تفلح في أحيان كثيرة الأنظمة المغلقة على نظريتها المفتوحة في توفير عناصر الحماية بشكل كبير، فأنظمة الماك بقيت لفترات طويلة في مأمن من الهجمات الفيروسية والبرامج الخبيثة، وكانت في ذلك الوقت متفوقة على مايكروسوفت في هذا المجال، حيث عانت أنظمة الويندوز من مثل هذه الاختراقات والمشاكل. وانتقلت هذه الخبرة المتراكمة لدى أبل إلى هواتفها الذكية، فلم نشاهد تلك الهجمات الفيروسية والخبيثة، وعلى العكس من ذلك يعاني نظام الأندرويد من غوغل من كثافة الفيروسات الموجودة في متجره، وكثرة الهجمات الفيروسية على الأجهزة العاملة بالنظام. ورصدت شركة كاسبرسكي المتخصصة في أمن المعلومات أن تطبيقات البنوك والصيرفة هي الأكثر تهديداً بالنسبة لأجهزة الهواتف الذكية وخاصة العاملة بنظام التشغيل أندرويد من غوغل، وهي أيضا المستهدفة بعمليات الاختراق، وأوضحت الشركة أن 99% من الهجمات الإلكترونية كانت موجهة على هواتف الأندرويد مفتوحة المصدر، وهذا يعود لكون أبل تمتاز بفرض قيود صارمة ودقيقة ولا تتيح على الأجهزة الذكية تطبيقات الطرف الثالث. ويعود السبب الآخر إلى أن تحويل أغلب المستخدمين طريقة تعاملهم من الأجهزة المكتبية إلى الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية مكنت المخترقين والمقرصنين ومروجي البرمجيات الخبيثة من تحويل توجههم بشكل سريع واستهداف هذه الأجهزة لكون أغلب الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لا تتوفر لها برامج حماية من البرمجيات الخبيثة والفيروسات. وترى كاسبرسكي أنه إلى الآن لم يحدث أمر مقلل للحماية لتحويل تفكير مستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لضرورة وجود الحماية في أجهزتهم، وهذا التحول حدث في عام 1998 لأجهزة الحاسبات الشخصية حيث كان المستهلكون لا يعون أهمية الحماية من الفيروسات إلى أن أدى ظهور فيروس تشيرنوبيل إلى الانتشار بقوة على كافة الاجهزة وتدمير الكثير منها، مما حدا بأغلب مستخدمي التقنية إلى الحرص على برامج مكافحة الفيروسات وتوفير الحماية المطلوبة في أجهزة الحواسيب الشخصية. وترى كاسبرسكي أن الجرائم الإلكترونية في طريقها إلى الأجهزة المحمولة سواء كانت هواتف ذكية أو لوحية لا محالة، والمشكلة التي لا يدركها مستخدمو هذه الأجهزة هي درجة الخطورة العالية للمعلومات الموجودة في هذه النوعية من الأجهزة وهي ليست بمثابة المعلومات الموجودة في أجهزة الحاسبات الشخصية، ولا يستشعرون مدى النمو السريع للفيروسات الخبيثة على الأجهزة المحمولة. وتشير كاسبرسكي إلى أن المجرمين والمقرصنين ومروجي البرامج الخبيثة النشطين حالياً يتحدثون الصينية والروسية والبرتغالية والاسبانية، وكانت كاسبرسكي قد رصدت خلال عام 2013 ما يقارب من 315 ألف ملف خبيث جديد يومياً، كما رصدت ما نسبته 40% من مستخدمي الهواتف الذكية التي تعمل بنظام الاندرويد في الامارات على سبيل المثال لا يتوفر لها أي احترازات أو برمجيات أمنية على هواتفهم الذكية وأجهزتهم المحمولة.