الهاتف النقال لم يعد مخصصاً فقط لاستقبال الاتصالات الصوتية والرسائل القصيرة، بل تعدى ذلك إلى أبعد من ذلك بكثير فهو حاسب في جيبك يزودك بالجديد في كل وقت وأي لحظة، يغنيك عن العودة إلى الحاسب المكتبي، ويحمل لك الكثير من المعلومات ويصلك بجميع أنحاء العالم بدون أي كلفة إضافية. ومع زيادة الاعتماد على الهواتف النقالة ومع صغر حجمها وسهولة نقلها في أي مكان لا يعني ذلك أن الهواتف النقالة آمنة، بل تحتاج إلى متابعة وصيانة وفحص وحماية ضد البرمجيات الخبيثة، بالتأكيد هي حولت طرق التواصل لتكون أكثر سهولة، ولكن اهمالها يؤدي إلى كارثة قد لا يحمد عقباها. انتشار الهواتف النقالة الذكية واعتماد البشر عليها فتح الباب أمام هواة الاختراق والقراصنة إلى تطوير برمجيات خبيثة لسرقة البيانات أو الصور أو حتى أرقام الحسابات الائتمانية من الهواتف النقالة، وهذا ما قد يغفله الكثير من مستخدمي الهواتف النقالة بالرغم من أن اكتثاف هذه الثغرات ليست بالصعوبة الكبيرة، وفي هذا التقرير سأستعرض أهم الطرق التي تمكن المستفيد العادي من الإجابة على السؤال الأهم هل هاتفي مخترق؟. أول طرق معرفة هل الهاتف مخترق هي متابعة فاتورة الهاتف الشهرية بشكل دقيق، فارتفاع مبلغ الفاتورة بدون وجود مسبب رئيسي يعني أن الهاتف مصاب ببرمجيات خبيثة نسبة عالية جداً، حيث أن أسلوب البرمجيات الخبيثة يعتمد على استخدام الإنترنت بشكل عالٍ جداً وذلك لارسال بيانات صاحب الهاتف إلى مطور البرنامج الخبيث، وربما يقوم البرنامج الخبيث أحياناً بإجراء اتصالات هاتفية تجسسية على صاحب الجهاز، لذا من المهم جداً مراقبة الفاتورة من ناحيتين الأولى تفقد الأرقام التي تم الاتصال بها والتأكد من عدم وجود أرقام غريبة أو دولية في الفاتورة، وثانياً تفقد استهلاك الإنترنت وحزم البيانات التي يتم ارسالها من الهاتف. والجدير بالذكر أن شركات الاتصالات أصبحت توفر في الوقت الراهن برمجيات خاصة بها تمكن صاحب الهاتف النقال الذكي من معرفة الارقام التي تم الاتصال بها على مدار اليوم، وأيضاً ترتبط مع دفتر العنواين في الهاتف لعرض قائمة الارقام باسماء أصحابها المخزنين في دفتر العناوين وهذا يسهل بشكل كبير على صاحب الجهاز طريقة معرفة الارقام الغريبة. أيضاً لابد من تحميل برنامج لمتابعة استهلاك الإنترنت وليس فقط على شبكة الهاتف بل حتى عند الارتباط بالشبكات اللاسلكية لأن هذا يمكن صاحب الجهاز من معرفة سلوك هاتفه أثناء فترة عدم الاستخدام، حيث أن هناك من يفضل باقات الإنترنت المفتوحة وهذا النوع من الباقات لا يتيح معرفة استهلاك الإنترنت من خلال الفاتورة، ووجود استهلاك عالٍ وغير مبرر في حالات عدم استخدام الهاتف يعني أن هناك برامج تعمل في الخلفية قد يكون صاحب الجهاز فعل استخدامها من قبل، أو أن يكون هناك برنامج خبيث يعمل باستمرار على الجهاز. وجود برمجيات تعمل في الخلفية يؤدي في أغلب الأحياء إلى بطء الجهاز، ولكن صاحب الجهاز لا يعلم عن سبب هذا التراجع في أداء جهازة، وقد يقوم بإعادة تشغيل الجهاز من أجل رفع قدرة وأداء الجهاز، لذا من المهم تفقد قائمة البرمجيات التي تعمل في الخلفية فهذا يعد من الأمور المهمة التي يجب على صاحب الهاتف متابعتها بشكل مستمر ليأمن ضرر البرمجيات الخبيثة، وعند وجود برمجيات من هذا النوع لابد من حذفها وفحص الجهاز بشكل يضمن عدم وجود هذه البرمجيات. ومن الأمور التي تحدد وجود برمجيات خبيثة في الجهاز غير البطيء في الأداء هو وجود برمجيات تعمل بدون تخلٍ من صاحب الجهاز، أو تغلق بدون تدخل منه أيضاً، وهذه نقطة مهمة يجب أخذها بالاعتبار. يعكف أغلب مستخدمي الهواتف النقالة على شحن هواتفهم باستمرار، وهذا عامل غير إيجابي، فلابد لصاحب الجهاز أن يراقب استهلاك البطارية بدقة، فنفاذ البطارية بسرعة دليل على أمرين وهما إما أن يكون هناك استهلاكاً مرتفعاً للجهاز، أو أن يكون هناك برمجيات خبيثة متصلة بالإنترنت على نحو دائم، لذا من الأمور المهمة التي يجب على صاحب الجهاز متابعتها هي مدة استهلاك البطارية، فإذا كانت البطارية تنفذ بسرعة بدون وجود مقنع من استخدام عالٍ من صاحب الجهاز لخصائصه، أو زيادة عدد مرات شحن الهاتف في اليوم فهذا دليل واضح على وجود برمجيات خبيثة. وهناك أمر آخر ومهم وهو من أين تأتي البرمجيات الخبيثة، وهذا الشيء يحدث في الغالب من تركيب برمجيات خبيثة من متجر التطبيقات بشكل مباشر ومن مستخدم الجهاز ذاته، لذا من المهم وجود برنامج لفحص البرمجيات والتأكد من خلوها من البرمجيات الخبيثة قبل تحميلها من المتجر. أيضاً لابد من أخذ الحيطة والحذر من مواقع الإنترنت وخصوصاً المواقع المشبوهة، فالإنترنت تعج بالكثير من هذه الروابط التي تحمل برمجيات خبيثة على هاتف المستفيد بدون اشعاره بذلك، ووجود برنامج لمكافة الفيروسات يساعد في الحماية من ذلك. وأخيراً يجدر بصاحب الجهاز عدم استخدام الطرق غير القانونية للحصول على البرمجيات أو فك حماية الجهاز لأن هذا بالتأكيد سيؤدي إلى أن يقع صاحب الجهاز في معضلة البرمجيات الخبيثة، وستكون النتائج غير جيدة لأن الهاتف النقال يختلف عن الحاسب المحتبئ في أنه يحمل الكثير من الأمور الخاصة من صور وعناوين، لذا تفقد وفحص الهاتف النقال بين فترة وأخرى يعني المحافظة على الخصوصية.