أصبح المدرب الصربي جوران توفيدزيتش الضحية التاسعة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين الذي تبقى على نهايته خمس جولات، حيث طالته حمى الإقالة بعد المستويات المترهلة والنتائج الهزيلة التي قدمها الفريق الاتفاقي في الجولات الثماني الفارطة وتراجع على إثرها للمركز العاشر في سلم الترتيب العام وبات قريبا من الهبوط لدوري المظاليم. وقد دأبت بعض إدارات أندية الدوري الممتاز في كل موسم رياضي على تجهيز كبش فداء في وقت مبكر، ليكون شماعة تعلق عليها الأخطاء عندما تسوء النتائج، وتتراجع المستويات رغم يقينها وإدراكها التام أن المدرب في أغلب الأحيان ليس هو المشكلة لا سيما عندما يقدم عملا مميزا تغتاله ظروف الفريق التي لا تساعده على النجاح. وهذه السياسة التي تقوم بها بعض الإدارات تهدف منها إلى امتصاص الغضب الجماهيري بدلا من الدخول في مصادمات مع أنصار فرقها رغم أن الجماهير أصبحت أكثر وعيا وإدراكا وتعرف مدى الاستفادة من المدرب من عدمها. وقد أجمع الخبراء والنقاد الرياضيون على أن هذه الظاهرة السلبية التي تطل برأسها في الدوري كل موسم تؤكد تخبط إدارات الأندية التي تتحمل المسؤولية الكاملة سواء أثناء التعاقد مع المدربين أو حين إقالتهم كونها تعبث بالاستقرار الفني ولا تتحلى بالصبر الكافي، لكي يطبق المدرب أفكاره ويترجمها على أرض الواقع ومن ثم محاسبته. فضلا عن الهدر المالي غير المبرر، حيث تتكبد خزائن الأندية مبالغ مالية طائلة سواء من حيث مقدمات العقود والرواتب الشهرية أو من حيث دفع الشرط الجزائي مع أنها تشتكي من الضائقة المالية نتيجة ضعف الإيرادات في ظل غياب الرعاية وتراجع دعم أعضاء الشرف. وقد بدأ مسلسل الإطاحة بالمدرب بعد الجولة الثالثة التي شهدت إقالة مدرب الشباب البلجيكي ميشيل برودوم الذي حقق مع الفريق بطولة الدوري قبل موسمين ووصافة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في الموسم الفارط بعد خسارة النهائي أمام الاتحاد. وجاءت إقالته بعد خروج الفريق من دوري أبطال آسيا التي فشل في بلوغ دورها نصف النهائي إثر تعثره أمام كاشيوا ريسول الياباني على أرضه، فضلا عن خسارته أمام الاتحاد في افتتاح منافسات الدوري برباعية. وقد تم إسناد المهمة بعد ذلك لمساعده إيمليو فيريرا الذي قدم عملا جيدا، لكنه لم يستمر طويلا، حيث تمت الإطاحة بعد نهاية الجولة الثامنة عشرة بحجة تراجع مستوى الفريق ونتائجه في أخر المباريات التي أشرف عليها المدرب ليكون الضحية الثامنة. وها هي الآن تسند المهمة لمدرب الفريق الأولمبي التونسي عمار السويح الذي سيقود الفريق بصفة مؤقتة لحين التعاقد مع مدرب جديد يتولى المهمة في المرحلة المقبلة. وبعد جولة واحدة من إقالة مدرب الشباب سارت إدارة النهضة على نفس المنوال وأقالت المدرب الروماني إيلي بلاتشي الذي لم يحقق معه الفريق أي حالة فوز وتوصلت إلى قناعة بعدم جدوى استمراره لا سيما بعد الهزائم الكبيرة التي تعرض لها تواليا أمام الفتح 4/صفر والنصر 4/1 ثم الأهلي 5/1 وتعاقدت مع المدرب التونسي جلال قادري الذي رغم محاولاته المستميتة لإنقاذ الفريق الذي يقبع في المركز الأخير، إلا أنه فشل في مهمته نظرا لعدم وجود الأدوات التي تساعده على النجاح فالفريق حاليا يحتل المركز الأخير بعد أن تلقى 13 خسارة. ومع نهاية الجولة الخامسة قررت إدارة الاتفاق إلغاء عقد المدرب الألماني ثيو بوكير لسوء النتائج لا سيما بعد أن تلقى الفريق