واصلت طائرات النظام السوري قصفها ب «البراميل المتفجرة» على شمال البلاد، في وقت قُتل ما لا يقل عن 60 من مسلحي الكتائب المقاتلة في كمين نصبهم لهم الجنود النظاميون في منطقة تقع بين معلولا ويبرود في جبال القلمون الاستراتيجية شمال دمشق. لكن الثوار حققوا في المقابل تقدماً ميدانياً جديداً في محافظة دير الزور في شرق البلاد في سعيهم إلى السيطرة على المطار العسكري الذي تتحصن فيه قوات الرئيس بشار الأسد. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له «استشهاد عشرات المقاتلين من الكتائب الإسلامية المقاتلة إثر اشتباكات دارت خلال كمين نصبته القوات النظامية فجر اليوم (أمس) لهم في المنطقة الواقعة بين المراح والقسطل قرب بلدة معلولا التاريخية» شمال العاصمة السورية. كما أعلن إصابة «نحو عشرين مقاتلاً آخر بجروح خلال الكمين ذاته»، لافتاً إلى أنه لم ترد معلومات عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية. وأشار إلى أن الكمين وقع في وقت «تتعرض مناطق بساتين بلدتي بقين ومضايا لقصف من قبل القوات النظامية مما أدى إلى سقوط جرحى». أما وكالة الأنباء السورية «سانا» فنقلت عن «مصدر عسكري» إن «وحدة من قواتنا الباسلة تقضي في كمين محكم على عشرات الإرهابيين من ... «جبهة النصرة» بين بلدتي معلولا والقسطل بريف دمشق، وتصادر أدوات إجرامهم». كما أعلنت وسائل إعلام النظام أن الطيران الحربي من طراز «ميغ» استهدف «معاقل المجموعات الإرهابية في يبرود ومنطقة ريما» وأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم. ولفتت وكالة «رويترز» إلى أن التلفزيون السوري الرسمي عرض لقطات لعشرات الجثث ترقد في منطقة جبلية وبجوارها أسلحة. أما «فرانس برس» فأشارت إلى أن أفراد «جبهة النصرة» ومقاتلين من كتائب أخرى دخلوا معلولا قبل أسابيع، وانسحبت منها قوات النظام. ومنذ ذلك الوقت، تحتجز مجموعة من المعارضة المسلحة 12 راهبة بعد إخراجهن من دير مار تقلا في معلولا من دون أن تنجح الوساطات بعد في الإفراج عنهن. وأوردت صفحات الثورة السورية على الإنترنت أن «غرفة عمليات منطقة ريما» في يبرود بجبال القلمون أعلنت «أن منطقة ريما أصبحت منطقة عسكرية ويمنع توجه المدنيين إليها على الإطلاق». ونشرت الصفحات فيديو لإحدى السيارات التي تم استهدافها في تلك المنطقة بصاروخ «كورنيت» مما أدى إلى «استشهاد 3 من المدنيين وجرح أكثر من 5». كما أعلنت صفحات الثورة سقوط «15 شهيداً وحوالى 30 جريحاً بانفجار لغم على طريق مدينتي يبرود - النبك». وبالتزامن من ذلك، أعلن «المرصد» وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» وعدة كتائب مقاتلة من جهة أخرى في بلدة عدرا العمالية في ريف دمشق. وكان مقاتلون من كتائب عدة بعضها إسلامية متطرفة دخلوا في 11 كانون الأول (ديسمبر) عدرا العمالية شمال شرقي دمشق، وأفادت تقارير عن إقدامهم على قتل عشرات الأشخاص داخلها بسبب موالاتهم للنظام، وهم علويون بمعظمهم. وتعمل قوات النظام منذ ذلك الوقت على استعادة السيطرة على المنطقة. وفي ريف دمشق كذلك، أفاد «المرصد» عن «تعرض مناطق في مدينة دوما لقصف من القوات النظامية. على صعيد آخر، توفي قائد «كتيبة خالد بن الوليد» في محافظة حلب وأحد مؤسسي «مجلس صلاح الدين» أحمد قضيماتي (أبو حازم) بعد إصابته بمرض التهاب الكبد. وكان مقرراً نقله إلى تركيا للعلاج، لكن المرض سرعان ما أدى إلى وفاته. وعلى صعيد معارك دير الزور، أعلنت مواقع المعارضة السورية أن الثوار «حرروا» قرية الجفرة المحاذية لمطار دير الزور وقاموا بتمشيطها «بحثاً عن الشبيحة». وأشارت إلى أن دخول الجفرة يأتي «ضمن معركة تحرير مطار دير