يعكس رد الفعل الأمريكي الفاتر ازاء المفاوضات الاوروبية مع ايران بشأن برنامجها النووي اعتقاد حكومة الرئيس بوش بان الاتفاق سيفشل ويبرز افتقارها الى استراتيجية متماسكة بديلة للتعامل مع ايران. وقالت دانييل بليتكا نائب رئيس معهد انتربرايز الامريكي الذي تربطه علاقات وثيقة بالبيت الابيض احدى أكبر المشاكل التي تواجهنا مع حكومة الرئيس بوش انه لا يمكن ان تتغلب على شيء ما بلا شيء، وقالت :لا نعتقد نحن او الاوروبيون بان اتفاقهم سيحل المشكلة. حقيقة الامر هناك تفاهم ضمني بين ثلاثي الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدةوطهران باننا جميعا نرجيء المشكلة،وعلى مدى أكثر من عام ضغطت حكومة بوش على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحويل ملف ايران الى مجلس الامن حيث يمكن فرض عقوبات بسبب ما تزعمه واشنطن من انشطة نووية ايرانية لها صلة بانتاج اسلحة. وبعد مفاوضات مكثفة مع ثلاثي الاتحاد الاوروبي بريطانيا وفرنسا والمانيا اقترحت ايران وقف تحويل اليورانيوم 22 نوفمبر، وتزعم طهران ان انشطتها سلمية محضة،ويقول خبراء ان الاتفاق الى جانب تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يبريء طهران بشكل جزئي من اتهامات محاولة انتاج قنبلة ذرية سيضران بشدة بمساعي الولاياتالمتحدة لجعل مجلس محافظي الوكالة يوافق في اجتماعه في الخامس والعشرين من الشهر الجاري على احالة ملف ايران الى مجلس الامن. ويمثل احتمال امتلاك ايران اسلحة نووية تحديا امنيا خطيرا للرئيس الامريكي جورج بوش الذي وعد بان يكون وقف انتشار اسلحة الدمار الشامل في مقدمة اولوياته في رئاسته الثانية،ورغم ذلك فان الحكومة الأمريكية التي تشك كثيرا في نوايا طهران بسبب نكوصها بوعود سابقة قابلت مبادرة الاتحاد الاوروبي بتحفظ. وحين زار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير البيت الابيض الجمعة قال بوش ان لندن يرجع اليها كثير من الفضل في محاولة اقناع ايران بانهاء طموحاتها النووية. ويوم الاثنين وصف وزير الخارجية آنذاك كولين باول الاتفاق بين ايران والاتحاد الاوروبي بانه يمثل تقدما ضئيلا. وينتقد خبراء كثيرون حكومة بوش لتكليفها الاوروبيين بتولي مثل هذه المهمة الخطيرة نيابة عنها ويقولون ان الفرصة الوحيدة للحد من الطموحات النووية المشتبه بها لايران تكمن في نهاية الامر في وضع خطة مشتركة بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة تجمع بين الترهيب والترغيب، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوايران منذ ازمة الرهائن في الثمانينات ولم يكن هناك سوى اتصالات متقطعة منذ ذلك الحين رغم محاولة طهران احباط بعض اهداف بوش الرئيسية مثل اشاعة الاستقرار في العراق،ويتعرض بوش لضغوط من عدد كبير من الخبراء الامريكيين لبدء حوار مع طهران غير ان حكومته منقسمة بشأن مدى التقرب الى ايران،ويصوغ مخططو وزارة الخارجية استراتيجيات جديدة اذا اراد بوش ان يدرسها. واحدى مشاكل اتفاق الاتحاد الاوروبي الذي يسمح لايران بشراء مفاعلات طاقة نووية تكتنفها شكوك اقل وتعمل بالماء الخفيف هي أنه شبيه الى حد كبير بالاتفاق الذي ابرم مع كوريا الشمالية في عام 1994 واخلت به الاخيرة ويكرهه فريق بوش. وقال جاري ميهولين من مشروع ويسكونسون للحد من الاسلحة النووية نقطة الضعف في اتفاق كوريا الشمالية انه كان يتيح للكوريين الشماليين تحويل الدفة واستئناف انتاج اسلحة نووية وهو ما حدث. وهو نفس الحال مع ايران، وقال: اي اتفاق يتضمن تعليقا وليس تفكيكا /دائما/ ينطوي على خطر استئناف البرنامج بدون سابق انذار،وعلى الجانب الاخر يبدو ان الاوروبيين وحدهم في الملعب .. ليس لدينا سياسة على الاطلاق باستثناء ان نأمل ان تتلاشى المشكلة.