@ معلوم ان الزوجة مجبرة على طاعة زوجها كما في الحديث، ومأمورة ايضا بطاعة والديها في غير معصية الله، فما الحكم اذا تعارضت الطاعتان؟ فأيهما تقدم؟ لاشك ان المرأة مأمورة بطاعة الله سبحانه وتعالى، ومأمورة بطاعة زوجها، وبطاعة والديها ضمن طاعة الله عز وجل. اما اذا كان في طاعة المخلوق من والد او زوج معصية للخالق، فهذا لايجوز، لقوله صلى الله عليه وسلم: (انما الطاعة في المعروف)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق) فلا شك ان حق الوالدين مقدم، وهو يأتي بعد حق الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا)، فحق الوالدين متأكد. فاذا كان الزوج سيحملها على معصية والديها وعلى عقوق والديها، فهي لاتطيعه في هذا، لان حق الوالدين اسبق من حق الزوج، فاذا طلب منها ان تعق والديها، فانها لاتطيعه في ذلك، لأن العقوق معصية، ومن اكبر الكبائر بعد الشرك. @ إذا ارضى انسان رجلا ذا قوة وجاه بمشاركته في معصية الله تعالى، ولم يكن ذلك الارضاء الا لقصد الحصول على متعة خاصة، او دفع مضرة دنيوية، فهل يعتبر ذلك من اتخاذ الأنداد من دون الله؟ الواجب على الانسان ان يطيع الله سبحانه، ويلتمس رضاه، ولو سخط عليه الناس، فان الله سبحانه سيرضى عنه ويرضي عنه الناس، كما في الحديث: (من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه واسخط عليه الناس)، والله تعالى يقول: (أتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين). فالواجب على المؤمن ان يطيع الله، ويجتنب معصيته، ويصبر على ما يناله من الأذى، والا كان من الذين قال الله فيهم: (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله). قال العلامة ابن القيم: (أخبر عن حال الداخل في الإيمان بلا بصيرة، أنه إذا اوذي في الله، جعل فتنة الناس له وهي اذاهم، ونيلهم منه بالمكروه، وهو الالم الذي لابد ان ينال الرسل واتباعهم ممن خالفهم جعل ذلك في فراره منه وتركه السبب الذي يناله به كعذاب الله الذي فر منه المؤمنون بالايمان، فالمؤمن لكمال بصيرتهم فروا من الم عذاب الله الى الايمان، وتحملوا ما فيه من الالم الزائل المفارق عن قريب، وهذا لضعف بصيرته فر من الم اعداء الرسل الى موافقتهم، ففر من الم عذابهم الى عذاب الله، فجعل الم فتنة الناس بمنزلة الم عذاب الله، وغبن كل الغبن اذ استجار من الرمضاء بالنار، وفر من الم ساعة الى ألم الأبد) انتهى. وهذا ايضا بكونه قدم خشية الناس على خشية الله قد اتخذهم اندادا من دون الله بقدر ما قام بقلبه من ذلك، والله المستعان.