حفل التعداد العام للسكان والمساكن الذي اجري عبر المسح الميداني العام في مناطق المملكة بالعديد من المواقف المحزنة والطريفة، وذلك امر طبيعي لما يجده العداد الذي يدخل منازل مختلفة الثقافات والمستويات التعليمية.. غير ان السمة الغالبة لدى شريحة من العدادين الذين التقتهم (اليوم) اشاروا الى ان المواطن لم تكن له الثقافة التعدادية الكافية التي تمكن من اداء المهمة في سلاسة ويسر. ملقين اللوم في ذلك على تقصير مصلحة الاحصاءات في التوعية والارشاد قبل بدء الحملة. قال محمد العتيبي موظف تعداد ان استمارة التعداد شملت اسئلة غير منطقية وليست مهمة ولاتؤدي الهدف المطلوب من التعداد وانه كان من المفترض ان تكون الاسئلة ذات اهمية اكثر وذات محور اوسع من ذلك فمثلا على سبيل المثال ان يسأل عن الامراض الوراثية والاكثر شيوعا بين العائلة وعن طموحات العائلة وعن مستوى معيشتهم وعن عدد افراد المرضى بالعائلة. بينما قال علي الجبران موظف تعداد: ان المواطنين ليس لديهم وعي كاف باهمية التعداد وعدم استيعابهم لحجم التعداد وانه واجه الكثير من الصعوبات هو وزملاؤه حيث انهم تعرضوا للاهانة والشتم واحيانا للضرب من قبل المواطنين وانه لايوجد تنظيم دقيق حيث ان المواطنين يشتكون من تكرار مرور العداد. واشتكى عمر مسملي موظف تعداد من عدم الوعي الكافي لدى المواطنين اتجاه التعداد وعدم احترامهم للعداد لدرجة انه عندما طرق باب احد المواطنين خرج طفل صغير وقال ابي يقول نائم وانه عندما يسأل احدهم عن الاسئلة المطلوبة يرد بطريقة استفزازية وكأنه مجبور على ذلك. واخبر عبدالله الزهراني موظف تعداد بان بعض الاسر لايدلون بالمعلومات الصحيحة بل يخفون الكثير منها ويكتشف العداد ذلك من خلال جيرانهم او اقاربهم ومن المفترض ان كل مواطن يلزم نفسه باحضار الاوراق اللازمة من بطاقة شخصية وبطاقة عائلة لتأكيد المعلومات والتأكد من صحتها. مواقف طريفة وعن المواقف الطريفة والمحزنة في نفس الوقت والمليئة باليأس من جهة اخرى، يوسف المظفر احد موظفي التعداد: قال: عندما ذهب لأحد المواطنين لاخذ المعلومات منه لم يفتح الباب ولم يستقبله ولم يخرج له وعندما خرج بعد محاولات طويلة استمرت 3 ايام خرج وهو يتذمر ويسأل ماذا ستفعل لو اعطيتك المعلومات ومن ثم بدأ يحكي مأساته بانه لم يلق استقبالا من المستشفى لمعالجته وان ابنته لم تستلم كتبا وذلك بسبب رفض المديرة وعندما سئلت المديرة بعد الحاح من ولي الامر استمر اسبوعا اجابت المديرة بكل استهتار الكتب احترقت بالرياض. فيما ذكر العداد احمد الشمراني: انه تلقى الكثير من الاسئلة من قبل المواطنين مثل ما الفائدة من التعداد؟ وما التخطيطات الجديدة التي سوف تتخذ من خلال التعداد؟ وماذا ستفعلون اذا وجدتم محتاجا بدون سكن؟! ومع ذلك كله فالعداد يسأل ويستفسر هل 6000 ريال توازي كل هذه المواقف والاهانات وعدم المبالاة من قبل المواطنين ام لا؟ ومن الامور التي تضع امامها علامة التعجب ان جميع موظفي التعداد السكاني واجهوا الصدود وعدم التعاون بتاتا من قبل موظفي ارامكو. وتلقي غالبية موظفي التعداد السكاني اللوم على الحملة الاعلامية التي قامت بها مصلحة الاصلاحات العامة.. متهمة اياها بالتقصير وانها تفتقر للجدية والاهتمام الاكثر كما انها لم تثقف المواطنين وتعطهم الوعي الكافي فكان لابد من اتخاذ بعض الخطوات الايجابية. مثل نشر بعض المنشورات الخاصة بالتعداد السكاني تشمل الاسئلة والمعلومات المطلوبة وكيفية التجاوب معها. وعمل بعض البرامج الاعلامية الخاصة بالتعداد السكاني ومناقشة اهدافه والنتائج المتوقفة عليه. والغرض من بعض الاسئلة لكي لاترسم علامة استفهام بالاضافة الى عمل اعلانات خاصة بالتعداد السكاني والاهتمام به اكثر. احد العدادين اثناء مزاولة عمله العدادين اثناء الدورات التدريبية