كثّف الوسطاء الدوليون جهودهم لإيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية التي تدخل اسبوعها الثاني وذلك بعد فشل المحادثات بين المعارضة والحكومة. وفي غضون ذلك تواصل المحكمة العليا، ولليوم الرابع على التوالي، النظر في إدعاءات حدوث تلاعب في نتائج الانتخابات التي جرت في 21 نوفمبر المنصرم لصالح رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش. وتزعم المعارضة أن النصر في الانتخابات الرئاسية قد سرق من زعيمها الموالي للغرب فيكتور يوشينكو، وكان منسق الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي، خافير سولانا، قد التقى عقب وصوله الى كييف أمس الثلاثاء بالرئيس الأوكراني المنتهية ولايته، ليونيد كوتشما. وكان قد عقد سولانا امس جولة محادثات مع المعارضة الأوكرانية، ومن المتوقع وصول الرئيس البولندي اليسكندر كواسنويسكي ونظيره الليتواني فلداس آدامكوس في وقت سابق إلى كييف. وكان الوسطاء الدوليون قد شكلوا الأسبوع الماضي "مجموعة عمل" ضمت الطرفين الخصمين في أوكرانيا، التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق قبيل 13 عاماً. وطالب الرئيس الامريكي، جورج بوش، أثناء زيارته كندا الثلاثاء بإيجاد حل سلمي للأزمة التي دفعت بالآلاف من الأوكرانيين للخروج إلى الشوارع للاحتجاج وتهدد بتمزيق وحدة الدولة التي كانت جزاءً من الاتحاد السوفيتي سابقاً، وجاء في كلمة بوش: من المهم للغاية عدم اندلاع العنف هناك، كما أنه من المهم أيضاً سماع رغبة الشعب. وقال الرئيس الأمريكي: إنه تحادث مع نظيره البولندي كواسنويسكي،وهو أحد الوسطاء الدوليين الساعين لإيجاد مخرج للأزمة التي بدأت في التأثير على الاقتصاد الأوكراني، ويطالب يوشينكو، الليبرالي الساعي للتقرب التدريجي للغرب الأوروبي بتنظيم جولة انتخابات جديدة إثر رفضه قرار المحكمة العليا التي تعقد جلسات للنظر في نتائج الانتخابات التي فاز بها يانوكوفيتش المقرب من روسيا ومن المقرر أن يواصل البرلمان الأوكراني جلساته لليوم الثالث على التوالي للنظر في سحب الثقة عن يانوكوفيتش على أسس سوء الإدارة والدعوة للانشقاق بشمال أوكرانيا القوي اقتصادياً، وكان مؤيدو زعيم المعارضة قد حاولوا اقتحام مبنى البرلمان مما أدى لتعليق الجلسة التي كانت تناقش سحب الثقة من رئيس الحكومة. ولليلة العاشرة منذ الانتخابات استمرت المظاهرات الموالية ليوشينكو حيث قام المتظاهرون باغلاق الطرق المؤدية إلى المباني الحكومية ، ومع ذلك فقد انخفض عدد المتظاهرين في ميدان الاستقلال في كييف عما كان عليه في الايام السابقة. وأشارت وسائل الاعلام الاوكرانية إلى أن أوكرانيا على وشك أن تواجه أزمة مالية، وفي العديد من المناطق قام المواطنون الذين اتنابهم القلق بسحب مبالغ كبيرة من المال من البنوك بسبب غموض الموقف، وفي أماكن كثيرة أصبحت السيولة المالية نادرة.