بعد رحلة بحث عن الاستقرار الذاتي والراحة النفسية حيث درس اكثر من ديانة ليجد في الاخير ان مبتغاه يتواجد في الديانة الاسلامية. هذا ما ذكره يوسف احمد الامريكي الجنسية والذي غير اسمه من وليام إلى يوسف ليجد ان ابواب الخير والبركة فتحت له بمجرد نطقه بالشهادتين. "الرياض" التقته وحاورته لتقف على رحلته التي يتمنى ان تنتهي بالاستقرار بالقرب من الحرمين الشريفين. كنت سابقا مسيحيا كاثوليكيا ووجدت الكثير من المغالطات في هذه الديانة مما جعلني ابحث في الديانة المسيحية البروتستانتية والتي لم تكن افضل حالا من سابقتها فواصلت البحث ايضا فدرست الديانة البوذية وذلك لسفري الدائم من خلال عملي للصين، حيث تزوجت إمرأة صينية مما جعلني اعتنق الديانة البوذية والتي لم اجد من خلالها ضالتي التي ابحث عنها من راحة نفسية، مما جعلني اترك هذه الديانة خصوصا بعد ان انفصلت عن زوجتي الصينية. ومن خلال دراستي لهذه الديانات لم اجد التفسير المطلوب عن سبب الوجود، حيث إن الديانات السابقة تتغير حسب البيئة التي تكون متواجدة فيها وأثناء ذلك عملت مع بعض الأشخاص المسلمين في امريكا وسافرت معهم كثيرا، وهذا ما أعطاني فرصة لمشاهدة كيفية ممارستهم لفروضهم وطقوسهم الدينية، ومن اول من أعطاني الفضول للتعمق في الديانة الاسلامية هو زميلي في العمل والذي يعتبر من الأصدقاء المقربين جدا لي، والذي كنت دائم السفر معه حيث لاحظت عليه الخطوة الاولى التي يقوم بها عند الوصول إلى أي دولة نسافر لها وهو السؤال عن اقرب مسجد، مما اثار فضولي عن هذا التعلق الكبير والقوي بين هذا الشخص وديانته مما جعلني اتعمق اكثر بالسؤال عن الدين الاسلامي. وحدث ان تم تعاقد الشركة التي اعمل بها مع شركة الكهرباء السعودية تقريبا سنة ، 1996وهذا ما جلعني أتردد على المملكة لمدة شهر او شهرين خلال ما يقارب خمس سنوات، وبسبب تعدد زياراتي للمملكة قمت بقراءة الكثير من الكتب لاطلع على الديانة الاسلامية بشكل كبير وحدث ان تعرفت على الاعلامي نجيب الزامل والذي قدم لي الكثير من المعلومات عن الاسلام. وقال: حدث انه في يوم من الايام صحوت من النوم وانا احدث نفسي بأني لابد ان اعتنق الديانة الاسلامية، وفعلا تحدثت مع الزامل وزملائي في العمل فرتبوا لي دراسة متكاملة مع مركز الدعوة والارشاد بالدمام واستمرت لمدة ثلاثة شهور، وهذا ما ساعدني على اتخاذ قراري باعتناق الاسلام. وأضاف طلبت ان اتحصل على مدة زمنية وذلك حتى اتمكن من اتخاذ قراري والذي يعتبر نقلة نوعية في حياتي وهذا ما استمر لمدة اسبوع حيث قررت في احد ايام الخميس ان اعلن اسلامي فتكلمت مع زميلي في العمل واتفقت معه ان انطق الشهادة يوم الجمعة في المسجد وكانت المفاجأة انه في اليوم التالي بعد نطقي للشهادتين أي يوم السبت وذلك عند ذهابي للعمل وانا على عقدي مع الشركة الاجنبية تلقيت عرضا من شركة الكهرباء السعودية بالعمل معهم وهذه تعتبر من المنح الإلهية حيث كنت لمدة سنوات ارغب بالعمل مع الشركة السعودية ولكن دائما ما اتلقى إجابات بعدم وجود وظائف شاغرة لديهم. ويقول: بعد تسعة شهور من اعتناقي للاسلام بدأت في البحث عن زوجة مسلمة متواجدة في المملكة او تقبل ان تعيش معي على ارض المملكة وحصل ان حدثني زميلي ان زوجته تحدثت لصديقة لها تعيش في سوريا، حيث تقبلت فكرة الموضوع مما جلعني اراسلها واتحدث معها في بعض الاوقات، حيث قدمت للمملكة لزيارة اختها التي تعمل كمدرسة. حيث تم عقد النكاح (التمليك) والذي استمر لمدة شهر بعدها عملت حفلة الزفاف. وانا لا أنسى ان اشكر الله دوما لعنايته الفائقة لي حيث توالت النعم علي بعد اعتناقي للاسلام، فبعد عقدي مع الشركة السعودية استطعت ان اتزوج من امرأة مسلمة مهتمة بدراسة القرآن، حيث تدرس زوجتي الان القرآن باللغة الانجليزية كما تقوم بالمساعدة على تعليمه في مسجد الريان بالدمام وهذا ما ساعدني ايضا لمعرفة القرآن بشكل اكبر واعمق. وقال أتمنى من الله ان يمنحني شرف العمل في خدمة أي مسجد سواء بالأذان او بتنظيف وتبخير وتعطير المسجد حيث يذكر زملاءه في العمل انه دائم الاهتمام بإظهار المسجد في شركتهم بافضل وانظف شكل. وقال: بعد اعتناقي للاسلام زرت امريكا لمرة واحد فقط وذلك لاقوم بترتيب اوراقي خصوصا واني سألتحق بالعمل مع شركة جديدة، وكانت في تلك الفترة لم تحدث احداث الحادي عشر من سبتمبر لذا لم الاحظ أي تغير في المعاملة معي من قبل المجتمع، ولكن المؤسف ان ابني من زوجتي الامريكية قاطعني لمعارضته بما قمت به بينما إبنة زوجتي لا زالت على تواصل معي كما ألاحظ عليها رغبتها في معرفة الدين الاسلامي عن كثب. ويقول حاولت ان ادعو بعض الاصدقاء المقيمين من غير المسلمين للتعرف على تفاصيل الدين الاسلامي رغبة مني في المساعدة على نشر الاسلام لذا قمت بعمل موقع على الشبكة العنكبوتية بهدف شرح الدين الاسلامي ويحتوي على العديد من الروابط الاخبارية والتي تقدم الكثير من الخدمات للمقيمين في السعودية وخارجها.. ويتحدث يوسف ان عقده مع عمله الحالي قارب على الانتهاء مما قد يجعله يعود إلى وطنه وهذا ما لا يرغب فيه حيث يتمنى ان يعيش باقي عمره في ارض المملكة ليجاور الحرمين الشريفين.