كان هارد فيلد ستيفنس( عبدالله ستيفنس) قبل أن يعتنق الاسلام لا يعلم عنه سوى ما يسمعه ويشاهده عبر وسائل الاعلام الفضائية المعادية لهذا الدين وما ادراك ما تبثه الوسائل من دعاية لصورة تعاليم الدين الاسلامي السمحة من وصفه بالتطرف والارهاب ولكن عظمة هذا الدين ورسالته السماوية باقية ما بقي هذا الكون وقصة ضيفنا دليل ساطع وناصع على هذه العظمة حيث ادت محاولاته المستمرة وفضوله لاكتشاف حقيقة الاسلام التي كان يبحث عنها منذ سنوات حتى شاءت الأقدار وبفضل من الله ثم احد المسلمين الذي قام باهدائه احدى المجلات الاسلامية الناطقة باللغة الإنجليزية اكتشف الحقيقة ولكي نسلط الضوء على قصة إسلامه المثيرة (اليوم) زارته في مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالجبيل حيث يتلقى تعليمه الشرعي هناك بعد اسلامه وكان معه هذا الحوار.. @ سألناه من أنت؟ هارد فيلد ستيفنس كندي الجنسية اعمل في احدى الشركات بالجبيل الصناعية واعتبر المملكة بلدي الثاني بعد كندا. @ حدثنا عن بداية علاقتكم بالإسلام؟ ترجع علاقتي بدين الاسلام الى الفترتين ما بين 1996م وحتى 1998 م حيث أني حاولت أن اتقرب لهذا الدين واعرف عنه الكثير حيث كنت قبل قدومي للمملكة لا اعرف عن الاسلام والمسلمين سوى ما يبث عبر وسائل الاعلام خصوصا القنوات الفضائية والتي لا تظهر سوى الجانب المعادي لهذا الدين. @ اذن كيف تطورت هذه العلاقة؟ بعد قدومي للمملكة الحبيبة بدأ رويدا التعرف على الدين الاسلامي وكان لدي نوع من الفضول وحب الاستطلاع ورغبة جامحة للتعرف على هذا الدين وكنت قبل أن اغادر الى بلدي كندا كان لأذان المسلمين صدى في نفسي حيث أنه يطرب مسامعي ويخفق له قلبي رغم أنني غير مسلم كذلك كنت اشاهد المسلمين وهم يتوجهون الى المساجد لأداء عباداتهم وكنت اتساءل في نفسي ماذا يفعلون؟ وماذا يقولون؟ اثناء العبادة وفي احد الايام دعاني فضولي لسؤال أحد الاصدقاء هل بالامكان ان ادخل مساجد المسلمين واؤدي صلاتهم؟! ورد علي قائلا: في هذه الحالة لابد أن تكون مسلما حتى تدخل مساجد المسلمين وتؤدي عبادتهم. @ بعد ذلك هل واصلت رغبتك للتعرف على صلاة المسلمين؟ بعد ذلك جاء شخص آخر من المسلمين وسألني هل أنا مسلم؟ وكان ذلك في شهر رمضان المبارك, وكان ردي عليه لا فأنا لست بمسلم فهو مجرد السؤال والتعرف وبدوره ابلغني بانه لابد أن أكون مسلما وأن انطق الشهادة وان أكون ملما بمبادئ الإسلام وأركانه وهذا يحتاج منك وقتا لكي نتمكن من شرح هذا الدين وبعد هذا الحوار قام بإهدائي نسخة صغيرة جداً من القرآن الكريم وكنت للأسف الشديد لا أعرف اللغة العربية بعدها غادرت إلى بلدي بكندا والرغبة لازالت جامحة في نفسي للتعرف على هذا الدين وماذا يعنى الدين الإسلامي وهل يختلف عن الديانة النصرانية؟ @ كيف بدأت معرفتكم لهذا الدين؟ ذهبت إلى كندا كما أسلفت وكانت الصدفة أن قابلت أحد الأصدقاء المسلمين المحببين إلى قلبي حيث قام بإهدائي اشتراك في مجلة إسلامية باللغة الإنجليزية يطلق عليها ( الجمعة) وكان هذا الاشتراك لمدة عام وكان لهذه المجلة الخطوة الكبيرة والهامة للتعرف على الدين الإسلامي والمسلمين بشكل عام وفي أوائل هذا العام 2004م كان هناك وفد من السعوديين جاء إلى كندا ليعمل بإحدى الشركات وكان هناك في نفس الشركة مصلى صغير يؤدي فيه المسلمون صلاتهم وبطبعي دائم الفضول والسؤال وحب التعرف سألتهم كما في المرة السابقة هل بالإمكان أن أصلي معكم قالوا لا مانع حيث كانوا على علم مسبق بأني على وشك الإسلام ولدي المعلومة الكافية عنه ولكنهم قالوا لابد من التعرف على أمور هامة في العقيدة وصليت معهم ثم وجهوا لي السؤال: هل أنت جاهز لنطق الشهادة وتصبح مسلماً فقلت لم لا ولكني التمست منهم العذر أن يعطوني فترة بسيطة بعدها قام أحد الأخوة السعوديين بالإعداد لليوم الحاسم في حياتي حيث كان المسجد يعج بالمصلين من المسلمين وكان هذا يوافق 30 من أغسطس حيث نطقت الشهادة وكان موقفا تذرف فيه الدموع وفيه عمق الإنسانية التي تتجسد في حب لمسلمين بعضهم لبعض وحب هذا الدين حيث تعالت الأصوات بالتكبير والتهليل وقاموا بمعانقتي عناق المحبة الحار وخفق قلبي وارتعش بدني وكأن انتزع من فوق جسدي حمل ثقيل لم أحس به من قبل وبعد نطقي للشهادة رأيت العالم بصورة مختلفة عما كانت عليه في السابق وكأني ولدت من جديد وهذا شعور حقيقي أود ذكره للجميع. @ كيف كانت مسيرة حياتكم بعد الإسلام وما أثر ذلك فيها؟ بلاشك ان حياتي بعد اعتناقي هذا الدين تغيرت بشكل مختلف عن السابق وتسير بفضل الله بكل يسر وسهولة بل أصبحت أكثر قوة وتحملا لمصاعب الحياة اليومية والإسلام أضاء لي طريق النور والطمأنينة الذي لم اعهده في ديني السابق. @ موقف مؤثر لا تنساه في حياتك؟ الموقف الذي لا يمكن أن أنساه طالما دمت حيا هو نطقي للشهادة والمسلمون يعانقونني ويرحبون بي كمسلم جديد أنا متأثر بذلك الموقف وما أثر في نفسي بأنه لم يسألني أحد عن أمور أخرى سواء عن لوني أو معتقدي السابق وكنت أحس بالأخوة الصادقة وما أثار إعجابي هو التفاف المسلمين حولي بنفوس مفتوحة حيث قاموا بإعطائي أرقام هواتفهم وعناوينهم ويسألونني عن أي مساعدة أريدها. @ كيف تصفون لنا ردود ذويكم في كنداء؟ لم يكن هناك أي اعتراض أو ردة فعل بل قالوا لي أن اعتناقك للإسلام راجع لذاتك وخصوصيتك فأنت حر في ذلك وتمنوا لي أن أكون سعيداً في حياتي. @ ما تطلعاتكم بعد اعتناقكم الدين الإسلامي؟ مستوى طموحي لا يتوقف عند حد معين فأنا دائماً أسعى للتعلم والتفقه في ديني الجديد وها أنا الآن بين ظهرانيكم في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالجبيل أتلقى تعليمي حيث يقوم المكتب بإقامة الدورات العلمية للمهتدين الجدد حيث ان هناك عدة دورات شرعية مثل الحج والعمرة والصلاة والصيام وغيرها. وسوف أقوم بأداء العمرة والحج ان شاء الله بعد انتهائي من الدورة وأكون مسلماً متفقها في أمور الدين وأعمل جاهداً على نشر الإسلام بين أهلي وأصدقائي في كندا لأنهم لا يعلمون عنه شيئاً.