انسحبت فجر امس بضع وحدات عسكرية سورية فى اطار عملية اعادة انتشار القوات السورية فى لبنان. ونقلت قناة (المستقبل) الفضائية عن شهود عيان قولهم: ان قافلة عسكرية سورية مكونة من حوالى 65 مدرعة وشاحنات محملة بالمعدات وحافلات تقل جنودا عبرت الحدود الشرقية الى سوريا بعد منتصف الليل على الطريق الرئيسى بين دمشقوبيروت. وتعتبر هذه هى المرة الاولى منذ بداية اعادة الانتشار السورى الاخير فى لبنان التى يسجل فيها عودة جنود وآليات سورية الى الاراضى السورية. وذكرت مصادر امنية وشهود عيان في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان انسحابات سورية تمت من منطقة عرمون وخلدة والدامور فجر امس من نحو خمسة مواقع كبيرة تضم قطعا حربية وعتاد على ان تستكمل هذه الانسحابات خلال الاسبوع الحالي. واوضحت انه في منطقة عرمون ودوحة عرمون ومثلث خلدة والدامور اخلت القوات السورية مواقع كانت متواجدة فيها وتجمعت عشرات الشاحنات المحملة بالجند والآليات قرابة منتصف ليلة الاربعاء الخميس وانطلقت من الطريق الساحلية مرورا بطريق عام ظهر البيدر فنقطة المصنع على الحدود اللبنانية السورية. ولفتت الى ان نحو 60 حافلة محملة بالجند بالاضافة الى شاحنات اخرى محملة بامتعة العسكريين وشاحنات اخرى تحمل على متنها قطعا ثقيلة غادرت الاراضي اللبنانية0وافادت هذه المصادر ان عددا آخر من المواقع في المناطق المذكورة يتم تفكيكها استعدادا لاخلائها نهائيا. يذكر ان مناطق عرمون بشامون ومثلث خلدة انتشر فيها الجنود السوريون عام 1987 بعد عودتهم الى بيروت اثر الانسحاب الاسرائيلي من الجبل. وكان لبنان الرسمي قد اكد يوم الثلاثاء الماضي ان سوريا ستعيد نشر نحو ثلاثة الاف جندي من مشارف بيروت باتجاه الشرق نحو الحدود السورية اللبنانية. واعتبر محللون هذه الخطوة مسعى فيما يبدو لتخفيف الضغوط التي تقودها الولاياتالمتحدة بشأن نفوذ سوريا في لبنان. وعقدت اللجنة العسكرية اللبنانية السورية المشتركة المحددة في اتفاق الطائف اجتماعا بتاريخ 21 من الشهر الجاري في مقر قيادة الجيش في اليرزة استعرض خلاله الجانبان الخطوات المنفذة سابقا في ما يخص اعادة انتشار القوات السورية في لبنان. وتقرر في الاجتماع متابعة تنفيذ اعادة الانتشار وتحديد نقاط تمركز اخرى وفق الخطة الموضوعة من قبل القادتين تطبيقا لاتفاق الطائف على ان تتم المباشرة في التنفيذ طبقا للجدول المقرر. يذكر ان القوات العربية السورية دخلت الى لبنان عام 1975 بطلب رسمي من الحكومة اللبنانية انذاك لوقف الحرب اللبنانية كما ان هذه القوات تصدت للعدو الاسرائيلي ابان اجتياحه للبنان عام 1982 وسقط لها شهداء كثر. وكان لهذه القوات ايضا دور بارز في اعادة الامن والاستقرار الى المناطق اللبنانية التي شهدت احداثا دامية ابان الحرب الاهلية.