بيروت الوكالات قبل 13 يوما من موعد المهلة الموجهة من مجلس الأمن الدولي إلى دمشق، بدأت القوات السورية في لبنان أمس، عملية انتشار جديدة لقواتها، حيث أخلت أربعة مواقع باتجاه الحدود السورية، وأعلن السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى أن وفداً عسكرياً سورياً رفيع المستوى وصل إلى لبنان، لدراسة إعادة الانتشار في خطوة تؤشر إلى أن سورية قررت اتخاذ خطوات على درجة كبيرة من الأهمية، لتخفيف حدة التوتر في العلاقات مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي. ويأتي القرار السوري، بعد ساعات من ترؤس الرئيس بشار الأسد صباح الاثنين، اجتماعا للقيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، التي تضم الأحزاب السبعة المتحالفة مع حزب البعث الحاكم، وبعد أيام من المباحثات السورية - المصرية الأخيرة التي تمثلت بزيارة الرئيس حسني مبارك لدمشق. وقال شهود إن القوات السورية أعادت انتشارها قبيل ظهر أمس، باخلاء اربعة مواقع لجنودها في منطقة عرمون (15 كلم جنوب شرق بيروت)، وشوهد جنود سوريون ينقلون معداتهم في سيارات عسكرية من المراكز الاربعة الصغيرة المنتشرة في المنطقة الجبلية (300 متر عن سطح البحر) لجمعها في مركز واحد في عرمون التي تفضي طريقها الى الطريق الدولية التي تربط بيروتبدمشق. وكان وزير الدفاع اللبناني محمود حمود اكد وجود قرار باعادة انتشار القوات السورية (نحو 16 الف جندي) بدون ان يحدد المواقع التي ستنسحب منها او عدد الجنود الذين ستشملهم عملية اعادة الانتشار الى سهل البقاع وفق وثيقة الطائف للوفاق الوطني في لبنان (1989) التي وضعت حدا للحرب الاهلية.. وقال ان اعادة الانتشار التي بدأت اولى خطواتها، تدل على تحسن الوضع الامني في لبنان.. واضاف ان هذه الخطوة تدل على ان الوضع الامني الذي يزداد رسوخا واستقرارا في لبنان مكن من اتخاذها وذلك على غرار الخطوات (...) المماثلة التي تم تنفيذها في السنوات الاخيرة. من جهته، اعلن الجيش اللبناني الثلاثاء عن متابعة تنفيذ اعادة الانتشار اثر اجتماع للجنة العسكرية اللبنانية-السورية المشتركة، واوضح بيان صادر عن مديرية التوجيه ان اللجنة عقدت اجتماعا الخميس في قيادة الجيش في اليرزة (شرق بيروت) استعرض خلاله الجانبان الخطوات المنفذة سابقا فيما يخص اعادة انتشار القوات السورية في لبنان.. واضاف البيان انه تقرر في الاجتماع متابعة تنفيذ اعادة الانتشار وتحديد نقاط تمركز اخرى وفق الخطة الموضوعة من قبل القيادتين تطبيقا لاتفاق الطائف. وكانت مصادر حكومية في بيروت اعلنت اعادة انتشار وشيكة للقوات السورية المتمركزة في لبنان في حين وصل وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني الى بيروت واجتمع بقائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان لتنسيق هذه العملية.. واوضح المصدر نفسه ان القوات السورية المتمركزة في سهل البقاع الشرقي وشمال لبنان تستعد للانسحاب الى مناطق قريبة من الحدود السورية. من جهتها، ربطت صحف لبنانية بين اعادة سوريا نشر قواتها في لبنان وقرار مجلس الامن الدولي 1559 الذي دعا ضمنا الى انسحاب القوات السورية من لبنان وطلب من الامين العام للامم المتحدة تقديم تقرير عما انجز في هذا الاطار في الثالث من اكتوبر. وكتبت صحيفة "السفير" اللبنانية ان ذلك يأتي في خطوة استباقية لتقرير الامين العام للامم المتحدة المتوقع في الثالث من اكتوبر المقبل. ورأت "النهار" ان الاعلان عن الخطوة ياتي قبل 13 يوما من موعد انتهاء مهلة الشهر التي حددها مجلس الامن لتلقي تقرير الامين العام" للمنظمة الدولية. اما صحيفة "الشرق"، فقد اشارت الى ان الاعلان عن اعادة انتشار للقوات السورية يأتي بعد ساعات قليلة على اجتماع للجبهة التقدمية السورية برئاسة بشار الاسد كان الوضع في لبنان احد ابرز بنود جدول اعماله. يشار الى ان القوات السورية اعادت خلال السنوات الثلاث السابقة انتشار قسم من قواتها، في يونيو 2001 وابريل 2002 وعلى مرحلتين في العام 2003. ويأتي تنفيذ سوريا لمرحلة جديدة من اعادة انتشار قواتها في لبنان بينما تتعرض دمشق لضغوط دولية لسحب قواتها من لبنان جسدها قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 الذي دعا ضمنا الى انسحاب القوات السورية من لبنان وطلب من الامين العام للامم المتحدة تقديم تقرير عما انجز في هذا الاطار في الثالث من اكتوبر.