على مدى اسابيع اجتاحت البلاد حمى انتظار فيلم اميرة جبل ليدانغ وهو اغلى فيلم يتم صنعه في ماليزيا ولم يكن هناك مفر من الحمى فلقد رفعت على جوانب الطرق يافطات عملاقة تعلن محبي هذه الملحمة السينمائية الناطق بلغة المالاوي والتي تتناول قصة فلكلورية عمرها مئات السنين عن اميرة حسناء تصد وترفض سلطان طاغية. واضافة الى تلك اليافطات طغت الاغنية الرئيسية في الفيلم مسيطرة على ما يذاع في الاذاعات وتكهن المعلقون في الصحف بان الفيلم سيكون اول فيلم من بلد آسيوي جنوبي يحظى باستحسان واعجاب واسعين في الخارج. ويقول جيل روسيلليني مدير التوزيع في احدى الشركات السينمائية في نيويورك وقد ساعد على ضمان العرض الدولي الاول للفيلم في مهرجان البندقية السينمائية هل ماليزيا قادرة على صنع فيلم يتطابق مع المقاييس العالمية ان هذا الفيلم يثبت ذلك. ويتوقع روسيلليني ان يتمنى الجمهور السينمائي العالمي ان يلقي نظرة نادرة على الملكيات التي كانت سائدة في جنوب شرق آسيا قبل وصول الاستعمار الغربي من خلال فيلم يقول انه يذكره بالافلام الدرامية التاريخية التي كان يصنعها والداه بالتبني روبرتو روسيلليني المخرج الاسطوري الذي كان رائد المدرسة السينمائية النيو واقعية في ايطاليا قبل عشرات السنين. وقد يبدو انفاق مبلغ اربعة ملايين دولار لتصوير الحياة في قرية مالاوية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر التي تحاك في قصر السلطان, مبلغا ضئيلا بالمقارنة الى تكاليف الافلام الهوليودية الا انه يوازي عشرة اضعاف ميزانية معظم الافلام التي تصنع في هذا البلد الذي نادرا ما يزيد عدد الافلام المحلية السنوية التي تصنع فيه عن 24 فيلما وحيث تسيطر الافلام الامريكية الكبيرة على صالات العرض. ان الفيلم الذي انتجته شركة انفاتي الماليزية الترفيهية واخرجه سو تيونغ هين, من رواد الفيديو الموسيقي الذي يمثل هذا الفيلم اول اخراج سينمائي كبير له يحمل اكثر من نزعة دعائية لنفسه. وقد بدأ العرض المحلي في كافة المدن الماليزية بمناسبة الذكرى السنوية السابعة والاربعين للاستقلال عن بريطانيا انه اول فيلم درامي للشاشة الكبيرة عن السلطنة المالاوية منذ ستينات القرن الماضي, وهو يروي قصة يحبها كثيرون من الماليزيين. وتقول تيارا جاكلينا, الممثلة الماليزية التي تلعب الدور الرئيسي فيه للاميرة المخطوبة للحاكم الطاغية القاسي لامبراطورية بحرية ولكنها تحب احد حراسه الشخصيين بدلا منه. وكان من المؤكد ان يفجر الفيلم تدافعا على شباك التذاكر من المواطنين الذين تعبوا من الانتاج الروتيني لصناعة السينما الماليزية الذي يركز على كوميديا المراهقين وافلام الرعب. (اميرة جبل ليدانغ) مريح للعينين لما يعرضه من شخصيات ترفل بازياء ملونة رائعة الجمال وسط مناظر طبيعية واسعة الجمال تغلف الغيوم قممها وشواطىء بيضاء وغابات كثيفة. الا انه ينوء تحت ثقل نص لا يعطي شخصياته ما يعلمونه غير الادلاء بآراء خطيرة حول عدم قدرة الدجاج على الركض اسرع من الثعالب وان على الناس ان يكونوا شديدي الحرص عندما يعبرون البحار لان المياه قد تتحول فجأة الى نيران ملتهبة ومنذ مشاهده الاولى يتخلى الفيلم عن ضرورة السرد السريع لصالح الرصانة القاتلة والتفلسف المتواصل. لدى جاكلينا وم. نصير الذي يلعب دور حبيبها المقاتل, كاريزما كبيرة غير ان نيران حبهما لا تشتعل ابدا خاصة وانه ليس لديهما اكثر من نصف ساعة يقضيانها معا على الشاشة من اصل مدة عرض الفيلم البالغة 155 دقيقة وتبدو الاميرة (جاكلينا) مكتفية وراضية بالنظر الى غروب الشمس والمشي لمسافات طويلة والاستحمام وحيدة قرب احد الشلالات فيما يكافح نصير ويناضل من اجل البقاء. والمتوقع ان يتم عرض الفيلم في مهرجانات سينمائية عالمية ثم انتظار عقد اتفاقية لتوزيعه في الولاياتالمتحدة واوروبا. وقال منتج الفيلم شازالي راملي ليس سهلا اجتذاب الانظار في هذا العالم الكبير ولكننا نأمل ان ينجذب الناس الى هذا الفيلم لانه يعكس ثقافة وتراث بلادنا.