في مثل هذا الوقت من كل عام نحتفل جميعا حكومة وشعبا بذكرى التلاحم.. بذكرى خلدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عندما جمع ذلك الشتات في جزيرة العرب، بعد ان استشرى فيها القتل.. السرقة... الترويع.. الخوف.. الجهل.. المرض... وعاش اهلها في ظلام... افتقدوا الامن الذي يريح الانسان.. ويفتح امامه البناء.. والتطور.. لقد اكرم الله الملك عبدالعزيز بهذه الهبة الربانية.. فجمع بين يديه قبائل متناحرة.. وبلدانا متناثرة.. فاراح الناس من الخوف والجوع والمرض وساروا يتنقلون من مكان لآخر في دعة وامان... وزاد التواصل بين الناس ولانوا واستكانوا... وبدأ البناء لدولة حديثة تأخذ من التقنيات المتطورة وما يواكب شريعتها وعاداتها وتقاليدها الخالدة.. ففي ذلك اليوم التاريخي كان للملك عبدالعزيز رحمه الله وقفة مع التاريخ عندما اعلن توحيد البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية لتنشأ في تلك اللحظة التاريخية المباركة دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الاسلام وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الانسانية في كل اصقاع الدنيا ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة باحثة عن العلم والتطور، سائرة بخطى حثيثة نحو غد افضل لها ولكافة المجتمعات البشرية وتحل الذكرى باليوم الوطني مجللة بصور ماض تليد اسس لهذا الحاضر الزاهي مكانة تأبى الا ان تتجدد مع انبلاج كل صباح يحمل بين جنباته التقدم والخير وسعادة الانسان وامنه ورفاهه في هذه الارض المباركة. كما تحل هذه المناسبة لتذكرنا بجهاد وجهود المؤسس الباني الملك عبدالعزيز رحمه الله ومتابعة ورعاية ابنائه المخلصين من بعده الذين ساروا على هذا النهج وترسموه في مسيرهم بهذه البلاد واهلها لتحافظ على مكانة العز والمنعة التي نالتها بين امم الارض ملتفة حول قيادتها الرشيدة عاملة بكل جد وتفان تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله لتحقيق المزيد من الخير والنماء والسعادة للجميع. ان احتفال المملكة بهذا اليوم احياء لذكرى طيبة ومناسبة خالدة يجب ترسيخها في اذهان الناشئة وبسطها امام العالم لتكون منهجا واسلوبا يدرس ويحتذى به، فهذا اليوم يجعلنا نتذكر جميع اوجه التطور التي طالت جيمع المجالات في مملكتنا الحبيبة ومن ضمنها المجال الصناعي حيث اولت قيادتنا الرشيدة هذا المجال اهتماما ودعما لامحدودا وتشرفت الهيئة الملكية للجبيل وينبع برئاسة خادم الحرمين الشريفين لها حيث غمرنا حفظه الله بدعم وعطف لامثيل له ورسم لنا خطط بناء مدينتين صناعيتين تعتبران مفخرة المدن الصناعية في العالم بما تحتويه من صناعات عملاقة ومرافق سياحية وتجارية وسكنية جعلت منهما مثالا يحتذى به في شتى ارجاء العالم ومكانا تستثمر فيه الكفاءات السعودية المدربة ورافدا اقتصاديا هاما في المملكة. وبهذه المناسبة العزيزة نتقدم لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني بأسمى آيات التهاني سائلين الله ان يديم على بلادنا نعمة الامن والامان وكل عام والمملكة بخير. @ مدير عام الهيئة الملكية بالجبيل