبلغ من الف كلمة) مقولة أؤمن بصحتها فأنا ممن تستهويه الصور المصاحبة لبعض الاخبار ويستهويني تحليلها وكم أسرتني بعض لقطات الراحل الصديق صالح العزاز - رحمه الله - بتعبيرها البالغ الذي يفوق كتابة صفحات وصفحات. مازالت تعيش في ذهني إحدى الصور التي فازت بالعديد من الجوائز العالمية واحتفل بها الكثير من جمعيات التصوير في أمريكا وأوروبا، الصوره تمثل نسرا يقف متوثبا على صخرة صغيرة في انتظار وفاة طفل صومالي يفترش الأرض أمامه ويصارع الموت من المجاعة، أذكر أن تلك الصورة حرمتني النوم ليالي وبقيت حتى الآن مصدر ألم لي بكل تداعياتها ومسبباتها. تلك الصورة كانت صفعة للمجتمع الانساني الذي أوصل ذلك الطفل إلى تلك الحالة، ولا أعتقد أن الآلاف من التقارير التي رفعت للأمم المتحدة عن المجاعة في الصومال في ذلك الوقت كانت أكثر بلاغة من تلك الصورة. وقبل أيام لفت نظري خبر صغير في إحدى الصحف عن اختراع طالب - أظنه في المرحلة المتوسطة - لإشارة مرور تساعد على فتح الطريق لسيارات الإسعاف ، خبر جميل ومفرح ولكن الصورة المرافقة له كانت مثار اهتمامي فالطالب الصغير يقف أمام اختراعه فخورا مباهيا ويحتل هو واختراعه الذي سهر ليالي يفكر فيه ويصمم وينفذ ثلث الصورة أما الثلثان الآخران من الصورة فيحتلهما عدد من المسؤولين في إدارة تعليم بكامل (أناقتهم) ينظرون إليه بعضهم بإعجاب والبعض الآخر يقف أداء للواجب والتصوير ، اللافت في الصورة هو أن صاحب الشأن "المخترع الصغير" الذي يستحق التشجيع والمكافأة يقف في جانب قصيّ من الصورة بخجل في حين يقف من لا ناقة له في الأمر ولا جمل في الواجهة، صورة تعبر بصدق عن معايير مقلوبة في تعاملنا مع المبدعين، ألا يستحق أن يكون هو واختراعه من يشغلان الصورة؟. همسة ود:==1== أعد الليالي ليلةً بعد ليلة==0== ==0==وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا وأخرج من بين البيوت لعلني==0== ==0==أحدث عنك النفس بالليل خاليا==2==