دعا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني كافة المواطنين الى الحرص التام على ثروة المياه الغالية، وان نكون مثلا للعالم كله في ترشيد استهلاك المياه. وذكر سموه في كلمة بمناسبة تدشين حملة التوعية والترشيد الوطنية التي تقوم بها وزارة الكهرباء والمياه اعتبارا من اليوم السبت 18 من شعبان 1425ه كافة المواطنين بمسؤوليتهم الشرعية والاجتماعية والاخلاقية والنظامية تجاه ثروة المياه. نص كلمة سمو ولي العهد بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف أنبيائه ورسله.. أيها الاخوة والاخوات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ربنا سبحانه وتعالى في محكم التنزيل (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) كما جاء في الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه(من الوضوء اسراف ولو كنت على شاطىء نهر) وقال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) فالله تعالى يأمرنا في محكم الكتاب وصحيح السنة بالمحافظة على نعمه وينهانا عن الاسراف في الزينة عند الصلاة وفي الوضوء وفي الطعام والشراب. أيها الاخوة والاخوات.. ان المملكة حرسها الله من أشد الدول شحا في مواردها المائية وتعتمد بعد الله في هذه الموارد على ما تنتجه محطات التحلية أو ما يستخرج من مصادر جوفية أغلبها غير متجدد. كما أن تكلفة هذه المصادر ثم نقلها الى المدن وأماكن الاستقرار البعيدة ورفعها آلاف الامتار من أعلى التكاليف في العالم ان لم يكن أعلاها. واضافة إلى ما سلف ذكره من الندرة في المصادر والارتفاع في التكاليف فان معدل الاستهلاك اليومي للفرد في المملكة يقع ضمن أعلى المعدلات في العالم حتى وان أدخلنا في الاعتبار بلدانا غنية بمصادرها المائية المتجددة من أنهار وبحيرات. وهذا الواقع يوجب علينا جميعا المحافظة الشديدة والحرص التام على هذه الثروة الغالية وأن نكون مثلا أعلى للعالم كله في الاقتصاد في استخدامها. أيها الاخوة والاخوات.. ستبدأ اليوم باذن الله حملة التوعية والترشيد الوطنية للمياه التي تنظمها وزارة المياه والكهرباء والغاية من ورائها تنبيه كل فرد يعيش على هذه الأرض الكريمة بالأهمية البالغة للمحافظة على هذه النعمة الكبرى من نعم المولى - جل جلاله - وفي الوقت نفسه ستقوم الوزارة - ان شاء الله - مع هذه الحملة بتوزيع أدوات ترشيد مجانية على المنازل وستمكن هذه الأدوات المواطنين من خفض استهلاكهم من الماء الى نحو الثلث أو أكثر من ذلك وهي أدوات تتميز بسهولة التركيب وسيتحقق من جراء تركيبها توفير مبالغ ضخمة جدا من المال سنويا ان شاء الله كما ستوفر وهذا هو الأهم مصادر اضافية من الماء لمقابلة الزيادة على الطلب ومن هنا فاننا نرجو من الجميع المسارعة بتركيبها واستخدامها فور استلامها. ايها الاخوة والاخوات.. نود مرة أخرى تذكير جميع المواطنين والمقيمين الكرام بمسئوليتهم الشرعية والاجتماعية والاخلاقية والنظامية عن المحافظة على هذه النعمة الجليلة والتعاون مع الجهات المسئولة لتخفيض الاستهلاك كي لا يذهب ما بذل في سبيلها من مال وجهد سدى مؤكدا أننا لن ندع أمرا فيه مصلحة للوطن والمواطن إلا أوليناه كل عنايتنا بما يتفق مع عقيدتنا أولا ثم أخلاقنا بما في ذلك مراعاة التكلفة الواقعية لمياه الشرب والأغراض الاخرى وبما يحقق التوازن بين كميات المياه المتوافرة وزيادة الطلب على المياه ضمانا لتوفير احتياجات الأجيال القادمة. وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عبدالله بن عبدالعزيز