يعتبر ديك تشيني، رجل الظل اليميني العنيد، البالغ من العمر 63 عاما، العراب الحقيقي للرئيس جورج بوش الذي اختاره مجددا في منصب نائب الرئيس لاربع سنوات اخرى. واقر ديك تشيني نفسه في كانون الثاني يناير متحدثا عن نفسه: هل انا روح الشر القابع في الظلام كي لا يراه احد يخرج من جحره؟ في آخر المطاف ربما ليست هذه اسوأ طريقة للعمل. وبعد ان كان المحرض الاساسي للحرب على العراق في آذار مارس 2003، لم يبد تشيني اي اسف على هذه الحملة العسكرية بالرغم من عدم العثور على اسلحة الدمار الشامل التي شكلت الذريعة الاساسية لقلب نظام صدام حسين. ولد تشيني في الثلاثين من كانون الثاني يناير 1941، وبعد ان اعتاد منذ السبعينات التردد على كواليس السلطة في عهد الادارات الجمهورية المتعاقبة، كلفه بوش في 2000 بان يراس لجنة اوكلت اليها مهمة العثور على نائب رئيس، فلم يجد افضل .. منه هو شخصيا. وسرعان ما لعب تشيني دورا مهما للغاية في الفريق الذي تم تشكيله في البيت الابيض. فهو الذي صاغ مشروع القانون حول الطاقة، وقد تولى بنفسه قيادة العمليات من واشنطن خلال الساعات الاولى التي تلت اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 فيما تأخر بوش في العودة الى العاصمة الفدرالية. ومن بين جميع نواب الرؤساء في تاريخ الولاياتالمتحدة، فرض ديك تشيني نفسه كنائب الرئيس الذي يتمتع باكبر قدر من السلطات. واشترك مع وزير الدفاع دونالد رامسفلد في التخطيط للحملة العسكرية على صدام حسين، مستندا في ذلك الى خبرته كوزير دفاع سابق خلال حرب الخليج التي شنتها الولاياتالمتحدة عام 1991 لطرد القوات العراقية من الكويت. غير ان موقعه بدا مهتزا في الربيع الماضي، حيث تعرضت شركة هاليبورتن للخدمات النفطية التي كان يرأسها قبل تولي مهام نائب الرئيس، الى اتهامات بالتورط في عدة عمليات فساد مرتبطة بعقود ابرمت مع الجيش الاميركي في العراق. كذلك طالبته منظمات مدافعة عن البيئة بكشف تفاصيل المحادثات التي جرت اثناء اعداد القانون حول الطاقة، وهو امر رفضه متذرعا بصلاحيات السلطة التنفيذية. واحيلت القضية الى المحكمة العليا التي حكمت لصالحه. وتشيني العريض الكتفين والاصلع، تعلو وجهه تكشيرة بدلا من الابتسامة. ومعروف ان صحته غير جيدة وقد تعرض لعدة ازمات قلبية خلال السنوات الماضية.