الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة. ..الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو الكاتب والناقد المسرحي محمد العثيم. * أين محمد العثيم الكاتب والمذيع والمسرحي عن الهم الرياضي؟ - أنا في أتون الهم الرياضي؛ خصوصا في السنتين الأخيرتين حيث نحن قلقون على مستقبل الرياضة كأحد المعالم الوطنية، وبصفتها هم لثلاثة أرباع المجتمع من الشباب، ومصدر قلقنا أننا نرى المستقبل ضبابيا بعد إنجازات عظيمة تمت في السابق، فالبناء لمستقبل واعد وبصراحة غير موجود، وكما تعرف فقد ناقش مجلس الشورى الموقر موضوع الرياضة، وأرسل استفهاما لمقام رعاية الشباب وقرأنا طرفا من الإجابات، ولم تكن كافية لطمأنتنا على ما سيكون. * إسدال الستار وصافرة النهاية أين مكمن الاختلاف بينهما؟ - لا فرق .. الزمن شرط في نهاية اللعبة أي لعبة، وكرة القدم من الألعاب، والمسرح يسمى باللغات الأجنبية لعبة فهو محدود بشروط اللعبة الأربعة التي منها إسدال الستار، أو نهاية الزمن فلا فرق بين المسرحية والمباراة عدى أن أحدهما عضلية ذهنية، والأخرى فكرية بصرية. العملة الرديئة طردت العملة الجيدة في جمعيات الفنون والأندية الرياضية * المخرج المسرحي أين تشاهده في كرة القدم؟ - يوجد في كرة القدم مخرجان في الغالب، كل مخرج يرينا فنه بفريقه * وأين تشاهد العقدة ؟ - العقدة المسرحية في كرة القدم أوضح ما تكون في أخطاء الحكم .. وهي بعض الأحيان أخطاء فادحة لكنها حالة من المأسوية كافية لبعث الحزن عند عدم اعترافه بهدف صحيح أو موافقته على هدف تسلل أو غير ذلك. الحكم هو مصعد الدراما للعقدة. * هل يمكننا القول إن الصراع يعد عاملا مشتركا بين المسرحية والمباراة؟ - نعم .. لكننا في المسرح لا ندير صراعا خارجيا ظاهريا بالأرجل والأقدام والأبدان، بل ندير صراعا آخر مع الصراع البدني هو ما نعرفه بالصراع الداخلي على مستوى الشخصية الواحدة وصراعا ثالثا هو صراع البطل مع العدو. * أيهما كان أشد وطأة عليك إلغاء شعبة المسرح من قسم الإعلام بجامعة الملك سعود أم عدم تأهل المنتخب السعودي لمونديال 2010؟ - كلاهما مؤلم .. لكن وطنيتي جعلت خروجنا من كأس العالم، وخروجنا من كثير من البطولات أخيرا على مستوى المنتخب والأندية مؤسفا أما شعبة المسرح فعودتها مضمونة عندما ينتهي التشدد المقيت .. وتعود الحياة طبيعية. * حينما ترى وتسمع ضوضاء جماهير الملاعب ألا ترثي لحال المسرح السعودي؟ - لا .. لكل مكان، ونوع من الفن جمهوره .. وأنا أسعد بجماهيرية الرياضة كما اسعد بجمهور المسرح لكن طبيعة الأشياء تحكم الحالة .. لا مقارنة بين الاثنين ويقول شاعر (والناس ألف منهم كواحد*** وواحد كا الألف إن أمر عنى) وهو ما يعني طبيعة الأشياء واختلافها. * هناك من يتهم المجتمع الرياضي بالشللية ببعض توجهاته؛ ماذا عن الوسط الثقافي؟. - الشللية ليست سيئة إذا كان هدفها التنمية الذاتية لمقابلة شلليات أخرى سواء في الفن أو الرياضة، المشكلة يوم تكون الشللية ضد الآخر وعقبة في سبيل آخرين، خصوصا عندما يكون لها قرار وهو ما يحدث في جمعيات الفنون والأندية الرياضية حيث يمنع أناس جيدون وهنا نقول إن العملة الرديئة طردت العملة. * هل تعتقد أن هناك ثمة تشابهاً بين ما يحدث في كواليس الرياضة وكواليس المسرح من اختلافات وإثارة ونقاشات حادة؟ - الكواليس في كل مكان تجعل احتكاك الأفراد أكثر .. فتدور نقاشات وصخب .. واعتقد أن كواليس الرياضة والفن والعمل تقوم على هذه الاثارات ولا بأس فهذا هو هامش اللعبة المهم أن لا يتضرر أحد سواء في الرياضة أو المسرح. * محمد العثيم الأستاذ الجامعي هل يناقش طلابه في شؤون الرياضة؟ - كثيرا جدا ما كنت افتح الموضوع معهم، وأتيح حوارا عقلانيا معهم، واعتقد أن الرياضة، ونقاشاتها من أجمل الحوارات التي تدور بين الناس على شرط أن تخلو من حماقات، أو تعصب أعمى، أو خصام بالأيدي فهذا ما أمقته، والحوار يقوي العقول الحضارية لكنه لا يناسب "الهمج" الذين يحاورون الناس بأيديهم، وأرجلهم لعجزهم عن الكلام، ومقابلة الحجة بالحجة. * في السابق كانت الأندية تهتم بالمسرح؛ فأين نتاج ذلك وسط مطالبتكم بعودة الاهتمام بالمسرح في الأندية؟. - إسناد العمل الثقافي إلى وزارة الثقافة والإعلام جعل المسرح يختفي من معظم الأندية وهو شيء مستغرب، لكن لا زالت بعض المسرحيات تعد على مسارح الأندية. * إذا كان من أهم المميزات التي يتم من خلالها اختيار اللاعبين المهارات الفردية والبنية الجسدية واللياقة البدنية فما هي المزايا التي يتم الاعتماد عليها لاختيار الممثل الجيد؟. - طبعا اللياقة البدنية ضرورية في المسرح ولكننا أيضا نبحث عن ممثل مثقف يفهم ما يقوله لسانه، ويفهم أبعاده، ويفهم فكرة المسرح، ولديه إلمام بعلم الجمال والخلق كما يعرف الخلق المسرحي الذي لا يسمح بسب الناس، وذوي العاهات وأصحاب المهن العادية. - ما الفرق بين الرياضة والثقافة وفق ما تراه ؟. الرياضة ثقافة بحد ذاتها، والثقافة العامة تشمل الرياضة في عباءتها فالمثقف الذي يجهل دور الرياضة مهما كان متميزا يفشل في رسم خارطة المجتمع الصحيحة وأتمنى من أي مثقف يحس بهذا النقص أن ينكب على قراءة أدبيات الرياضة، وعلومها فهي عالم كبير. - هل يمكن أن تندرج النظرة القاصرة للرياضة تحت عنوان كتاب المفكر إبراهيم البليهي "وأد مقومات الإبداع"؟. نعم الرياضة إبداع، وأخذها كسبب للشهرة و"الترزز" هو تخلف مركب. حضارة العالم قامت على الرياضة إلى جانب الفنون .. لأنهما ركيزتان لتفريغ شحنات النفس وخلق توازن في المجتمع، وحماية الأفراد من الانحراف إلى التشدد، وهما ميزان فلسفة الأخلاق بين القوة وعلم الجمال. - بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟. وقتي العملي لا يسمح بأكثر من 15% ولو كان لدي الوقت لكان 50% على الأقل. * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟. - الأسود والأبيض .. طبعا هذا هروبا من المطب فهذان اللونان محايدان بقوة. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟. - قبل سنه تقريبا وندمت لسوء حال الملعب من الناحية التنظيمية وكتبت عن ذلك. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ . - لكل من يعطل الرياضة والمسرح، ويفرض نفسه عليهما بجهل وعدم معرفة. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ . - لجهلي الكبير بأسماء اللاعبين فأنا أحتاج أن أعد "اللستة" وأذاكر فكثيرون منهم يفرون من ذاكرتي. * لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟. - رؤساء الأندية الكبرى لمناقشة تحويل الأندية إلى قطاع خاص مربح خصوصاً والفرصة متاحة لذلك، ولمناقشة عدم الاعتماد على التمويل الحكومي أو الشخصي. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ - كثير وكثير .. غفر الله زلاتنا ووفقنا للقول والفعل الصحيح.