تثار تساؤلات فيه عما اذا كان بمقدور بلير ان ينجو من هذه الازمة. السبب ان العراق تسبب في استقالة وزيرين في حكومة بلير، وفي اقالة رئيس تحرير صحيفة الديلي ميرور، وفي استقالة مدير البي بي سي، وفي الوقت الحالي هناك تساؤلات عما اذا كان العراق سيتسبب ايضا في انهاء رئاسة بلير للحكومة. ان نواب حزب العمال الذي يتزعمه بلير حذروه من ان تراجع شعبيته يؤدي الى تراجع شعبية الحزب، في الوقت الذي يستعد فيه الحزب لانتخابات المجالس البلدية في الشهر القادم. يقول مصدر قيادي بحزب العمال ان نتيجة استطلاع للرأي اجراه الحزب في انحاء مختلفة من بريطانيا اوضحت انه اذا اجريت الانتخابات غدا، فان توني بلير سيكلف الحزب خسارة 60 مقعدا. و وزير الخزانة البريطاني جوردون براون، الرجل الثاني في حزب العمال الذي من المنتظر ان يخلف بلير، اعد قائمة بفريق الوزراء الذين ستضمهم حكومته اذا قرر بلير التنحي في مؤتمر حزب العمال في الخريف القادم. وفي استطلاع اخر للرأي اوضح تراجع شعبية حزب العمال بحيث حصل على 34% من اصوات الناخبين بفارق ثلاث نقاط عن حزب المحافظين. كما يوضح الاستطلاع ان 62% ممن شملهم يرون ان بلير تعرض لضرر شديد بسبب الحرب في العراق وتبعاتها، وترى نسبة تتراوح بين 46% الى 42% ان عليه التنحي قبل الانتخابات القادمة. كما يبرز الاستطلاع ان براون هو السياسي المفضل لقيادة حزب العمال عند الناخبين، وان توليه زعامة الحزب سيرفع من اسهمه في الانتخابات القادمة. واعترف نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت، المعروف بقربه من بلير، بان الوزراء في حكومة بلير يحاولون منذ الآن الحصول على موقع لهم في ظل الحكومة الجديدة التي ينتظر ان يشكلها براون. بلير يصر على القتال غير ان احد حلفاء بلير المقربين، والذي لم تذكر اسمه،قال ان بلير يصر على البقاء والقتال من اجل تحسين الوضع في العراق، وانه لن يترك منصبه حتى يتم ارساء ديمقراطية في العراق من خلال الانتخابات النيابية في يناير من العام المقبل. نفس المصدر القريب من بلير، شدد على ان "بلير لا يستطيع ان يرحل قبل تسوية الملف العراقي. فهو يرى انه مسئول عن الوضع القائم، ومن ثم لابد ان يحقق تحسنا في الاوضاع بالعراق قبل ان يفكر في التخلي عن منصبه". الواقع ان بلير يقاوم بشدة ضغوطا متصاعدة من جانب نواب حزب العمال الذي يتزعمه لاجراء تصويت جديد في مجلس العموم البريطاني حول ارسال مزيد من القوات البريطانية الى العراق.وانه من المنتظر ان يعلن المسئولون الاسبوع القادم ارسال اربعة آلاف جندي بريطاني اضافي الى العراق لتولي مسؤولية النجف وقطاع كبير من وسط العراق. ويصر نواب حزب العمال، ومن بينهم من ايدوا الحرب في العراق، انه لا يجب ارسال اية قوات اضافية دون الحصول على قرار جديد يسمح بذلك من مجلس العموم. والمشكلة التي ربما تواجه بلير، ان بعض النواب الذين ايدوا الحرب في الاقتراع الذي تم في 18 مارس من العام الماضي قد اقروا بانهم كانوا سيصوتون بشكل مختلف لو علموا بعدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق. توجيه اول اتهام لجنود بريطانيين وفي متابعتها للانتهاكات التي تعرض لها الاسرى العراقيون، تقول في تقرير على صفحتها الاولى انه سيتم توجيه الاتهام الى مجموعة من الجنود في فرقة لانكشير الملكية لمسؤوليتهم عن موت العراقي بهاء موسى، الذي كان عمره 28 عاما عند وفاته، وكان يعمل موظف استقبال بأحد الفنادق. ونقلا عن مصادر عليا بوزارة الدفاع البريطانية ان جيفري هون وزير الدفاع سيعلن خلال ايام توجيه اول اتهام ضد جنود بريطانيين منذ ان بدأت الحرب في العراق. وكانت صحيفة ديلي ميرور البريطانية قد نشرت مجموعة من الصور التي تبرز انتهاكات نسبت الى فرقة لانكشير الملكية، واثار الامر ضجة واسعة في اوساط الرأي العام البريطاني، غير ان وجود ادلة على تلفيق هذه الصور ادى الى فصل رئيس تحرير الصحيفة بيرس مورجان. ان هذه التطورات تعد انتكاسة لفرقة لانكشير الملكية التي اعلن قائد سابق بها انه يشعر ب (الرضا التام) بعد ان اقرت صحيفة الديلي ميرور بأن صور الانتهاكات التي نشرتها ملفقة، وقررت فصل رئيس تحريرها. الاندبندنت