في خضم تسارع الأحداث التي تسهم بشكل مباشر في تسجيل قفزات في أسعار النفط تبقى المملكة وبكل ثقة تراقب عن كثب التطورات المختلفة في السوق البترولية الدولية وتعمل من أجل استقرارها، بهدف عدم ارتفاع الأسعار بشكل يضر بالاقتصاد العالمي ونموه وبالذات اقتصاديات الدول النامية. ان المملكة وكما أعلنت في عدة مناسبات على لسان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي ستبقى على استعداد تام لتلبية ما يحتاجه عملاء المملكة من الشركات البترولية لاي كميات اضافية من البترول كما أن المملكة مستعدة وقادرة على تعويض نقص الإنتاج الذي قد يحصل في أي منطقة في العالم. وما قرار المملكة المتعلق بزيادة طاقتها الانتاجية الرسمية الأسبوع الماضي ليصل الى 11 مليون برميل يوميا الا دليل واضح على مواقفها الثابتة تجاه العالم وخاصة بعد ان تجاوز سعر النفط 50 دولارا للبرميل. وتتطلع المملكة في إطار رغبتها في توفير طاقة إنتاجية كافية بأسرع وقت ممكن الى استخدام حقلي أبو سعفة والقطيف اللذين بدأ الانتاج منهما حاليا من أجل رفع الطاقة الإنتاجية للمملكة لتصل خلال الأسابيع القليلة القادمة الى احد عشر مليون برميل يوميا، حسب تصريحات وزير البترول الذي أكد أيضا على انه "سيتم في هذا الخصوص تنشيط عمليات حفر الآبار في الحقول المنتجة حاليا وبهذا تكون الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى المملكة حوالي 1.5 مليون برميل يوميا علما بان أغلب الزيادة الجديدة في إنتاج المملكة ستكون من الزيت العربي الخفيف". تضافر العوامل وتغذي عوامل عدة متضافرة، بنيوية وفصلية وجيوسياسية، الارتفاع القياسي لأسعار برميل النفط الخام التي زادت أكثر من الضعف منذ بداية هذا العام في نيويورك لتتجاوز الخمسين دولارا الأسبوع الماضي للمرة الأولى. العرض والطلب * الطلب يسجل ارتفاعا كبيرا يغذيه انتعاش الاقتصاد في الولاياتالمتحدة التي تعتبر المستهلك الاول للطاقة في العالم والازدهار الاقتصادي في الصين التي تعد المستهلك الثاني في العالم والتي قفز طلبها بنسبة 40% منذ عام. * نمو كبير للطلب متوقع في دول أخرى يسجل اقتصادها نموا سريعا مثل الهند التي تعد حاليا المستهلك السادس في العالم. * انخفاض المخزونات النفطية بمستويات تاريخية في الولاياتالمتحدة خصوصا بسبب سياسة ملء خزانات الاحتياطي الاستراتيجي الى الحد الاقصى التي تنتهجها الحكومة الاميركية منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001. * مصافي تكرير غير كافية ومتهالكة في الولاياتالمتحدة عاجزة عن تلبية ارتفاع الطلب على البنزين. o تنامي المراهنات بقوة في السوق النفطية، خصوصا وان قفزة الاسعار وتقلباتها تشكل فرصا مغرية للمستثمرين الذين يمكنهم جني مكاسب كبيرة في حين تشهد سوق البورصة ركودا وفي وقت تبدو فيه استثمارات اخرى اقل ربحا. * عجز أوبك التي تنتج بأقصى طاقاتها تقريبا على ضخ مزيد من النفط في السوق لتهدئة الارتفاع الكبير في أسعار الخام. المخاطر الجيوسياسية * انعدام الاستقرار في العراق الذي تتعرض منشآته النفطية خصوصا انابيب النفط لهجمات متكررة منذ بدء الغزو الاميركي البريطاني لهذا البلد. * تصعيد العنف في مناطق أخري منتجة رئيسية للنفط بمنطقة الشرق الاوسط .. * والمخاوف المرتبطة بشركة يوكوس النفطية الروسية العملاقة، المنتج الاول في روسيا، التي هي على حافة الإفلاس بسبب اختبار قوة مع السلطات الروسية. * وانعدام الأمن في نيجيريا المنتج الأول في أفريقيا والمصدر السادس في العالم حيث تسعى عصابات متنافسة الى السيطرة على مناطق الإنتاج النفطي. العوامل الفصلية * اقتراب فصل الشتاء الذي يتوقع ان تزداد معه الحاجات الى الوقود من اجل التدفئة في الولاياتالمتحدة. * سلسلة أعاصير مدمرة ضربت جنوب شرق الولاياتالمتحدة وتسببت باضطراب الإنتاج في العديد من مواقع التنقيب والتكرير في المنطقة.