ثلاث هزائم متتالية أمام الرائد، ثم الهلال وأخيرا نجران. وأسندت المهمة لمدرب الفريق الأولمبي الروماني إيسبيو تودور بصفة مؤقتة الذي قاد الفريق في مباراتين قبل أن تتعاقد رسميا مع المدرب الصربي غوران الذي نجح في انتشال الفريق من أزمة النتائج وأعاده للواجهة بعد أن قاده لثلاثة انتصارات ومثلها تعادلات، لكن بين "ليلة وضحاها" انتكس الفريق وتراجعت نتائجه ولم يحقق أي في فوز في القسم الثاني الذي لم يحصد خلاله سوى ثلاث نقاط من أصل 24 نقطة لتتخذ الإدارة قرارا بإقالته بعد أن كانت تخطط لتجديد عقده ومازالت تبحث عن مدرب سيكون الرابع في هذا الموسم لإكمال المهمة فيما تبقى من منافسات الدوري ومسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين. واتخذ المدرب التونسي أحمد العجلاني خطوة استباقية وطلب إعفائه من مهمته كمدربا لفريق الشعلة بعد نهاية الجولة السادسة وهو الإجراء الذي كانت إدارة الفريق تنوي اتخاذه بعد تراجع نتائج الفريق واحتلاله للمركز الأخير رفقة النهضة بدون فوز قبل أن تتعاقد الإدارة بعد ذلك مع المدرب الأسباني خوان ماكيدا الذي نجح في فرض أسلوبه ونجح في انتشال الفريق الذي يستقر حاليا في المركز التاسع. وبعد أن ساد الهدوء خمس جولات متتالية وتحديدا من السابعة حتى الحادية عشرة شهدت الجولة الثانية عشرة الإطاحة بمدربين دفعة واحدة، حيث أقالت إدارة الفيصلي المدرب البلجيكي مارك بريس مع نهاية الجولة الثانية عشرة بعد تراجع الفريق واحتلاله المركز الثاني عشر رغم أنه قدم مع الفريق عملا مميزا في الموسم الفارط وتعاقدت مع المدرب الإيطالي جيوفاني دولاكاسا الذي لم يتطور معه الفريق كثيرا لا سيما على مستوى النتائج، حيث يحتل حاليا المركز الحادي عشر. كما أقالت إدارة الاتحاد المدرب الأسباني بينات سانجوس الذي قاد الفريق في الموسم الماضي للظفر بكأس مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين بعناصر معظمها من الشباب، وأسندت المهمة للمدرب المصري عمرو أنور بصفة مؤقتة، وبعد قيادته للفريق في خمس جولات لم يخسر خلالها أي مباراة تم التعاقد مع المدرب الأوروجوياني خوان فيرزيري الذي بدأت بصماته تظهر على أداء الفريق الذي يحتل حاليا المرتبة السادسة في سلم الترتيب. ورغم البداية الجيدة للمدرب المقدوني جوكيكا حاجيفسكي مع فريق نجران الذي احتل المركز الثالث مع نهاية الجولة الثامنة، إلا أن الفريق تلقى بعد ذلك جملة هزائم وضعته في المركز الحادي عشر فما كان من إدارة النادي إلا فسخ عقده بالتراضي مع نهاية الجولة السابعة عشرة والتعاقد مع المدرب السوري نزار محروس الذي نجح حتى اللحظة في قيادة الفريق للمركز الثامن. ومن المنتظر أن تكون الجولات الخمس المتبقية حافلة بالمفاجآت خصوصا أن هناك أكثر من فريق يصارع من أجل البقاء، وأي تعثر قادم قد يطيح ببعض المدربين لا سيما أن بعض الأندية تنتظر توقف الدوري بعد الجولة الثانية والعشرين قرابة الشهر لمنح المدربين الجدد فرصة التعرف على الفرق وإعدادها بشكل جيد فيما لو تمت إقالة بعض المدربين في قادم الأيام. ويأتي في مقدمة هؤلاء المدربين الذين قد يتم الاستغناء عنهم بعد الجولة المقبلة في حالة استمرار النتائج السلبية مدرب الرائد الجزائري نور الدين زكري الذي دار حوله الكثير من الحديث في الأيام الفائتة، وبالتالي فإن مباراة فريقه أمام الفيصلي ستكون نقطة تحول إما بالاستمرار أو الرحيل. بوكير لم يدم طويلاً مع الاتفاق