رحبت مصادر نفطية بالقاهرة بدعوة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي الخاصة بزيادة سقف انتاج النفط بمنظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً كحد ادنى لمواجهة ارتفاع اسعار البترول في الاسواق العالمية، مؤكدة ان الدعوة تنسجم تماماً مع استراتيجية اوبك والمملكة الخاصة بتحقيق سعر عادل لبرميل النفط يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين في وقت واحد.. وتأتي دعوة المملكة التي جاءت على لسان النعيمي لتؤكد حرص الرياض على المحافظة على عملية استقرار الاسعار في اسواق النفط الدولية وتحقيق التوازن بين العرض والطلب وعدم النقص في الامدادات النفطية لتفادي تذبذب الاسعار لما تسببه من اضرار بالدول المنتجة والمستهلكة حيث يرى النعيمي ان اسباب ارتفاع اسعار النفط حالياً ترجع الى تخوف غير مبرر من السوق البترولية من نقص الامدادات من بعض الدول المنتجة وندرة الطاقة الانتاجية الفائضة وكذلك اتجاه المضاربين والمستثمرين للشراء والاحتفاظ بعقود طويلة..الا ان وزراء الدول الاعضاء في منظمة اوبك أرجأوا اتخاذ قرار بشأن زيادة حصص الانتاج إلى الثالث من يونيو القادم حسبما اعلن رئيس اوبك الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو في امستردام، والذي أبدى رغبة المنظمة في الدفع باتجاه تهدئة الأسواق بهدف دعم النمو الاقتصادي العالمي ، معبرا عن قلق المنظمة بشأن الأسعار الحالية للنفط. واضاف بورنومو ان منظمة البلدان المصدرة للبترول لم تصل الى قرار بخصوص سياسة الانتاج خلال المحادثات غير الرسمية التي اجريت في امستردام. قائلا: إن اوبك تعتقد ان الارتفاع الكبير في اسعار النفط يرجع الى مجموعة من العوامل تتمثل في الاختناقات في عمليات التكرير لانتاج البنزين والتوترات السياسية وارتفاع الطلب والمضاربة في اسواق العقود الآجلة. من جانبه قال وزير الطاقة والتعدين الجزائري خليل شكيب: إن اوبك اختتمت اجتماعها غير الرسمي من دون توصية بخصوص سياسة انتاج النفط. وقال وزير النفط القطري عبدالله العطية: إن الوزراء لم يناقشوا اقتراح رفع حصص انتاج المنظمة مليوني برميل في اليوم على الاقل او 8.5%. وقال الوزراء: إن اتخاذ قرار بخصوص سياسة الانتاج سيتم في الاجتماع الكامل للمنظمة الذي يعقد في بيروت في الثالث من يونيو. وكانت هناك توقعات قوية بأن يتخذ الوزراء الأعضاء في أوبك إجراءات بشأن زيادة معدلات الانتاج لتهدئة أسواق النفط المشتعلة والتي شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعارالنفط الأسبوع الماضي. ويتفق الخبير الاقتصادي المصري د. حمدي عبد العظيم مع رؤية النعيمي في الزيادة الحالية في الاسعار حيث جاءت بجانب الاسباب السابقة نتيجة النمو المرتفع في الاقتصاد العالمي وانخفاض نسبة الفوائد على العملات والسندات والنقص في بعض انواع البنزين بالولايات المتحدة. وتتعلق تخوفات المتعاملين في سوق النفط العالمية من تصاعد الاسعار بعد ان ارتفع سعر البرميل من 35.88 دولار بداية الاسبوع المنصرم الى 36.12 دولار كما قفز سعر الخام الامريكي الى ما يقارب 40 دولارا وبرنت البريطاني الى 37 دولارا للبرميل لكن عددا من وزراء نفط اوبك اكدوا ان المنظمة لا تتحمل مسئولية الارتفاع الحاد في الاسعار خاصة انها ملتزمة بضخ اقصى طاقتها الانتاجية واحياناً فوق المعدلات المحددة لكن هناك آراء تربط الزيادة في الاسعار باشتعال عمليات المقاومة ضد الاحتلال الامريكي في العراق والذي ينجم عنه مراراً تفجير انابيب النفط بالاضافة لعدة مشاكل فنية متعلقة بمصافي النفط الامريكية. وكانت وكالة الطاقة الدولية قد رحبت باقتراح المملكة رفع سقف الانتاج الرسمي لاوبك لكنها ترى ان هذه الخطوة الفنية ليست كافية لكبح جماح اسعار النفط وتهدئة السوق ستكون طويلة ويشار الى ان استهلاك النفط في العالم يتصاعد بشكل تدريجي حيث زاد من مليوني برميل في بداية القرن العشرين الى 8 ملايين برميل يومياً في منتصف القرن و 40 مليونا عام 1970 وحوالي 60 مليونا في عام 1980 وحوالي 70 مليونا في عام 1995 الا انه قفز الى 75 مليون برميل منذ عام 2000 وتعد المملكة اكبر منتج ومصدر للنفط عالمياً وتصل حصتها في اوبك الى نحو 8 ملايين برميل يومياً وتمتلك احتياطياً عالمياً يقدر بنحو 262 مليار برميل بنسبة 26% بالمائة من اجمالي الاحتياطي العالمي. ويتعرض المنتجون لضغوط مكثفة من كبار المستوردين الذين يخشون ان يؤدي ارتفاع تكاليف الطاقة الى الحد من النمو الاقتصادي العالمي. ودعا بعض وزراء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الذين يعقدون اجتماعا هذا الاسبوع في نيويورك الى تحرك سريع من جانب اوبك. ودفع اقتراح المملكة اسعار النفط العالمية للانخفاض حيث اقفل الخام الامريكي الخفيف منخفضا 87 سنتا الى 39.85 دولار للبرميل في اول مرة يغلق فيها دون مستوى 40 دولارا للبرميل في عشرة ايام. بورنومو بوسيجانتور عبدالله العطية