دعا سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في كابول زلمي خليل زاد حركة طالبان إلى ترك السلاح والانخلاع عنه واختيار العودة إلى الحياة المدنية في مناطقهم موضحا أن فترة الحرب المسلحة انتهت في أفغانستان وحان موعد المشاركة في إعمار أفغانستان التي مزقته الحروب الضارية منذ حوالي ثلاثة عقود من الزمن . وكان زاد الذي تحدث إلى أول مؤتمر صحفي منذ إجراء الانتخابات الرئاسية 9 أكتوبر الماضي قال إن مشاركة الملايين من الأفغان تؤكد على أنه لا مجال لطالبان باسم طالبان كحركة نظامية وعسكرية تقتل الأفغان الأبرياء والأفضل والأسهل لهم أن يتركوا السلاح الذي حملوه لقتل الأفغان ويرجعوا إلى الحياة المدنية وينضموا إلى وسط المجتمع الأفغاني كأفغان آخرين حتى يعيشوا والمواطنون بسلام وعليهم ألا يخافوا منا أو من القوات الأمريكية والأفغانية أنها ضدهم فإن أبوابنا مفتوحة أمامهم . ومن جانبه قال الجنرال الأمريكي (ديرك كو أونسن) إن هناك تخوفات لضرب برنامج الحلف الدستوري للرئيس كرزي التي سيعقد الثلاثاء القادم ويحتمل أن تستهدفه هجمات الإرهابيين (طالبان والقاعدة) غير المتوقعة بالإضافة إلى احتمال هجمات الإرهابيين أيام الانتخابات التشريعية التي ستعقد في فصل الربيع المقبل لذلك بدأت اتخاذ استعدادات لأكبر عمليات عسكرية يشارك فيها قواتنا في أفغانستان قوامها 18000 جندي بالإضافة إلى القوات الأفغانية المحلية . وأضاف أونسن أن عمليات فصل الربيع بقيادة القوات الأمريكية تستهدف غلق الحدود بين باكستانوأفغانستان لمنع تسلل الإرهابيين إلى أفغانستان مؤكدا أن جميع القوات الأمريكية ستشارك في العمليات العسكرية التي تأت هذه العمليات العسكرية في أعقاب الاستعداد لتوفير الأمن أيام الانتخابات الرئاسية التي أجريت في ال 9 من أكتوبر الماضي خوفا من هجمات طالبان التي كانت تهدد إجراءها وراح ضحيتها أربعون من المشاركين في تلك الاستعدادات والتي كان الهدف منها سلب القدرة من مقاتلي طالبان والقاعدة حتى لا يكونوا حجر عثرة في طريق الانتخابات وبالفعل حدث ما لم يكن يتوقع فقد أجريت الانتخابات ناجحة دون حوادث تذكر ولم يستطع طالبان عرقلتها . وأردف أونسن الجنرال الأمريكي أن القوات الأمريكية ستنشئ عدة قواعد عسكرية قرب الحدود مع باكستان خاصة المناطق التي يكثر فيها تواجد طالبان والإرهابيين حسب دعوى الناطق باسم القوات الأمريكية . ولكن المراقبين والخبراء في الشئون الأفغانية ينظرون إليها بعين الشك ويرون أن تصريحات خليل زاد الأخيرة هي وضع حجر أساس لتفريق طالبان وتقسيمهم بين متشددين ومتساهلين وكسب المتساهلين وإعلان الحرب على المتشددين وتركهم وحدهم في العراء وإجلاؤهم بعيدا من النصرة الشعبية التي يتمتعون بها الآن ويصفونها بأنها محاولة وخدعة جديدة من الحكومة الأفغانية والأمريكية معا وأنها مؤامرة لتضعيف حركة طالبان وضربها في عقر دارها وأنها ازدواجية المعايير في مواقف الحكومة الأمريكية حيث تدعوهم إلى العودة إلى الحياة المدنية من جانب ومن جانب آخر تعلن الحرب عليهم ويشارك فيها 18000 من قواتها والتي وصفت بأنها من أكبر الحروب على فلول طالبان منذ اختراقها أراضي أفغانستان والتي ستبدأ في غضون أيام قليلة قادمة تحمل اسم (عمليات الربيع) والتي تعتبر تمهيدا لسحق ونسف مغارات وكهوف طالبان وتدمير جيوبهم على الحدود الباكستانية الأفغانية التي تمتد حوالي 2500 كيلومترا. ومن جانبها فإن حركة طالبان لم ترد حتى الآن على تصريحات سفير الولاياتالمتحدة الأخيرة بالمثل أو الرد السياسي وإنما قامت بالرد بالأفعال الملموسة فقد أفادت الأنباء المطلعة أنه قد لقي 4 من القوات الأمريكية مصرعهم وأصيب اثنان آخران بجروح حين تعرضت دورية القوات الأمريكية لنيران طالبان في مدينة خوست جنوب شرقي أفغانستان المتاخمة للحدود مع باكستان بالإضافة إلى تدمير مدرعتهم التي كانت تقلهم في منتصف ليلة الجمعة التي عقبت مؤتمر خليل زاد في كابول وقد أكد الناطق باسم طالبان الملا عبد اللطيف حكيمي في حديثه للمصادر الإخبارية المطلعة مسئوليتهم عن الحادث . وفي أعقاب الهجوم طوق مشاة القوات الأمريكية وطائراتهم المنطقة وأسفرت النيران المتبادلة المسلحة بين الطرفين عن مقتل اثنين من مقاتلي طالبان وإصابة أربعة آخرين .