بين أغصان عمري الوردي.. وخفق قلبي الغض أيقنت أن الحياة فيها ذكرى لا يمكن أن نودعها.. ذكرى تلك الأسماء التي لا يمكن أن أمحوها من ذاكرتي.. تلك الشخصيات التي جاورتها وحدثتها وضحكت معها.. تلك الشموع التي أنارت لي دربي.. اللاتي في غاية الروعة، أخلاق ومعاملة.. رأيت البراءة والطهر في عيونهن.. هؤلاء اللاتي مسحن دمعة من عيني وابدلنها بدموع الفرح والابتسامة.. تلك الخاصيات التي تدعم مشاعري بهدوئها وبساطتها ووجوهها التي لا تعرف غير الابتسام الدائم، ولكن تمضي الأيام بنا مسرعة.. تمضي بنا كالسفن تعبر بحر الزمن تمدد شراع الأمل المتلاشي.. ويأبى الزمان إلا أن تنكسر تلك الابتسامة وتنطفئ.. ويأبى الزمان إلا أن يفرقنا. سأنطق كلمة الوداع.. وقلبي يلهث بالدعاء للقاء.. وفي هذه اللحظات لا أملك سوى الكتابة لعلي أجد ما يسلي خاطري. أكتب لتلك الشخصية الغالية التي أعطتني لمسة وفاء لن تزول مهما الزمان يطول. منحتني لمسة وفاء وهمسة صفاء.. وعطاء.. التي عندما أكتب عنها فلا أستطيع إعطاءها حقها من الكلمات فأنا لست إلا تلميذة أمامها تلك التي وجدتها نعم الأخت والصديقة عرفتها بتجاوز كرمها وشهامتها تلك التي منذ أن تتكلم ننصت إليها لأننا نعلم أنه لا يخرج من ذلك الثغر سوى الحكم وسديد القول ولكن في وصفها قد تخونني العبارات.. لكن الوفاء والأخلاص يورقان في أعماق قلبي.. وقد تهرب الكلمات مني.. وقد يتعثر قلمي ولكن أحب أن أرسل برقية خاصة إلى تلك الإنسانة التي وجدت نفسي معها وفهمتها.. أبعث إليها تهنئة قلبية صادقة أعطرها بزخات من الأشواق تسكن أعماقي فتتألق ببريق المحبة انتعشها على جدران قلبي تحمل رقة الندى والنسيم وهأنذا أفرغها في كلمات نبعت من وجداني فاختالت بنشوة الفرح لعل كلماتي المرسومة تنسج لها عبارات التقدير والشكر الجزيل. عبارات تعتق سرائرنا وتفضح دفين جوارحنا في لحظات تسمو فيها نفوسنا عالياً لتعانق آفاقاً بعيدة. ان تلك الإنسانة هي.. معلمتي.. هي التي منحتني وردة وفاء عطرها يفوح في جميع الانحاء التي لم تكن يوما سببا في حرجي بل كانت دائما سببا في فرحي.. تلك التي لن أنساها مهما كان وإلى الجميع أقول: ان غبتم عن البصر فمازالت ذكراكم ولمسة وفائكم في القلب. مياسم ورد - بني معن من المحرر: شكراً على صدقك ووفائك وأسلوبك.