سيطر الخوف والقلق على عدد كبير من مستخدمي نظام تشغيل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية «أندرويد» بسبب الثغرات الأمنية التي بدأت تثير مخاوف الكثيرين حول سيطرة القراصنة على أجهزتهم عن بعد، أو سرقة المعلومات منها عبر ثغرات أمنية برمجية بنظام التشغيل. ويؤكد خبراء تقنيون أن كل هاتف ذكي يحتوي على بعض الثغرات الأمنية التي يتم من خلالها اختراق نظام التشغيل من قبل القراصنة باستخدام الفيروسات أو أي نوع آخر من أنواع البرامج الخبيثة المخصصة للاختراق والسيطرة على الهواتف أو الأجهزة اللوحية، وأكثر الأشخاص المستهدفين في الاختراقات الأمنية هم الأشخاص الذي يقومون بتصفح الإنترنت عبر الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، حيث يسبب هذا الاختراق مشاكل مزعجة مثل بطء حركة التصفح وانقطاعه على فترات منتظمة، حيث يتعذر الدخول إلى البيانات المخاطر الحالية على نظام تشعيل أندرويد تركزت في هجمات مفاجئة خطرة تستهدف تطبيقات «جافا» ومتصفحات الإنترنت. وفي أسوأ الأحوال يمكن اختراق المعلومات الشخصية والأرقام والرسائل النصية.وأشار المبرمج عصام الأحمدي إلى أن أغلب المنافذ التي يسهل على القراصنة اختراق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية عبرها في الغالب تكون عبارة عن تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي غير الرسمية، فالكثير من المستخدمين يقومون بالدخول عبر الهاتف إلى حساباتهم في الفيسبوك وتويتر وغيرها للتواصل مع الأصدقاء عبر تطبيقات غير رسمية، مما يجعلهم هدفا سهلا للاختراق وسرقة الحسابات من قبل قراصنة الهواتف، وذلك لأن الهواتف الذكية حالها كحال أجهزة الكمبيوتر تعتمد في اتصالها بشبكة الإنترنت عبر بروتوكول الإنترنت «IP».وتابع «كما أن الهجمات التي استهدفت نظام اندرويد تمت عبر تركيب صفحة وهمية لها نفس تصميم مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرة بأنها الصفحة الرسمية للموقع من خلال التطبيق، لكي يقوم المستخدم بإدخال بياناته على أمل الدخول للموقع عبرها، وقد يقدم التطبيق أيضا قسائم مجانية كاذبة لإغراء المستخدمين على تثبيت التطبيق بنية نقل العدوى عبرهم إلى المستخدمين الآخرين، ومن ثم يقوم القراصنة المطورون لهذا التطبيق بالكشف عن معلوماتهم الشخصية، وأفضل وسائل الحماية من هذه التطبيقات هي اعتماد البرامج والتطبيقات الرسمية عبر المتاجر وعدم محاولة تحميلها عبر الموقع أو وسائل كسر حماية الهواتف».ويؤكد خبراء أمن المعلومات أن المخاطر الحالية على نظام تشغيل أندرويد تركزت في هجمات مفاجئة خطرة تستهدف تطبيقات «جافا» ومتصفحات الإنترنت، وقد استغلت الثغرات الأمنية في المتصفحات في شن حملة من الهجمات المتطورة المستمرة، وكانت البرمجيات الخبيثة من نوع»ZeroAccess»، والتي وُجدت أحياناً في مواقع لتبادل البيانات بين النظراء «P2P»الأوسع انتشارا، تلتها برمجيات «DOWNAD « و»Conficker «، كما استقطب تطبيق «باي بال» PayPal أكبر عدد من المتصيدين، فيما كان الموقع التواصل الاجتماعي «لينكد إن» الأكثر عرضة لهجمات «Blackhole Exploit Kit».وأشاروا الى أن ملايين المستخدمين مازالوا يبحثون عن وسائل مضمونة لتأمين هواتفهم الذكية وأجهزتهم اللوحية التي تعد أجهزة كمبيوتر مصغرة، مربوطة بشبكة الانترنت وتحتوي على متصفح انترنت وتطبيقات عديدة شأنها شأن أجهزة الكمبيوتر. إلا أن شركات حماية البيانات دخلت في حرب مع قراصنة الهواتف والأجهزة اللوحية عبر إطلاقها نسخا مختلفة من التطبيقات المجانية منها والمدفوعة تهدف لحماية الهواتف الذكية مثل « Bitdefender» و «Kaspersky» و«Symantec» و«TrendMicro» وغيرها.وفي سياق متصل كشف تقرير شركة تريند مايكرو المتخصصة في أمن الإنترنت عن ارتفاع هجمات التطبيقات الخبيثة التي استهدفت مستخدمي أنظمة «آندرويد» من «جوجل» من نحو 30,000 هجمة في يونيو إلى 175,000 في سبتمبر الماضي.وبين التقرير أن تطبيقات الحماية الأمنية لم تفلح في منع الهجمات، مشيراً إلى أن 20 بالمائة فقط من مستخدمي «آندرويد» يلجأون لتلك التطبيقات الأمنية، وشدد التقرير على أهمية إدراك المستخدمين لماهية ما يسمحون لتلك التطبيقات أن تصل إليه أو تفعله، مخافة أن يقوموا، عن غير قصد، بالسماح لها بمشاركة الآخرين معلومات تتسم بالحساسية.وتشمل البرمجيات الخطرة تلك البرمجيات التي تنتهك الخصوصية، مثل «البرمجيات الإعلانية العدائية»، التي تسرق معلومات يجب أن تظل خاصة بصاحبها، أو لم يجز لها المستخدم الوصول إليها، رغم أن أنواعا أخرى من البرمجيات تعتبر إجرامية بامتياز، مثل تلك التي تشتري سرّاً خدمات ذات جودة عالية للهواتف الذكية، وقد يكون مطورو البرمجيات على علم بهذه المشكلة بفضل وجود الشبكات الإعلانية المحتالة. ورغم أن معظم البرمجيات الإعلانية مصممة لجمع معلومات المستخدم، فهناك خط رفيع بين جمع البيانات للاستخدام الاعلاني البسيط وانتهاك خصوصية المستخدم، ويمكن أن تكون البرمجيات الإعلانية وسيلة فعالة لجمع بيانات أكثر مما يريد البعض تقديمه، وذلك لأن من طبيعتها جمع معلومات المستخدمين لأغراض مشروعة.