يعتبر البعض أن معوقات توطين الوظائف وتأخير سعودتها تكمن في قلة المرتب وكذلك طريقة الدوام التي تنقسم إلى فترتين صباحية ومسائية وهذه المهن تكون موجهة إلى قطاع الشباب أكثر من النساء والفتيات اللاتي يقفن على عتبة مكاتب التوظيف والبحث عن طرق لمساعدة الأسرة وتكوين الشخصية . فحين كانت وظيفة الممرضة قبل خمسة عشر عاما عيبا في بعض المجتمعات والأسر أصبحت اليوم مطلوبة وكثيرا ما تجد الآباء يبحثون لبناتهن عن مقعد في الكلية الصحية أو الجامعة وذلك لضمان الوظيفة فيما بعد. وقد اعتبرت الفتيات أن الوظائف المطروحة في سوق العمل لهن تعتبر تعجيزيه لضعف المرتب وطريقة الدوام. فكيف تستطيع فتاة متزوجة المحافظة على الاسرة والأبناء ودوام يبدأ الساعة الثامنة صباحا وينتهي في الثانية عشرة ويبدأ في الرابعة لينتهي في التاسعة مساء أو الثامنة مساء. ويشار إلى أن غياب فكرة الحاضنات للأطفال في مواقع العمل يصعب من إمكانية الدخول لكثير من المهن ال 25 المطروحة في سوق العمل. بينما طالب الشباب بوضع حد للأجور مثل بعض دول الخليج المجاورة التي تلزم القطاع الخاص كحد أدنى للمرتبات التي يحصل عليها الموظف أو المهني. يشار إلى أن الأنشطة التي يشملها قرار السعودة خلال 3 سنوات اعتبارا من 1/1/1425ه هي: محلات بيع الملابس النسائية والأطفال, محلات بيع الأقمشة النسائية والرجالية, محلات بيع الملابس الرجالية, محلات بيع ألعاب الأطفال, محلات بيع العباءات النسائية, محلات بيع لوازم الخياطة, محلات بيع العطارة, محلات بيع العود, محلات بيع العطور, محلات بيع الزهور والهدايا, محلات بيع البضائع المخفضة(أبو ريالين), ومحلات بيع المفروشات, محلات بيع الأحذية, محلات بيع الساعات, الأكشاك والفتحات في المجمعات التجارية, محلات القرطاسية, المقاصف المدرسية الأهلية والحكومية, محلات بيع الهواتف والجوالات وأجهزتها, محلات بيع الدواجن المبردة, محلات المناسبات للتأجير, محلات بيع أدوات زينة السيارات, محلات بيع قطع غيار السيارات, محلات بيع الخيام, محلات بيع الدهانات والبويات, محلات بيع مواد البناء والسباكة. وأبرزت لقاءات ميدانية أجرتها "اليوم" مع عدد من أصحاب المنشآت الصغيرة وعدد من الشباب والفتيات وجود تناقض في الآراء بين أطراف العلاقة حول العمل في وظائف مثل الحلاق أو السباك أو الحداد أو الخياطة والكوافيرة. ربحي لفواتير الكهرباء أوضح صاحب منشأة صغيرة في الدمام "محمد علواني" أن تدني نسبة الأرباح تقف عائقاً لديه أمام توظيف كثير من الشباب حيث يبلغ متوسط الأرباح الشهرية ما بين 1500 إلى 3000 ريال ، في حين أن كثيرا من المحلات الأخرى لا تتعدى نسبة الربح فيها 1800 ريال يدفع منها قيمة الإيجارات وفواتير الهاتف والكهرباء والماء , وهذا سبب يجعل كثيرا من المحلات الصغيرة والمتوسطة لا تستطيع تأمين الراتب الذي يتناسب مع مجهود السعودة , والشاب السعودي كي يغطي متطلباته يطلب راتبا شهريا يتراوح ما بين 1500 و2000 ريال. نحتاج لوعي اجتماعي وقالت صاحبة كوفي شوب في مجمع الراشد بالخبر أن توظيف الشباب السعودي في المقهى يجعل المحل غير مقبول من قبل الزائرين أو مرتادي المقهي خصوصا حينما يأتي الرجل مع زوجته أو خطيبته فيشعر بالحرج من وجود شاب سعودي يقوم بخدمته وتضيف سبق وأن قمت بتوظيف شابين أحدهم مسئول على الحسابات والآخر لمباشرة الزبائن ولكن ضعف الراتب الذي أعتمد على الدخل الخاص بالمقهي وكذلك قلة الزوار جعلاني أغير