واصل الجيش السوري امس الثلاثاء انسحابه الذي بدأه مساء الاثنين من بعض المواقع في شمال لبنانوجنوببيروت في اطار عملية اعادة انتشار هي الرابعة في اقل من ثلاث سنوات لقواته المتمركزة في لبنان منذ 1976. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان قوافل من آليات عسكرية سورية لا سيما لنقل الجند وشاحنات محملة بمدافع هاون ثقيلة وفرش وخيام كانت تغادر لبنان بدءا من الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي (الثانية ت غ) باتجاه المركز الحدودي في العريضة على الساحل الشمالي للبلاد. واكد ضابط سوري على رأس قافلة من نحو خمسين آلية عسكرية لوكالة فرانس برس لقد تلقينا تعليمات من القيادة العليا بان ننسحب الى سوريا ونحن ننفذ الاوامر. وأوضح طالبا عدم ذكر اسمه تخلينا نهائيا عن اربعة مواقع في الكورة. وفي الوقت نفسه عبرت قافلة من نحو 25 الية وعربة لنقل الدبابات فارغة الحدود بالاتجاه المعاكس وكانت متوجهة الى طرابلس كبرى مدن لبنان الشمالي لاكمال عمليات الانسحاب. وفي موازاة ذلك قام جنود سوريون فجرا باخلاء مبنى من اربعة طوابق مطل على الساحل على تل عرمون على بعد نحو عشرة كيلومترات الى جنوببيروت بحسب مصور لوكالة فرانس برس. لكن لا يزال الجنود السوريون موجودين امس في مقر مستشفى سابق مجاور مهدم وامام مكاتب عديدة اقامتها القوات السورية في شقق في عرمون. وفي خلدة الساحلية في القطاع نفسه لم يلاحظ اي مؤشر على رحيل قريب في هذا الموقع المهم الذي يحتفظ به الجيش السوري عند محور الطرق الاستراتيجي المؤدي الى العاصمة وضاحيتها الشرقية المسيحية، والجبل المأهول بغالبية درزية في جنوب شرق بيروت. وكان مسؤول في اجهزة الامن اللبنانية صرح مساء الاثنين لوكالة فرانس برس ان حوالى الف جندي سوري بدأوا اخلاء مواقعهم جنوببيروت، في خلده وعرمون خصوصا، وفي شمال لبنان. وكانت سوريا قامت بثلاث عمليات انسحاب جزئية اخرى لقواتها في لبنان في السنوات الثلاث الاخيرة احدثها في شباط/فبراير. ومنذ العام 2000 انخفض عدد قوات الانتشار السوري في لبنان من 35 الف جندي الى اقل من عشرين الفا.