يقوم علماء بدعم من وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون بتجنيد حشرات وحيوانات صدفية وبكتريا بل واعشاب للقيام بدور (الحارس البيولوجي) الذي يعطي انذارا مبكرا من أي هجوم بيولوجي أو كيماوي ورصد المتفجرات ومراقبة انتشار التلوث مما يعني ان الصراصير والخنافس والعناكيب والديدان قد تصبح خط الدفاع التالي للحكومة الامريكية في الحرب على الارهاب.. وفي جامعة فرجينيا كومنولث استخدمت كارين كيستر البق كوسيلة طيارة زاحفة يمكنها ان تكشف البيئة التي تحتوي على مواد سامة مثل الجمرة الخبيثة أو مواد كيماوية بطريقة دقيقة ورخيصة يعتمد عليها أكثر من أجهزة الحس الصناعية. وقالت كيستر التي تلقت منحة تمويل قيمتها مليون دولار من وكالة مشروعات الابحاث المتقدمة التابعة للبنتاجون انظر الى الاشياء التي تلتقطها هذه الحيوانات أو تبتلعها اثناء ممارسة نشاطها اليومي. واضافت "الحشرات لم تستخدم بهذه الطريقة من قبل. لم يبحث أحد على الاطلاق من قبل الاشياء التي تلتقطها هذه الحشرات ليراقب التلوث. هذا الامر يتعدى مكافحة البق للارهاب. انه تطوير نوع جديد من التكنولوجيا لرصد واعداد خريطة للتلوث البيولوجي والكيماوي في البيئة." وقالت جون ميدفورد الباحثة في علم بيولوجيا النبات في جامعة ولاية كولورداو ان هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولاياتالمتحدة كانت بمثابة دعوة لليقظة لها وربما للعديد من العلماء الآخرين الذين لم يفكروا من قبل في اجراء ابحاث على الكيفية التي يمكن بها للطبيعة ان تساعد في الدفاع المحلي. وتقوم ميدفورد التي تتلقى تمويلا لأبحاثها من وكالة مشروعات الابحاث المتقدمة باجراء تعديلات جينية في الاعشاب مثل التي توجد في شقوق الارصفة أو الممرات الجانبية لتجعلها تغير لونها اذا تعرضت لهجوم بيولوجي كيماوي. والابحاث التي تجريها قد تحتوي على الرد باستخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل طيور الكناري التي يحملها عمال المناجم معهم تحت الارض لتحذيرهم من الابخرة السامة. وقالت ميدفورد (الهدف هو ان يكون هناك نبات يغير لونه ببساطة ويمكن لاي شخص ان يلاحظه ويمكن ان تراها وزارة الدفاع الامريكية بالأقمار الصناعية). واضافت ميدفورد انه في حالة وقوع هجوم كيماوي أو بيولوجي فانه قد يكون من الافضل ان يكون أول رد هو تحديد متى يتم صرف سترات الوقاية من هجوم كيماوي أو المناطق التي يجب ان يتجنبها الجمهور. ورغم التقدم الهائل في التكنولوجيا يقول العديد من الخبراء ومن بينهم راجيش نيك عالم البيولوجي في معامل أبحاث القوات الجوية في اوهايو انه مازالت توجد اشياء تعرف بطريقة أفضل من الانسان. ويقول نيك انه على سبيل المثال يمكن لبعض الخنافس التي لديها أجهزة حس للحرارة ان ترصد حرائق الغابات على مسافة 50 كيلومترا. ويحاول الفريق الذي يعمل مع نيك ان يعرف كيفية عمل أجهزة الحس لدى الخنافس من اجل تقليد هذه العملية في المعمل. ويستخدم باحثون اخرون جهاز حاسة الشم لدى النحل في التعرف على المتفجرات بمافي ذلك في المطارات. ويمكن للنحل المحمول في خلية نقالة ان يرصد أي كميات صغيرة من المتفجرات بما فيها مادة تي. ان. تي. أو سيمتيكس. وقال برومودي بانديوبادياي وهو مهندس لاجهزة الروبوت الحيوية بمركز الحروب تحت البحار التابع لسلاح البحرية انه فحص قدرات الحس الفائقة لدى الكلاب وحشرة ذبابة الفاكهة وسرطان البحر الجمبري الكبير الحجم لمحاكاة هذه القدرات في أجهزة حس صناعية. وفي المعامل القومية لشمال غرب المحيط الهادي التابعة لوزارة الطاقة تأمل الباحثتان ميج بينزا وسوزان توماس في ان تساعد مخلوقات مثل الديدان والاعشاب البحرية في رصد والتحذير من المواد الخطيرة في المياه.