نشأة فلبينية • من أنت بالتحديد؟ - اسمي فيصل، وأضيف اسم ألبرت لبطاقتي الوطنية الفلبينية وجواز سفري لكي أتمكن من الانتقال أو السفر في الفلبين وإلى الدول الأخرى، وأبلغ من العمر 23عاما. • كيف كانت نشأتك وحياتك الأولى قبل قدومك للمملكة؟ - ولدت بمدينة الجبيل بالمنطقة الشرقية بالمملكة كما فهمت من زوج أمي، وعشت فيها 3 أعوام، ومن ثم انتقلت ووالدتي إلى موطن أمي وهو الفلبين، وعشت حياة ليست سعيدة لأني يتيم الأب كما كان يقال لي، وكذلك بسبب معاناة الفقر التي تجتاح منطقة جنوب الفلبين، فلم أكمل دراستي الثانوية لعدم القدرة المادية. • كم كان عمرك عندما انفصل والداك؟ ولماذا انفصلا حسب علمك؟ - كان عمري 3 سنوات، وذكرت لي والدتي فيما بعد عند مكاشفتها للحقيقة أن سبب انفصالهما كان عدم رغبة جدتي لوالدي بأن يتزوج من فلبينية وذلك حفاظا على تقاليد وعادات الأسرة. • كيف اجتمع والداك وتزوجا إذا لم تكن “جدتك” ترغب في هذا الزواج؟ - والدتي كانت ممرضة بمستشفى بالجبيل، وكان والدي يحضر للدكتوراه في مجال الطب ويمارس التدريب بالمستشفى الذي تعمل به والدتي وأعجبا ببعضهما وتزوجا حسب الطرق الشرعية المتفق عليها في المملكة، ووالدي لم يخبر جدتي بالزواج إلا بعد أن ولدت أنا وأصبحت ابنه الأول فأخبرها، ورفضت هي هذا الزواج وطلبت منه أن يتركنا ونغادر نحن بدونه إلى الفلبين. • تقول أن “جدتك” رفضت زواج ابنها من والدتك.. فهل رفضت الاعتراف بك أيضا كحفيد؟ - على العكس، فقد أخبرتني والدتي أن “جدتي” طلبت منها قبل مغادرتها أن تتركني أعيش معهم مقابل مليون ريال، ولكن والدتي رفضت ذلك. • وهل طلبت والدتك من والدك العودة للمملكة بعد وصولكما إلى الفلبين؟ - لا لم تطلب ذلك على حد قولها وأعلمتني بأنها قامت بتمزيق جميع الأوراق الرسمية السعودية الخاصة بي ووالدي وزواجهما ولم تعد تفكر بالعودة للعيش أو العمل في المملكة. معرفة الحقيقة • متى علمت أن والدك سعودي؟ وهل قمت بالسؤال عنه عند بلوغك سن الرشد؟ - علمت أن والدي سعودي عندما بلغ عمري 18عاما، وكان إلحاحي على زوج أمي، وكنت اعتقد انه والدي، سببا في كشف الحقيقة، ومن بعده والدتي وهما من اخبراني بالوقائع. وكنت ألح على والدتي بالسؤال عن أبي بشكل مكثف ولكنها كانت تخفي عني ذلك بأسباب غير مقنعة، وكانت تقول لي أنه غادر دون معرفتها وربما توفي خارج الفلبين. • وهل تزوجت والدتك رجلا آخر؟ وكم عدد أخوانك من والدتك؟ - نعم تزوجت والدتي من رجل فلبيني بعد عودتنا إلى هناك وأنجبت منه ابنتان وولد، وكان زوجها يعاملني بكل إحسان ولكني أعرف أنه ليس بوالدي الحقيقي. • لماذا لم تلجأ والدتك إلى الجهات الرسمية بالمملكة أو سفارة المملكة في مانيلا للمطالبة بحقوقكم؟ - والدتي لم تكن تريد العودة لوالدي ولذلك لم تلجأ إلى أي من الجهات الرسمية الفلبينية أو السعودية، والدليل على ذلك أنها مزقت جميع الأوراق الرسمية الخاصة بالعلاقة الزوجية بينهما. • هل تعرف شيئا عن والدك؟ - لا أعرف سوى أن اسمه الدكتور خ. م. س. (تحتفظ “المدينة” بالاسم كاملا). • بحكم أنك نشأت وترعرعت على يد والدتك، واختلاطك بالديانات المتعددة في الفلبين، ما هو الدين الذي نشأت عليه؟ - والدتي مسيحية وأنا كنت كذلك لأني نشأت بين يديها، ولكني بفضل الله رجعت إلى فطرة الله التي فطر الناس عليها وهو الدين الحقيقي الإسلام، وأعلنت شهادتي بمكتب توعية الجاليات بالبطحاء بالرياض منذ قدومي للمملكة، وترددي على المكتب منذ 6 أشهر تقريبا، خاصة وانني مختون كبقية الرجال المسلمين منذ صغري وهذا يؤكد انني مسلم الأصل. العودة للمملكة • هل جئت للمملكة بحثا عن والدك، وكيف رجعت إلى الإسلام؟ - وصلت إلى المملكة وبالتحديد الرياض للعمل بأحد المطاعم الفاخرة ك(جرسون)، ولم أبحث عن والدي في الحقيقة، ولكن كنت أفكر إن استطعت الوصول إليه فلا بأس بذلك، وسكنت بالقرب من مكتب توعية الجاليات بحي البطحاء الذي يكثر فيه أبناء الجالية الفلبينية تحديدا والآسيوية عموما، وأصبحت أتردد على المكتب التوعوي للترفيه عن نفسي، وبعد إخباري للدعاة بقصتي أرشدوني وقدموا لي الحقائق عن الإسلام ثم أعلنت إسلامي ونطقت الشهادتين وشعرت آنذاك بسعادة غامرة، وكأنني رجعت إلى حقيقتي بعدما كنت تائها، وفتحت لي أبواب الرزق وانتقلت للعمل كسكرتير لدى أحد أشهر الأطباء بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بالرياض. • كيف استقبلت والدتك خبر دخولك الإسلام، وكيف كانت نظرتك للدين الحق قبل الدخول فيه؟ - أمي لم تعرف حتى الآن أنني أعلنت إسلامي ولكن لديها إحساس كبير بذلك، لأنها تعرف أنني أتردد دائما وأقضي أوقاتي في مكتب توعية الجاليات الذي يهدف إلى الدعوة للإسلام، ولكن لم أخبرها حفاظا على شعورها، أما نظرتي له قبل الدخول فيه فكانت سيئة جدا، وذلك بسبب انتشار أفراد الجماعات الدينية المتشددة مثل جماعة أبو سياف في الفلبين والقاعدة وطالبان في أفغانستان وباكستان، وأيضا الصورة المسيئة للإسلام التي يقدمها الإعلام الفلبيني والغربي. • ما هي حالتك الاجتماعية حاليا؟ - تزوجت من امرأة مسيحية قبل قدومي للمملكة بسنة واحدة وليس لي أطفال وقلت لها بأنني أسلمت ولم تغضب من هذا الخبر وأصبحت تظهر مخاوفها من أمر واحد وهو تعدد الزوجات كما شرع الله في الإسلام، ولا زلت أفهمها بأن تعدد الزوجات في الإسلام ليس فرضا، وإنما لأمور شرعية ضرورية. • أخيرا.. ما هي توجهاتك مستقبلا؟ - أولا سأحاول دعوة والدتي وزوجتي إلى اعتناق الإسلام، وثانيا سأحاول البحث عن والدي إن استطعت رغم تخليه عني الا انني اشتاق لرؤيته اشتاق ان ارتمي بأحضانه ان ابكي له وجع السنين وأن فراقه عني اثر في حياتي كثيرا. أواصر وقضية فيصل وحول ابعاد قضية فيصل وكيفية حلها كشف رئيس جمعية “أواصر” لرعاية الأسر السعودية بالخارج عبدالله الحمود ل”المدينة” عن استعداد الجمعية لتكليف محامي للشاب فيصل للتأكد من ثبوت نسبه لوالده. وأوضح الحمود أنه في حال عدم اعتراف الوالد بابنه فيصل فإن الجمعية ستلجأ لتشكيل لجنة مكونة من وزارة الداخلية والأطراف المعنية بالقضية لإخضاع الوالد لتحليل الحمض النووي ومطابقته بالابن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الوالد لن يستطيع إنكار ابنه إلا بالطرق الشرعية التي يستطيع اللجوء لها. ونفى رئيس جمعية أواصر أن تكون للجمعية علاقة بالشاب حينما كان خارج المملكة، موضحا أنه يمكن للشاب اللجوء لهم حال رغب بذلك وأن الجمعية تتابع أوضاع جميع الأسر السعودية خارج المملكة والذين بلغ عددهم أكثر من 700 أسرة في 20دولة. جريمة الترك فيما أوضح الدكتور محمد النجيمي الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي ل" المدينة " أنه يتوجب على الجهات الحكومية بالمملكة التأكد من صحة ثبوت نسب فيصل إلى والده السعودي الجنسية قبل النطق بالحكم الشرعي على الوالد، في ظل إبداء رضاه في مغادرة ابنه برفقة والدته الفلبينية المسيحية وتركه هناك منذ بلوغه سن الثالثة من عمره ليساعد بذلك على اعتناق ابنه للدين المسيحي وعدم السؤال عنه، موضحا أن رضا والده بذلك يعني ارتكابه لجريمة شرعية كبرى تسمى بجريمة الترك، ويأثم الوالد بذلك لأنه ساعد ابنه على التنصر، أما إن لم يكن والده راضيا عن تركه وأجبر على ذلك فإنه لا يأثم، ولكن يتوجب عليه السؤال عنه وزيارته حتى يبقى الابن على فطرته الإسلامية .