كشف تقرير لشركة «تريند مايكرو» أن نحو 30 بالمائة فقط من أجهزة الهواتف العاملة بنظام تشغيل «أندرويد» تشتمل على شكل من أشكال تطبيقات الحماية، مما يجعل عدداً كبيراً من الأجهزة العاملة بهذا النظام عُرضة لمخاطر مستمرّة في ظل التوسّع. ويشير خبراء إلى أن هذه المخاطر تتزايد طرديا مع عدد مستخدمي الهواتف الذكية في أعمالهم، كون أن الكثير من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة اتجهت إلى تقديم خدماتها عبر تطبيقات مخصصة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية نظراً لتعدد جوانب وأوجه هذه التطبيقات، فالبعض يؤمنون أنهم يمثلون التوجه المستقبلي للإنترنت، من خلال الانتقال من تقديم الخدمات عبر المواقع الإلكترونية والتوجه إلى تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، إلا أنه بالمقابل يعتبر هذا التوجه خطرا خاصة على مستخدمي أنظمة أندرويد كونها الأكثر عرضة للاختراق. وقال الخبير التقني محمد عمر “من الملاحظ خلال الفترة الماضية أن المخاطر الأمنية المهددة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ازدادت وهي بدورها ستؤثر على مستقبل عمليات التسوق والدفع الإلكتروني عبر الهواتف الذكية، وذلك لأن كل هاتف ذكي أو جهاز لوحي يحتوي على بعض الثغرات الأمنية التي يتم من خلالها اختراق نظام التشغيل من قبل القراصنة باستخدام الفيروسات أو أي نوع آخر من أنواع البرامج الخبيثة المخصصة للاختراق والسيطرة على الهواتف أو الأجهزة اللوحية، وأكثر الأشخاص المستهدفين في الاختراقات الأمنية هم الأشخاص الذين يقومون بتصفح الإنترنت عبر هواتفهم العاملة بنظام أندرويد، حيث يسبب هذا الاختراق مشاكل مزعجة مثل بطء حركة التصفح وانقطاعه على فترات منتظمة، حيث يتعذر الدخول إلى البيانات وفي أسوأ الأحوال يمكن اختراق المعلومات الشخصية والبيانات المتداولة ضمن عمليات البيع الإلكتروني عبرها”. وأشار عمر الى أن بعض أنواع هذه الهجمات تتم بتركيب صفحة وهمية لها نفس تصميم مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع البنوك والمتاجر الإلكترونية أو حتى عبر تطبيقات متوفرة في المتاجر تتظاهر بأنها الصفحة الرسمية للموقع أو التطبيق، لكي يقوم المستخدم بإدخال بياناته على أمل الدخول للموقع عبرها، وقد يقدم التطبيق أيضا قسائم مجانية كاذبة لإغراء المستخدمين على تحميل التطبيق بنية نشر العدوى بينهم، ومن ثم يقوم القراصنة المطورون لهذا التطبيق بالكشف عن معلوماتهم الشخصية، وأفضل وسائل الحماية من هذه التطبيقات هي اعتماد البرامج والتطبيقات الرسمية عبر المتاجر أو مواقع البنوك المعتمدة وعدم محاولة تحميلها عبر المواقع أو وسائل كسر حماية الهواتف. ومن جانبه، قال الخبير التقني فتح الوادعي ان أبرز الأخطاء التي يقوم بها المستخدمون وتجعلهم عرضة للاختراق هي تعطيل أنظمة الحماية في الهواتف والتي بدورها تسهل على المخترقين التجسس على ضحاياهم عبر استخدام أوامر مباشرة تفعل تلقائيا بعد تعطيل أنظمة الحماية، كما أنه من الأخطاء الشائعة بين المستخدمين أنهم لا يقومون بعمليات التحديث الخاصة بنظام التشغيل، وكثير من الأحيان تكون التحديثات موقوفة لسبب ضعف الإنترنت أو عدم توفره، علما بأن التحديثات الدورية لنظام التشغيل تعتبر العدو الأول للمخترقين، كما أن كثيرا من المخترقين يقومون باستغلال المنافذ المستخدمة من قبل خبراء الدعم الفني، وهي عبارة عن نقطة تواصل وتحكم بالهواتف عن بعد للفنيين أو التقنيين للمساعدة والبرمجة، وذلك عبر زرع ملفات تجسس لتزويد المخترق بأدق نشاطات الضحية حتى الضغطات على لوحة المفاتيح. وفي سياق متصل كشف تقرير أمني لشركة «تريند مايكرو» عن مزيد من الثغرات الأمنية في النظام «أندرويد»، وارتفاع في المخاطر التي تواجه العمليات المصرفية عبر الإنترنت، إلى جانب عدد من الأدوات الخاصة بإعداد البرمجيات الخبيثة، حيث يستهدف القراصنة أجهزة «أندرويد» استهدافاً مباشراً في وقت تتكاثر فيه التهديدات وتتسع قاعدة المستخدمين مع قلّة اهتمام بالأمن، كما أن عدد التطبيقات الخبيثة عالية المخاطر المتربصة بالنظام «أندرويد» قد ارتفع ليصل إلى 718 ألفاً في الربع الثاني، وهو ما يُعتبر زيادة هائلة عن نحو 509 آلاف تطبيق عالي الخطورة تمّ رصدها في الربع السابق. وبين التقرير أنه من المتوقع أن يتجاوز عدد هذه التطبيقات الخبيثة المليون بحلول نهاية العام، وفق ما جاء في توقّعات «تريند مايكرو» للعام الجاري، وحذر التقرير أيضاً من زيادة المخاطر المتربّصة بالخدمات المصرفية عبر الإنترنت، والتي شهدت برمجياتها الخبيثة زيادة بنسبة 29 بالمائة عن الربع السابق، إذ ارتفعت من 113 ألف برنامج إلى 146 ألفاً. وقد نالت الولاياتالمتحدة حصّة الأسد من تلك البرمجيات بأكثر من مليون هجمة، بواقع 28 بالمائة من الأرقام العالمية، تلتها كل من البرازيل بنسبة 22 بالمائة وأستراليا 5 بالمائة، ولاجتنابها نصح التقرير بأخذ التدابير الوقائية، كالمراقبة اللصيقة لأنشطة الحسابات المصرفية، واستخدام الحلول الأمنية من أطراف ثالثة، أن تساعد في التخفيف من حدّة هذا الخطر المتزايد. وإضافة إلى مخاطر الأمن الإلكتروني، وجد التقرير أن طرق بيع أدوات تطوير البرمجيات الخبيثة قد تعزّزت، إذ يجري حالياً بيع الأدوات الخبيثة المتطورة بطرق غير مكلفة، وعبر أساليب تسعير مُجمعة أو مجّانية، تتيح الحصول على حزمة من اثنين لقاء سعر واحد. من شأن سهولة الوصول إلى هذه الأدوات الخبيثة زيادة الأخطار المُحدقة بمستخدمي الإنترنت خلال ما تبقى من العام الجاري وما بعده.