اتهمت الولاياتالمتحدة مساء امس الاول ايران بالتخويف بتهديدها بوقف التعاون مع المجتمع الدولي اذا ما اصرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الضغط على ايران بشأن برنامجها النووي. غير ان المسؤولين الامريكيين والاوروبيين قالوا ان ايران التي تبدو غير مستعدة للمخاطرة بالعزلة الدبلوماسية من غير المحتمل ان تنفذ هذه التهديدات. وتشن ايران هجوما متعدد الجوانب ومنها التهديدات باستئناف تخصيب اليورانيوم ووقف عمليات التفتيش المفاجئة لمواقعها النووية لاقناع مجلس محافظي الوكالة بانهاء تحقيق حول انشطتها النووية في الاجتماع الذي سيعقده الشهر المقبل. وقال مسؤول امريكي اشترط عدم الكشف عن اسمه ان الهجوم يشمل ايضا تهديدات من قبل ايران بمنع بعض الواردات من استراليا التي انضمت الى الولاياتالمتحدة في المطالبة باجوبة كاملة عن الخطط النووية للجمهورية الاسلامية. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في مؤتمر صحفي لا نعتقد انه من المناسب محاولة تخويف وكالة الطاقة الذرية او مجلسها بحيث يتغاضون عن سقطات ايران العديدة في الوفاء بالتزاماتها بحظر الانتشار النووي. وكان باوتشر يتحدث بعد ان ابلغ الرئيس الايراني محمد خاتمي الصحفيين في طهران ان قرار الوكالة في يونيو حزيران سيكون له تأثير على تعاوننا مع الوكالة. الى ذلك يضع الامريكيون والاوروبيون مشاريع قرارات منفصلة لكي تدرسها الوكالة ولكن المسؤولين قالوا ان مجلس الوكالة سيبقي على ضغوطه على ايران. وقال مسؤول امريكي بارز من الواضح ان طهران تحاول استغلال الموقف قبل اجتماع الوكالة ولكني لا آخذ التهديدات كثيرا على مأخذ الجد. وقال مسؤول امريكي اخر انه اذا ما انسحبت ايران من معاهدة حظر الانتشار النووي بما فيها القيود التي تفرضها على تخصيب اليورانيوم وما تتطلبه من تفتيشات للوكالة فستصبح منبوذة من الجميع وتنحاز الى كوريا الشمالية في وقت تبدو فيه طهران كما لو كانت تريد الاندماج في المجتمع الدولي. وتصر واشنطن من جانبها على ان ايران تنتج اسلحة نووية. ويدعم حجتها ما تم اكتشافه في العام الماضي من ابحاث نووية حساسة تم اخفاؤها على مدى 18 عاما وتزعم ايران انها للاغراض السلمية فقط. كما قدمت ايران الاسبوع الماضي ما قالت انه بيان كامل لانشطتها النووية حاثة مجلس محافظي الوكالة مرارا على رفع القضية من جدول أعماله. وقال دبلوماسي اوروبي ان ذلك غير ممكن في الوقت الحالي. وتدرك حكومة بوش انه بدون الكشف عن معلومات مثيرة وجديدة بشأن برنامج ايران فلن تتمكن من الفوز بتبني قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل يرسل قضية ايران الى مجلس الامن لفرض عقوبات محتملة. وبدلا من ذلك يتطلع بعض المسؤولين الامريكيين الى ما سماه احدهم المواجهة في اجتماع مجلس محافظي الوكالة في سبتمبر حول هذه القضية رغم ان مسؤولين اخرين قالوا ان الجدل يمكن ان يمتد حتى اوائل عام 2005 بعد انتخابات الرئاسة الامريكية. ويقول المسؤولون الامريكيون ان ايران لديها منشآت نووية سرية يديرها الجيش وانهم تبادلوا معلومات حول ذلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولكن مفتشي الوكالة يجدون صعوبة في الوصول الى تلك المواقع. وقالوا ان ذلك سيكون محور اجتماع مجلس المحافظين في يونيو حزيران. وعلى الرغم من ان الولاياتالمتحدة واوروبا كانا على الدوام على خلاف بشأن ايران فان المسؤولين الامريكيين يقولون انهم يعتقدون ان الاوروبيين يتزايد استياؤهم من ايران.