عنوان هذه الزاوية هو عنوان ديوان اصدره الدكتور بسيم عبدالعظيم ضم (خواطر ومشاعر) تناولت الكثير من شؤون الحياة وشجونها، والديوان حافل بالاخوانيات، ولعل من اجمل ما تضمنته قصائد الديوان هذا البوح المباشر من الشاعر لزوجته ادام الله عليهما نعمة السعادة فقد عبر دون تردد وبشكل مباشر عن مشاعر المحبة والوفاء التي يكنها لرفيقة دربه، وهو امر قل ان يظهر في شعر الشعراء الذين لا يرون من المناسب الاقرار بعواطفهم الذاتية والحميمية، تجاه اقرب الناس اليهم وخاصة الزوجة، وهذا موقف لا مبرر له لان بعض اولئك الشعراء الذين يتحرجون عن التغزل بزوجاتهم، نراهم يسرفون في اطراء احدى الجميلات التي لا تربطهم بها عاطفة صادقة او علاقة مشروعة. كتبت معظم قصائد هذا الديوان الاخيرة، في الاحساء، لذلك كان تأثير الجو الاحسائي ظاهرا في هذه القصائد سواء ما كان منها اعجابا بالاحساء، او ما عبر عن علاقة الشاعر ببعض شعراء الاحساء وشخصياتها البارزة، مما يندرج تحت قائمة الاخوانيات. وقد تغنى الشاعر بالاحساء فكتب العديد من القصائد والمقطوعات الشعرية، بعد ان طاب له المقام بأرضها المباركة فانشد: ==1== يا عاشق الاحساء حسبك انها==0== ==0==كرمت وطابت موئلا ومآبا==2== ما حيرني هو وجود قصيدة بالعامية المصرية في آخر الديوان تتعلق بمناسبة عائلية، ولا اعتراض على اهتمام الشاعر بهذه المناسبة، لكن وجود هذه القصيدة العامية، بدا متنافرا وغير منسجم، بل غير لائق، مع قصائد الديوان الاخرى المكتوبة بلغة عربية فصيحة. ولعله من المناسب ان اشير الى جهد يذكر ويشكر، يقوم به الدكتور بسيم عبدالعظيم، للتفاعل مع الحركة الثقافية في الاحساء، والحرص على المنتج الثقافي النسائي الاحسائي بحكم موقعه في كلية التربية للبنات، من خلال بعض الكتابات التي نأمل ان تتحول الى دراسات معمقة، وهي دراسات لن تجدي مالم تصدر في كتب يتداولها القراء والباحثون، بدل القائها في بعض الامسيات الثقافية التي يحضرها قلة من الناس، ربما معظمهم لا علاقة له بالثقافة. واخيرا اقول لاخينا وحبيبنا الدكتور بسيم عبدالعظيم: ان القارىء بحاجة لقصائدك الشعرية، وابحاثك الاكاديمية اكثر من حاجته لجمع ثمار المجالس الادبية الاحسائية، فهي ثمار فجة، لن تضيف جديدا لسجلك الاكاديمي، ولا مفيدا للقارىء الكريم.