الزور». وأكد «المرصد»، من جهته، وقوع «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني، من جهة، ومقاتلي الكتائب المقاتلة، من جهة أخرى، في محيط قرية الجفرة المحاذية لمطار دير الزور العسكري... وأنباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على القرية وخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية». في غضون ذلك، سُجّل تصعيد عسكري كبير أمس في أحياء حمص المحاصرة، في ظل سقوط عشرات قذائف الهاون على أحياء حمص القديمة مع اشتباكات على جبهة باب هود وقرب مركز المدينة عند المسجد الكبير وبناء الأوقاف. وفي محافظة إدلب، أعلنت مواقع الثورة السورية أن الكتائب المقاتلة استهدفت قصر محافظ إدلب بدبابة من طراز 62 بعد أخبار وردتها عن «تجمع عدد كبير من الشبيحة» في المبنى الذي «احترق بالكامل». حلب و «البراميل المتفجرة» في غضون ذلك، أعلن «المرصد» أن «عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف المستمر من قبل القوات النظامية بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية على مناطق في مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى في ريفها، منذ فجر 15 من الشهر الجاري وحتى منتصف ليلة الثلثاء - الأربعاء، ارتفع إلى 401 بينهم 117 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و34 سيدة، وما لا يقل عن 30 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة». وأضاف «المرصد» أن في الفترة ذاتها قُتل «ما لا يقل عن 9 مقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام جراء غارات وقصف للطيران الحربي والطيران المروحي على مناطق في مدينة حلب وريفها». ولفت «المرصد» إلى أن الطيران الحربي نفّذ غارة جوية على مناطق في حي الصاخور في حلب مما أدى إلى سقوط جرحى، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية ومقاتلي عدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط منطقة النقارين (في حلب) وسط قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة المنطقة». وأشار إلى أن الطيران الحربي قصف أيضاً مناطق في بلدة حريتان مما أدى إلى سقوط جرحى، في حين فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدات كفرناها وخان العسل وعنجارة واورم الكبرى المنصورة من دون ورود أنباء عن وقوع إصابات. وفي محافظة إدلب، نفّذ طيران النظام غارة جوية على مناطق في مدينة معرة النعمان مما أدى إلى اشتعال النيران في منزل، بحسب ما أورد «المرصد» الذي لفت أيضاً إلى وقوع غارتين جويتين على بلدة نصيب في ريف درعا الجنوبية، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة جاسم (درعا)، مما أدى إلى سقوط جرحى. وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، نقل «المرصد» معلومات عن تمكن مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» من السيطرة على 5 قرى في ريف القامشلي بعد اشتباكات دارت مع مقاتلين من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بدأت منذ منتصف ليلة الخميس - الجمعة واستمرت حتى ظهر أمس. وأشار إلى أن الاشتباكات استمرت أمس في شكل متقطع بين الطرفين. أما «الهيئة العامة للثورة السورية» فأشارت في بيان للمكتب الإعلامي إلى «تجدد الاشتباكات في قرى وبلدات محافظة الحسكة بين كل من الجيش الحر والفصائل الإسلامية من جهة، وقوات حزب الاتحاد الديموقراطي وميليشيات جيش الدفاع الوطني (محمد الفارس) مدعومة بقوات وطيران النظام السوري من جهة ثانية»، ولفتت إلى أن الاشتباكات «أسفرت عن مقتل وجرح أعداد كبيرة من حزب الاتحاد الديموقراطي وميليشيات الدفاع الوطني».