ارتفعت خلال الفترة الماضية وتيرة الحرب القائمة بين شركات تطوير أمن وحماية الهواتف، والمخترقين للأجهزة ومطوري التطبيقات الخبيثة، يؤكد خبراء أمن المعلومات على أهمية اتباع المستخدمين خطوات أساسية؛ لحماية أجهزتهم من المخاطر سواء كانت هواتف ذكية أو أجهزة لوحية، وأبرز هذه المخاطر تتركز في الفيروسات والاختراق الصادرة عن متاجر التطبيقات والشبكات الاجتماعية، والتحكم في الجهاز في حالة سرقته. الفايروسات ومتاجر التطبيقات تعتبر متاجر التطبيقات الخاصة بأنظمة تشغيل الهواتف الذكية، أحد أبرز الميزات التنافسية للمفاضلة بين الهواتف، إلا أنها ورغم ما توفره من تطبيقات وخدمات فقد تحولت إلى بوابة تسمح للمخربين بزرع برمجيات وفايروسات ضمن التطبيقات، تسمح لهم باختراق الهواتف والأجهزة اللوحية والتحكم بها وسرقة محتوياتها، وهي عبارة عن برامج من شأنها تدمير البيانات أو بعض منها إذا ما تم تشغيلها على الجهاز اللوحي، والأمر ذاته في تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث تصاب العديد من الأجهزة بمجرد تصفح الإنترنت أو الشبكات الاجتماعية ببرمجيات خبيثة تؤدي إلى عطلها أو فتح ثغرات تسمح للمخترقين النفاذ إلى الجهاز ومحتوياته، وبحسب كاسبرسكاي فإن حوالي 99% من الهجمات الإلكترونية استهدفت هواتف “أندرويد” مفتوح المصدر، على عكس شركة “آبل” التي تفرض قيودا صارمة ولا تسمح بتطبيقات الطرف الثالث على أجهزتها الذكية. الحماية من الاختراق يعتبر البريد الإلكتروني وملحقات الرسائل الإلكترونية، مصدرا خطرا لانتقال أكثر من 95% من الفيروسات إلى الأجهزة اللوحية، حيث يستقبل المستخدم رسائل البريد الإلكتروني بهاتفه، وخصوصا الرسائل والروابط مجهولة المصدر المرسلة عبر عناوين مشابهة لشبكات التواصل الاجتماعي، التي تحمل أدوات تقوم بمهمة نقل الفيروسات ونشرها في أجهزة المستخدمين عبر وسائل الاتصال المحدودة المدى مثل: "Wi-Fi"، وبلوتوثو، والوسائل بعيدة المدى، مثل: شبكات الإنترنت، والتي تسمح للمخترقين بفتح منافذ في الجهاز لاختراقة، والأمر ذاته يمكن أن يحدث في الرموز والروابط التي يستقبلها المستخدم في الرسائل النصية. علامات الأجهزة المصابة ببرمجيات خبيثة هناك العلامات الظاهرة التي يجب أخذها بعين الاعتبار؛ لكشف ما إن كان جهاز المستخدم مصابا ببرمجيات خبيثة، وتتركز أبرزها في ارتفاع الفواتير الشهرية حيث تقوم التطبيقات الخبيثة باستخدام الهواتف الذكية كوسيلة لأغراض دعائية، أو نشر عدوى الفايروس عن طريق الرسائل القصيرة، إضافة إلى بطء استجابة الهاتف حيث تعمل البرمجيات الخبيثة دائماً في الخفاء دون أن يشعر المستخدم بوجودها، أو حتى ملاحظتها في قائمة التطبيقات العاملة حاليا، حيث يلاحظ المستخدم أن الهاتف أصبح بطيئاً في الاستجابة فجأة، أو أن التطبيقات تعمل وتنغلق بشكل آلي، في هذه الحالة فإن احتمال وجود برمجية خبيثة تسيطر على الجهاز، إضافة إلى استهلاك شحن البطارية بشكل أسرع، والذي يعاني منه مستخدمو الهواتف الذكية في الغالب، إلا أنه وفي بعض الحالات قد يلاحظ المستخدم وجود استهلاك غير طبيعي للبطارية الجهاز، مقارنة بأوقات سابقة. حماية الأجهزة يجمع الخبراء على آليات وتدابير احترازية؛ لحماية الهواتف من المخاطر المتعددة، فحول التطبيقات والبرمجيات الخبيثة فهي جميع المنصّات وأنظمة التشغيل أياً كانت درجة حمايتها، وهنا يحتاج المستخدم إلى التأني قبل القيام بعملية كسر الحماية للجهاز، سواء كان في أجهزة “آندرويد” أو “آي فون” أو “آي باد”، لأن مثل هذه العمليات تقوم بكسر حماية الجهاز، وبالتالي أي تطبيق من خارج متجر التطبيقات يمكن تثبيته وبدوره يقوم بإلحاق الأضرار بجهاز المستخدم، وأهم طرق الحماية تتركز في التحديث المستمر لنظام تشغيل الهاتف فور توفّره، لأن النسخ الجديدة والمحدثة من نظام التشغيل دائماً ما تقوم بحل مشاكل أمنية، وثغرات كانت موجودة في السابق، وبالتالي يتم إبطال مفعول أي برمجية خبيثة موجودة مُسبقاً، بالإضافة إلى ضرورة تحديث التطبيقات أيضاً إلى آخر نسخة متوفرة، ويُفضّل أن تكون عملية التحديث عن طريق متجر التطبيقات وليس عن طريق أي متجر آخر. والأهم من ذلك، هو استخدام التطبيقات المتخصصة في حماية الأجهزة الذكية وهي تُكافئ برامج مُكافحةالفيروسات الموجودة بأجهزة الكمبيوتر، والتي تقوم بدورها بمراقبة أداء النظام بشكل عام ومراقبة أداء ونشاط كل تطبيق، بالإضافة إلى احتوائها على قائمة مُتجددة تحتوي على أسماء التطبيقات الخبيثة، وبمجرد اكتشاف أي واحد منها على الجهاز، تقوم مُباشرةً بإيقاف عمله وإخبار المستخدم عن وجوده لكي يقوم بحذفه. وحول اختراقات الأجهزة، يدعو خبراء المستخدمين الى التعامل بحرص شديد مع محتويات البريد الالكتروني والشبكات الإجتماعية، وبرامج التراسل الفوري، وتجنب الرسائل والروابط مجهولة المصدر، لأن أدوات الاختراق عادة ما تكون مرفقة ضمن رسائل البريد الإلكتروني، وعادة ما تكون هي المنفذ الأول في عمليات الاختراق، حيث إنها تبدأ بعد تشغيلها بفتح المنافذ للمخترق للإبحار بين ملفات الجهاز وإمكانية إتلافها أو حذفها أو التعديل والسيطرة عليها، حيث لا بد من الالتزام بالوسائل المساندة الوقائية؛ للحماية من الفيروسات والاختراق عبر قيام المستخدمين بتزويد الجهاز اللوحي بكلمة سر للدخول على الجهاز، وأن تكون كلمة السر كبيرة ومعقدة بالقدر الكافي لتعيق مهمة المخترق في الوصول إلى المعلومات، واستخدام برنامج تشفير البيانات التي باتت متوفرة من قبل الشركات المتخصصة بأمن الشبكة والمعلومات، وهي غالبا برامج مدفوعة وتتوفر بعض التطبيقات منها بشكل مجاني. والمزامنة على تحديث أنظمتها لتصحيح الثغرات والهفوات والقضاء على نقاط الضعف في دفاع أنظمة تشغيل، وعدم اللجوء لكسر القيود المفروضة على بعض الأجهزة التي تضعف حمايتها مثل استخدام"jailbreak" في أجهزة أي باد، أو استخدام "Blackmarket" في الأجهزة العاملة بنظام أندرويد. الاستعادة بعد السرقة وفرت العديد من شركات أمن البيانات تطبيقات مخصصة للهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية يمكنها التحكم في الجهاز عن بعد، في حال فقدانه؛ لحمايته ومحتوياته من السرقة والعبث، حيث تمنح خاصية البحث عن الجهاز المفقود أو المسروق باستخدام تقنيات "GPS"و"GSM" و"Wi-Fi" لتحديد موقع الجهاز، وأخذ صورة لسارق الجهاز دون علمة وإرسالها لبريد مالك الجهاز الأصلي، حيث يقوم الجهاز اللوحي بتصوير المستخدم الجديد أو السارق بواسطة كاميرا في مقدمة الجهاز، في حال قام بلمس الشاشة أو تصفح البيانات، كما يمكنها تعطيل عمل الجهاز كاملا وحذف البيانات الشخصية من الجهاز، إظهار إشعارات متعدد على شاشة الجهاز تعرض المعلومات الخاصة بمالك الجهاز تتضمن على سبيل المثال كيفية الاتصال به لإعادة الجهاز إليه، وفي حال احتوى الجهاز على بيانات شخصية أو بيانات خاصة بالعمل، فمن الممكن حذفها ونقلها. ارتفاع الفواتير الشهرية إحدى علامات البرامج الخبيثة