دخلت على مجموعة تتحاور فسمعت لفظ (الريادة) فشدتني العبارة فحاولت الدخول معهم للمشاركة في الحوار وعندما اكتملت الجملة اصابتني خيبة امل لان الجملة كانت كما يلي (الريادة فودي والمنتخب دعيف وفريدنا ادوى منه ويعلبه) فاجابه زميله بس المنتخب نصفه من فريقكم فاجابه الاول الذي في لسانه لكنه في معظم الحروف الهجائية (لان ما بينهم انسدام وكل واحد فيهم يبي يادي التوره لرفيده) فاجابه الزميل بان هذا دور المدرب فرد عليه بسرعة (ما يسموون تلام المدلب علشان يتال لاعب فريدنا هو اللي داب الدول) من هنا اتضح لي موضوع الحوار وان المقصود الرياضة وليس الريادة كما فهمتها وتوقعتها في بادئ الامر حيث لم اعرف ان المتحدث يلكن الحروف عندها انسحبت من الحوار دون مشاركة او اضافة حيث احتمل المشاركة والحوار ان كان حول الريادة والقيادة وافتقر الى ابجديات الرياضة وقوانينها وانظمتها. من هنا كانت لي وقفة مع نفسي هل حقا انا انطوائي لا استطيع التفاعل مع المجتمع المحيط بي حيث ان مجمل الحوارات التي تدور في معظم المجالس لاتتعدى (الحكم اعطاهم ضربة جزاء خاطئة, المدرب لم يحسن التكتيك في الملعب, من سيكسب الدوري, من هو هداف الكأس؟ المنتخب سيعسكر في الخارج, اللاعب المصاب يجب علاجه في المانيا. الاعلام لم يف اللاعب المعتزل حقه). كل هذه العبارات تعقد من اجلها اجتماعات وتدور حولها الخطابات ولا يفوتني ان انوه عن تلك المزادات الملايينية التي يتسابق عليها رؤساء الاندية لجلب لاعب ولم تستثن قارة في الكرة الارضية من مثل هذه الصفقات وان كانت في معظمها فاشلة فيلجأون الى الاستعارة من فريق يفرض شروطه التعجيزية التي ترهق النادي لكنهم سيهرولون الى اعضاء الشرف ورجال الاعمال المهتمين بالرياضة لسد هذا العجز لانها لم تكن متوافرة في ميزانية النادي من الاصل ولكن نكاية في الفرق المنافسة كي لا تسبق وتفوز بالصفقة ذات الستة ارقام. هل حقا انني الوحيد الذي يستغرب مثل هذه المعطيات التي اتمنى ان تنعكس على كل انشطتنا الثقافية شعرا ونثرا قصة ورواية مسرحا وفنونا بنفس الزخم والحماس وهذه ليست ببدعة نبتكرها فقد سبقتنا في التجربة دولة الكويت عندما استقطبت زكي طليمات للمسرح والذي اسس لهم مسرحا كان نواة لتخريج جيل من عمالقة المسرح الخليجي وكذلك الدكتور احمد زكي للادب الذي ترأس مجلة العربي وهي منارة ومرجع يحتذى به للبحوث والدراسات. وهناك جحافل من القدرات الفنية والمهنية القادرة على العطاء فلماذا لانستفيد منها ونؤسس معهم منظومة عمل بناء في شتى الميادين دون بخس لاي جانب فيه صلاح الامة وهذه احدى مهمات النوادي الادبية التي عششت عليها الرتابة واصبحت لاتساير واقعها المعاش في اصداراتها او في دورياتها التي توزع مجانا او مسامراتها التي تفتقر للحضور او في ندواتها التي تحاور ذاتها دون ان تلامس هموم مجتمعها فعشمي ان تصبح مشعلا يضيء الطريق وتواكب عصرها وتكون نبراسا لكل من تاه عن الجادة مجرد عشم يحدوه الامل.