وضعت الصحف المصرية الصادرة اليوم تلقف الإدارة الأمريكية لاتهام وزير سوداني سابق وقائد جماعة الجنجويد في دارفور عن طريق ما يسمي بمحكمة الجزاء الدولية في إطار زيادة ضغوطها علي السودان وفي مسعها لتمزيق الدولة السودانية وتحويلها إلي دويلات طائفية وقبلية. وقالت ان مايثير السخرية ان تدعو واشنطن الحكومة السودانية للتجاوب مع طلب المحكمة محاكمة المتهمين بارتكاب ما يسمي جرائم وحشية في دارفور في حين تمارس الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها في العراق الآن أبشع الجرائم من قتل للأطفال وإغتصاب للنساء وإغتيال للوطنيين وتدمير للمساجد والمنازل في البلد العربي الذي فقد ما يقارب المليون قتيل وهجره نحو مليوني عراقي لجأوا للخارج يبحثون عن الأمان خارجه داعية واشنطن إلي مراجعة سياستها التي نشرت المذابح والنكبات في مناطق مختلفة من المنطقة قبل ان تتدخل في شئون الدول الأخري وتتظاهر بالأسي وتطالب بمعاقبة من أساءوا لبعض قبائل دارفور المتمردة. وحول الهجوم الانتحاري الذي تعرضت له أكبر قاعدة عسكرية امريكية في أفغانستان اكدت الصحف المصرية انه يحمل العديد من الرسائل والمعاني ذات الدلالة فقد وقع الهجوم بعد قليل من وصول نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني الي القاعدة في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها من قبل ورغم أن الهجوم وقع خارج القاعدة ولم يصب فيه تشيني بسوء الا ان الهجوم الذي سارعت حركة طالبان الي تبنيه يؤكد ان الحركة نجحت في إختراق المخابرات العسكرية الأفغانية الأمر الذي جعلها ترسل المهاجم الانتحاري الي قاعدة باجرام التي تبعد عن كابول نحو 60 كيلو مترا فور وصول تشيني اليها . ولفتت الي ان هذا الاختراق ان جاز التعبير ينبيء بما يمكن أن يحدث في هجوم الربيع المتوقع والذي أعلنت حركة طالبان أكثر من مرة أنها تستعد لتنفيذه فورذوبان جليد فصل الشتاء وهو الأمر الذي يترقبه جميع المسئولين السياسيين والعسكريين والقادة الميدانيين للقوات متعددة الجنسيات في افغانستان. واوضحت الصحف انه رغم مبادرة العديد من دول التحالف بزيادة عدد قواتها المشاركة في هذه القوة الا ان ما يجري علي الارض يؤكد ان سياسة القبضة الحديدية والآلة العسكرية التدميرية التي تنتهجها قوات التحالف في أفغانستان لا تسيرفي الطريق الصحيح والدليل علي ذلك تلك الطفرة الكبيرة التي حدثت في الهجمات الانتحارية والتي بلغت ذروتها العام الماضي وبالاضافة الي هشاشة الوضع في أفغانستان كما ان عدم السيطرة علي الحدود بين أفغانستانوباكستان يزيد التوتر بين الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة مما يؤثر سلبا علي جهود إحتواء حركة طالبان التي تنشط علي حدود البلدين. واكدت الصحف المصرية ان الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين الابرياء في المناطق القبلية والحدودية بين باكستانوافغانستان تسببت في تفاقم المشاعر المعادية لهذه القوات وزيادة التعاطف مع مقاتلي حركة طالبان مما عزز وجودها وقوي شوكتها وهو ما يمكن ان يؤدي الي فشل كامل للجهود التي تستهدف بسط الاستقرار في افغانستان وينذر بعودة البلاد الي عصر امراء الحرب وزعماء الميلشيات وتحولها الي بؤرة لتفريخ الجماعات الارهابية من جديد. وتطرقت الصحف من جانب اخر الى ما أكدته محكمة العدل الدولية في لاهاي من وقوع إبادة جماعية في مدينة سريبرينتسا شرق البوسنة منتصف يوليو عام1995 وراح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف نسمة وأنها تتطابق مع تعريف الابادة الجماعية في القانون الدولي وتبرأت صربيا من المسئولية المباشرة عن حملات الإبادة التي حصلت في البوسنة لأنها لم تستطع التأكد من مسئولية الدولة الصربية عنها . وقالت إنه الا يوجد دليل على أن الجنرال راتكو ملاديتش المتهم بارتكاب جرائم حرب وفي مقدمتها مجازر سريبرينتسا مسئول عن تلك الجرائم حيث لم يتم إعتقاله ومحاكمته. واوضحت الصحف ان المسلمين اعتبروا قرار المحكمة سياسيا وأعربوا عن إستيائهم منه باعتباره لم ينصف شهداء سريبرينتسا وغيرهم في تشخيص المعتدي عليهم بينما أكد الصرب البوسنيون سعادتهم بالحكم الذي وصفوه بالعادل والتاريخي لافتة الي انه علي الرغم من عدم إرتياح المسلمين البوسنيين لحكم المحكمة فإن الأمل معقود في أن يسهم الحكم في تحقيق الهدوء والاستقرار والمصالحة في منطقة البلقان. // انتهى // 1119 ت م