مواقع عملهم حيث طلبت من والدي توظيفهم كي لا أقطع رزقهم عندي ، وهذا ما فاجأني عندما زاد دخل المحل وعدد زواره ومرتادي المقهي .. وتقول "أم أحمد" ربما في دول الخليج المجاورة نجد الشاب يعمل في المقهي وهو وجميع الرواد يتعاملون معه بشكل أفضل من العامل الآسيوي عكس ما نجده لدينا في المنطقة .. ربما عدم قبول الناس بالوظيفة جعلهم عكس ذلك. ربحي 1500 ريال وقال صاحب محل بيع أجهزة إلكترونية "ناصر الحربي" :"سبق أن وظفت أحد الشباب لدي لمدة شهرين لكن نتيجة طول فترات الدوام , وعدم استطاعتي زيادة راتبه الذي يبلغ 1200 ريال بسبب انخفاض مستوى الدخل أمام مطالب الموظف السعودي برفع الراتب الشهري إلى2500 ريال أدى إلى توقفه عن العمل للبحث عن فرصة وظيفية أخرى". أما "محمد ناصر" الذي كان يتقدم لوظيفة مدخل بيانات في إحدى الشركات فقال إنه ليس لديه الاستعداد للعمل في بعض الأعمال المهنية مثل حلاق أو سباك بسبب نظرة المجتمع له حيث إن كثيرا من الأسر التي ترغب الزواج منها لا تقبل الموافقة بسبب تلك المهنة , بالإضافة إلى أنها ما زالت جديدة على الشاب السعودي, وتحتاج إلى فترة من التدريب, ومن الممكن العمل في هذه المهن بعد نشر الوعي الجيد لأفراد المجتمع والنظرة لها نظرة عكسية عما ينظر لها حاليا. أعطونا فرصة كي نثبت العكس أما "ناصر العلي" فيقول : مازال الحديث عن السعودة مجرد تسويق إعلامي ومازال أصحاب المنشآت الصغيرة يفضلون التعامل مع الآسيوي والوافد ولا يعتمدون على أبناء الوطن والبلدي وذلك بحجة أن السعودي لا يريد العمل في المنشآت الصغيرة كبائع للملابس النسائية أو رجالية أو ساع في مقهي." ويقول ناصر:" لماذا نجد بعض المطاعم والبوفيهات ناجحة وهناك شباب سعودي يعمل بها ومطاعم لا تجد فيها أي سعودي للعمل . هذا دليل على أن الشباب السعودي لدية القابلية للعمل في جميع الوظائف ولكن على أصحاب رؤوس الأموال والمنشآت الصغيرة إعطائنا الفرصة لنثبت أنفسنا في العمل. ويؤكد ناصر: نحن مستعدون للعمل في جميع المجالات حتى المطاعم الصغيرة والبوفيهات فقط أتيحوا لنا الفرصة لنعمل. 4 ريالات لكل ساعة إضافية وتقول "نوال أحمد" مديرة مشغل: إن طريقة الدوام وكذلك قلة المرتب لا يجعلاننا نستمر ونتواصل في العمل ، وحينما أجد فرصة أفضل سوف أذهب إليها ولن أنتظر. وعن مرتبها تقول أحصل على دخل شهري ثابت 1600 ريال ولكن ساعات الدوام تمتد ومبلغ فارق الدوام لا يشكل شيئا فأنا أحصل على كل ساعة إضافية مبلغا وقدره 4 ريالات. وهذا ما يجعلني أتغيب كثيرا في فترة المواسم ولكن المحصلة النهائية لا تصل إلى بضع من ريالات لا تشكل لي ولا لأسرتي أي نوع من التغيير الذي يستحق التأخير في الوظيفة. بينما تقول "حصة ع". صاحبة مشغل :لقد قمت بتوظيف الكثير من السعوديات في وظائف مختلفة سواء كوافيرة أو محاسبة أو خياطة ولكنهن يحصلن على الخبرة ويذهبن للعمل بشكل منفرد ومن ناحية المرتب تقول: لقد قمت بوضع نسبة بعد الراتب تصل إلى 5في المائة ومرتب شهري 1500 ريال وهذا يعطي حافزا للبنات في العمل فيصبح مرتب الواحدة في المواسم أكثر من 3000 ريال . إضافة إلى بدل الدوام للتي تجلس أكثر من ثماني ساعات. ولكني وجدت من بعض الفتيات السعوديات عدم الإلتزام بالحضور في المواعيد والتغيب حسب الرغبة أحيانا ولمجرد تعب بسيط. وهذا ما جعلني أعتمد على العمالة الخارجية أكثر . ونحن أصحاب المنشآت الصغيرة نبحث عن الربحية. صورة أرشيفية لسعودة محلات الذهب