كانت القسوة تحيط به كلما التفت هنا وهناك يشعر انه شخص منبوذ ممن حوله وكأنه جرثومة لمرض عضال, او كأنه كائن فضائي جاء من كوكب غير الارض يخاف من حوله حتى من الحديث معه اذا ما علموا انه (مجهول الوالدين). وهنا يتردد السؤال على شفاه الصمت بألم متناه لا حدود له لماذا؟؟ لماذا نحمل هذا الطفل المسكين ذنبا لا يد له فيه حيث وجد نفسه على وجه الكرة الارضية مخلوقا لا يعرف صدر الام الحنون ولا ظهر الاب الذي يسنده عند الحاجة ولا يفهم حقيقة انه ثمرة لعلاقة غير شرعية. من قال ان جسده قد اصيب بالدنس او انه فقد الطهر؟ باي دين او ملة يحمل هو خطيئة والديه؟ كيف لا يستوعب البعض رغم ما وصلنا اليه من تقدم وثقافة وانفتاح في مجتمعنا حقيقة أن هذا الطفل الذي اصبح رجلا اليوم قد يكون عضوا فعالا وناجحا في محيطه كغيره من الرجال ممن لم تشأ اقدارهم ان يمروا بنفس ما مر به. لما لا نشعر به نحتضنه بيد المحبة؟ ونساعده كي يتخلص من النظرة الدونية التي تحيط بليله الطويل الذي يطعن احشاءه بلا رحمة, كي نجعله يقتل الحقد في داخله ونحد من تفكيره السلبي الذي قد يؤدي به الى الانحراف حتى لو عن طريق التفكير فما اسهل الهدم وما اصعب البناء. ما قيمة الحياة حين لا نشعر بمن حولنا؟ ونتذوق طعم المرار الذي يتجرعونه ليل نهار بعذاب وقهر.. وداخلهم تتصارع علامات التعجب وقنابل الاستفهام المتفجرة حيرةغير قادرة على فهم نبذ المجتمع لهم دون مراعاة لمشاعرهم بل على العكس كل ما يجدونه هو الرفض ان لم يكن يشكل علني وواضح يكون بنظرات مخفية وهمسات جارحة. اليوم وفي هذه الاوضاع الراهنة وانتشار وسائل الاعلام المختلفة بانواعها والتي اصبح يطلع عليها شبابنا وبناتنا بشكل ايجابي وقد يكون سلبيا احيانا, فنحن نحمل عاتق الاعلام هم هذه الشريحة من البشر والذين يستحقون الاهتمام والرعاية اقلها كي يشعروا بالانتماء الى اسرة فيجدون الصدر الدافىء العائلي المحب الحنون الذي يدفع بهم الى التقدم بخطى واثقة وراسخة في حياتهم ويسير بهم الى درب الانغماس والاندماج بين افراد مجتمعهم, فلنجعل شعارنا تجاه اليتم (مجهول الوالدين): (سننسى من اين اتيت وسنتذكر انك انسان وهذا هو المهم) (ومعا لرعايته) واخيرا فلنتخيل انفسنا في وضعه, هل سنتحمل ان نبيت في ظلام اليتم متألمين؟ هل سنحتمل نظرات الاحتقار وسهام التساؤل؟؟ وجراح القهر.. قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه), فكيف نقبل على اخ او اخت لنا بالاسلام ما لا نقبله على انفسنا او لمن نحب.. انتظر ان تمتد ايديكم بكل محبة معنا في هذه الحملة الكريمة لنصل الى هدفنا الانساني البحت. @ حنان عبدالرحمن ابوحيمد