شهد الأسبوع الأول من أيام الدراسة حالة فوضي واسعة، حيث لم ينتظم الطلاب الذين لا يزال بعضهم يعيش في أجواء الإجازة الصيفية، فيما اكمل بعض المعلمين المشهد بعدم انتظامهم في مدارسهم، وانشغلت إدارات المدارس بالتوجيه والاستقبال، وهكذا مضى الأسبوع الأول دون انتظام الدراسة في أي من المراحل الدراسية، ويبدو أنها نفس الاسطوانة التي ظلت تتكرر في كل عام في أسبوعه الأول، رغم كل الاستعدادات والتصريحات والتواجد المبكر من إدارات المدارس، إلا أن هناك فصولا كثيرة لا تزال مستمتعة بهدوء الإجازة الصيفية، ولم يصلها بعد قرار البدء، وبعض الاهالي لا يزالون عند اعتقادهم بأن الأسبوع الأول خالٍ من الجدية، ولا يدفعون أبناءهم إلى المدارس، و مدرسون يحضرون إلى الدوام المدرسي كتأدية للواجب، والمديرون يلهثون خلف المدرسين الذين لم يباشروا بعد من أجل سد فراغ الحصص، وآخرون منشغلون بحل مشاكل الطلاب المستجدين والمنقولين من مدارس أخرى، وتنقضي ساعات الأسبوع الأول مصطحبة القليل من الأوراق المكتوبة والكثير من الفراغ. (اليوم) استطلعت عددا من الآراء في محاولة لرسم مشهد الأسبوع الأول من الدراسة. يقول المعلم خالد عبدالعزيز اليوسف: ان عدم اقتناع الطلاب بانطلاق الدراسة في الأسبوع الأول، وتجاهل الحضور إلى المدرسة أوقع الكثير من الإدارات في حيرة، ووضعهم في محطة انتظار فقط إلى حين يفكر الطلاب بجدية الدراسة، لأنهم إلى الآن لسببٍ أو لآخر مازالوا يفضلون البقاء في البيوت. وقد تعود الأسباب لعدم وجود قرارات صارمة توضع، للحد من تهاون الطلاب في الحضور، وعدم وجود حملات توعوية لأولياء الأمور في التنبه لهذه الظاهرة. وذكر سعد محمد اليوسف أن إدارة المدرسة وطاقم التدريس يبذلون جهودا لخدمة الطلاب والسعي وراء بدء الدراسة، لكن مع الأسف الشديد منذ سنوات والطلاب ينمون على فكر خاطئ دون مراقبة البيت لهذه المشكلة. فمن المفترض أن يتعاون الطالب مع إدارة المدرسة، حتى تكون انطلاقة قوية لتحقيق نتائج أفضل في بداية العام الدراسي الجديد. التقصير من الإدارات أما عبدالعزيز أحمد المهنا فيرى ان اللوم ليس على الطالب فقط. فدور إدارة المدرسة قد يكون في بعض الأوقات ضعيف في الحزم مع تسيب بعض الطلاب، وحتى المعلمين، الذين لا يبدؤون شرح المناهج الدراسية إلا بعد الأسبوع الأول، بحجة تهيئة نفسيات الطلاب. وهذا من وجهة نظري قد يكون للمراحل الدنيا فقط، أما في المراحل المتقدمة فلا حاجة للطالب بأن يهيأ نفسيا. فالسنوات التي مضت من دراسة كفيلة بتعوده على جو المدرسة. ويقول الطالب فهد عبدالله المعويد: إدارة التربية والتعليم ساهمت في تراخي انطلاقة هذا العام، بسبب عدم توفر بعض المناهج الدراسية، والأمر يزداد سوءا عندما تشكو إحدى إدارات المدارس من عدم توفر معلم متخصص في المادة، بحجة أننا في انتظار حركة النقل، أو انتظار نتائج المسح. نصف دوام بعض المدارس بدأت الدراسة الفعلية، من حيث إلقاء الدروس في المنهج المقرر، ولكن بشكل جزئي، أو ما يسمى نصف دوام هذه المدارس قسمت الوقت بين البدء بإلقاء الدروس على الطلاب، واستكمال عملية التجهيز. فعند التجول في عدد من المدارس، خاصة الثانوية منها، قد تجد الفصول خالية بعد الحصة الخامسة تقريبا. فدور الرقابة الإدارية من قبل إدارة التربية والتعليم أشبه ما يكون مفقودا في الأسبوع الأول. الأكثر التزاماً كعادتهن الفتيات كن أكثر التزاماً، ويبدين جدية مطلقة في التعامل مع الأشياء فمعظم المدارس لا تلاحظ فيها أي فوضى أو مشاكل في التسجيل أو الحضور. فمعظم الفصول تؤدي عملها بنشاط وجدية، المدرسات يبدين التزاماً بالحضور والتحضير والتعامل مع الطالبات والمناهج، وإضافة إلى الالتزام الفطري عند البنات وصرامة بعض مديرات المدارس، ساعد على انضباط الدراسة من أول أيامها، التي تسعى دائما إلى الجدية والانضباط. عادة سنوية ويذكر أحد المعلمين في المرحلة الثانوية ان السبب الأبرز في ضياع ساعات الأسبوع الأول من العام الدراسي المحسوب ضمن الخطة الدراسية هو الطلاب أنفسهم، هذه الحقيقة لمسناها في مجموعة من المدارس التي قمنا بزيارتها في مختلف مديريات الأمانة. حيث يقضي الكثير من المدرسين يومهم في الممرات وعلى المكاتب. ومنهم من يشارك في إكمال عملية التسجيل. المدرسون مستعدون لإلقاء دروسهم، ومنهم من جاء مستعداً لذلك، لكنهم يدخلون قاعات دراسية خاوية إلا من مقاعد ترسبت عليها كميات من الغبار الناعم وسبورات مازالت تحمل ملامح اختبارات العام الماضي منزعجة من محتواها غير ذي فائدة. وفي هذه الحالة يرمي الجميع اللوم على الطلاب، هنا يجيء دور الأسرة الذي غاب تماماً في ظل اقتناعها بعدم فاعلية الأسبوع الأول. فبعض الأهالي يعتبرونها عادة سنوية لا غرابة فيها وإرهاصات لعام جديد، ولا يهتمون كثيراً لغياب أبنائهم. المدارس الخاصة المدارس الخاصة كانت أكثر التزاماً، حتى مدرسوها أظهروا جدية افتقدناها في المدارس الحكومية، ومعظم تلك المدارس شرعت في المنهج وحريصة جداً على التزام تلاميذها بجميع الواجبات حتى الزي المدرسي المفروض إنهم جديون إلى أبعد حد. وهم يحاسبون المدرسين على تأخرهم، ويوجهون إنذارات حقيقية إلى المتهاونين. هم أيضاً يتواصلون مع الأهالي في حال غياب أبنائهم، وهذا يضمن لهم إقناع الأسرة بإرسال ابنائها إلى مدارسهم، ومتابعة العملية التعليمية منذ أسبوعها الأول. ومع ذلك فهناك مدارس خاصة تشكو تأخر بعض الطلاب، لكنهم يرجعون السبب إلى الأهالي أنفسهم، الذين يفضلون بقاء ابنائهم بجانبهم.