ما أصعب الفراق، والأصعب ان يتجدد خلال ايام بفقد أحبة تعلق القلب بهم، ومن الصعب فراقهم أو نسيانهم ونسيان لحظات من تواصلهم وعشرتهم.. اربعة ايام فقط هي الفارق الزمني بين رحيل الغالية فاطمة بنت عبدالرحمن السماعيل والتي هي بمثابة الام لي والقلب الكبير الذي احتضن الكثير وأحب الكبير والصغير، فقد كانت مركز المحبة وجمع الأحبة يلتقي عندها الجميع في مجلسها الأسبوعي بمنزل العم الغالي كانت صامدة في ألمها، تتحمل ألم أحبة لها وتحاول ان تخفف عنهم، ولم تفكر في نفسها محمد بن حمد السماعيل، لقد كان مجلسهم يحمل سيرة الطيب والتواصل بين المحبين وسرد ذكريات الوصل والحنين للناس الطيبين، كان لها قول جميل تردده «اللهم اجعلني من الصابرين» نعم صبرت على الألم والمعاناة خلال فترة مرضها، كان بين رحيلها ورحيل الغالية شعاع عبدالرحمن المعيبد ايام معدودة التي غادرت عالمنا بهدوء وسكينة، كانت تتألم بصمت وتتحمل بكل قوة وثبات، كانت صامدة في ألمها، تتحمل ألم أحبة لها وتحاول ان تخفف عنهم، ولم تفكر في نفسها، كانت كالشمعة التي تحاول ان تضيء بصيصا من النور والأمل لمن كان يعاني بقربها، لكن هذه الأعمار والأقدار بيد خالق الكون ومدبره، ان رحلة العمر لا بد ان تنتهي، لذلك نتمنى ان تكون نهايتها وخاتمتها العمل الصالح، نطلب لكم الرحمة والمغفرة ولنا الصبر والسلوان، فلقد فقدنا نفوسا طاهرة نقية، حسن الخلق شعارهم والحمد والشكر والصبر شعارهم، لقد كان لفقدهم وفي اسبوع واحد عمق من الحزن والألم، ولكن لا نملك الا الصبر والحمد والشكر على امر الله، وان ندعو لهم بالرحمة والمغفرة وان يجمعنا معهم في الفردوس الاعلى، ومع صعوبة فراقهم ندعو الخالق ان يمنحنا الصبر والأجر.. اللهم ارحم نفوسا خيرة ودعتنا ولكن أرواحها تسكن في قلوبنا، نعم لقد ودعتنا اجساد خيرة وستظل انفاسهم تعطرنا ما حيينا، رحمكم الخالق العزيز الحكيم، ما أصعب وداع الأحبة وفقدهم، هل بالدموع المنهمرة نعبر عن شوقنا لهم، لا انهم بحاجة لدعوتنا والتغلب على دمعتنا، فلنجتهد في الدعاء، رحم الله تلك النفوس الطيبة وغفر لها وأدخلها فسيح جناته بما تركته لنا من ذكرى وأثر في النفس، سيظل باقيا ما بقينا إن شاء الله. [email protected]