تشهد لعبة كرة السلة بالمملكة قفزة وطفرة حقيقية في المستوى والنتائج، فبعد ان عمل اتحاد اللعبة برئاسة الأمير طلال بن بدر طوال الموسمين الماضيين على تدعيم المنافسات المحلية وانتشارها في الوطن العربي عن طريق نقل مبارياتها في الفضائيات العربية، وتوقيع عقد اعلاني مع احدى الشركات لدعم اللعبة ماديا عن طريق الرعاية، بدأت بعد ذلك ثمار هذا التخطيط تتضح عن طريق حصد البطولات الخارجية، وخاصة على مستوى المنتخبات السنية، حيث حقق منتخب شباب المملكة البطولات العربية التي اختتمت مؤخرا في القاهرة، وحاليا سيشارك هذا الفريق البطل في بطولة آسيا بالعاصمة السورية دمشق. وامام المنتخب السعودي الاول لكرة السلة عدة استحقاقات قادمة من ضمنها دورة الألعاب العربية بالجزائر والبطولة الاسلامية بالمملكة والبطولة الخليجية بالدمام، ولكن يجب التنبيه على جانب مهم في هذا المجال وهو ان جهود الاتحاد السعودي لكرة السلة لايمكن ان تقاس بالالقاب خاصة في البطولات الخليجية لسبب بسيط جدا وهو ان بعض المنتخبات المشاركة في خليجي 9 تملك لاعبين (مجنسين) والمصادر تؤكد انهم (مستأجرون) فقط لهذه البطولة ، لذلك فان المطلوب من الجماهير السعودية ان تعي هذه النقطة بالذات، حتى لا يتهم اتحاد السلة بالفشل اذا لم يتحقق اللقب الخليجي. وكان الأمير طلال بن بدر رئيس الاتحاد السعودي لكرة السلة قد اوضح في اول تصريح له في هذه البطولة ان الذي يهمه هو ان المنتخب السعودي المشارك حاليا في البطولة مرآة تعكس واقع المنافسات المحلية، وليس شيئا آخر. ما نستطيع قوله في هذا الجانب ان اتحاد السلة بقيادة الأمير طلال بن بدر نجح هو واتحاده في تغيير جلد المنافسات المحلية، وجعلها محل اهتمام الاعلام والجمهور، واصبحت لعبة كرة السلة من الالعاب التي يشار لها بالبنان في المملكة، والاهم من ذلك ان المنافسات المحلية بدأت تنتشر في الوطن العربي بسبب الخطوات التي اتخذها اتحاد اللعبة بالاتفاق مع بعض الفضائيات العربية لنقل المباريات المحلية. اما اهم الخطوات الفعلية التي اتخذها اتحاد السلة لتشكيل قاعدة متينة للعبة فهي سعيه الدؤوب للاهتمام بهذه اللعبة في مختلف مدارس المملكة، ولعل هذه الخطوة ستؤتي ثمارها خلال المواسم القادمة، لاسيما ان اتحاد السلة جاد في تفعيل هذه الخطوة التي تعتبر من الخطوات العملية لانتشار اللعبة بين ابناء المملكة. ويسجل لاتحاد السلة السعودي ايضا دعمه للاندية في البطولات الخارجية ماديا، وكذلك التنظيم الجيد لمسابقاته المحلية، بالاضافة الى ايجاد انظمة جديدة لتطوير الفرق والمنافسات المحلية، وذلك بالسماح بنظام الاعارة والانتقالات التي احيت اللعبة، واذا كان لابد من الاشارة الى جانب مهم في هذا الصدد، فان اتحاد السلة نجح وبدرجة امتياز في جعل الاندية الجماهيرية الكبيرة تهتم باللعبة، خير مثال على ذلك سباق الاندية الكبيرة في ضم لاعبين من اندية اخرى سواء بنظام الانتقال او الاعارة. وهذه الانظمة واللوائح الجديدة للعبة، احيت الحضور الجماهيري، واجبرت الاعلام على متابعة اللعبة بشكل مستمر. وبعد نجاح هذا الاتحاد في تسويق اللعبة محليا بدأ يفكر بطريقة جدية في دخول اللاعب السعودي لسلك الاحتراف في لعبة كرة السلة، وخطوة الانتقالات والاعارات للاعبين هي البداية لتنفيذ الاحترف على ارض الواقع، وكان الامير طلال بن بدر قد صرح في وقت سابق ان الاحتراف للاعب السعودي في كرة السلة قد يكون بعد خمس سنوات، ولم يكتف هذا الاتحاد بالشعارات، بل بادر لتنفيذ هذه الخطوة بطريقة عملية عن طريق تغيير اللوائح والانظمة بما يتماشى مع تطوير اللعبة. ويسجل لاتحاد السلة كذلك سعيه الحثيث لتطوير الاندية بالدعم المالي السنوي الثابت من اجل جلب لاعبين اجانب لرفع مستوى المنافسات المحلية، ورغم العراقيل والاشواك التي تعترض تنفيذ هذه الخطوات، الا ان الأمير طلال بن بدر ومن معه من اعضاء في اتحاد السلة يبذلون جهدا مضنيا من اجل تجاوز مثل هذه الامور حتى يصلوا الى الهدف المنشود. ولعل ما يلفت النظر في الجهد المبذول من قبل اتحاد السلة ان الخطوات والمشاريع التي يتخذها غير وقتية بل هو يبني للاجيال القادمة وللمسؤولين الذين سيتولون المهمة بعد انتهاء فترة تكليف هذا المجلس الحالي، وهي نظرة ثاقبة تموت فيها الانانية من اجل مصلحة اللعبة والرياضة السعودية. واذا قال البعض ان انجازات اتحاد السلة لم تطرق باب القارية والعالمية، فان التخطيط للوصول الى هذه المرحلة واضح للعيان، والثمار بدأت تجنى شيئا فشيئا، ولكن عملية التخطيط ونتائجها تحتاج للصبر حتى يمكن بعد ذلك للمتابع ان يصدر حكمه. بقي ان نشير الى جانب مهم غير مرئي للعيان وهو ان اتحاد السلة يعمل على التطوير في كافة الاتجاهات حيث عمل دورات خاصة للاعلاميين للتعمق اكثر في لعبة كرة السلة من باب ان التخصص في اللعبة يعطي في نهاية المطاف النقد الهادف والمقترحات التي من شأنها ان تطور اللعبة، وقس على ذلك ايضا اهتمامه بالحكام والمدربين الوطنيين وهذه كلها جهود تصب في مصلحة اللعبة مستقبلا. وأخيرا اهتمامه بجلب مدرب عالمي ولو لفترة قصيرة لتطوير اللعبة مثل الايطالي روميو لبازوني.