كما يفقد المرء الزلال على الظما تولت فولى الصبر عني وعادني غرام عليها شف جسمي واسقما في مساء يوم السبت الموافق 3-8-1433ه فاضت روح والدتي السيدة نورة بنت عبد الرحمن الهاشم إلى بارئها بعد أن كانت ملء السمع والبصر فقد كانت رحمها الله لي الملاذ بعد الله عندما أدخل المنزل واراها واسمع دعائها لي عند السلام عليها عند القدوم من السفر وعند وداعي لها، فلقد كان دعاؤها البلسم الشافي عنده أشعر بأنها راضية عني كما أنها عوضتني كثيراً في تخفيف عظم مصيبة فقد والدي رحمه الله. والدتي الغالية: لقد كنت الخير والبركة التي تملأ البيت فكلما ادخل البيت أسمع التسبيح والدعاء وحرصك على الصلاة وصلاة الضحى وحبك للخير وعطفك على الفقراء والمساكين، لقد رأيتك مرات ومرات تقومين بنفسك بإيصال الصدقات أو لحوم الأضاحي للفقراء وممن تعرفين حاجتهم وهم لا يجرؤون على السؤال. والدتي الغالية: لقد أحببت القريب والبعيد فأحبوك فالبيت طول الوقت وطول الأيام لا ينقطع من الزوار والهاتف لا يتوقف من استقبال مكالمات محبيك، فرحيلك كان فاجعة كبيرة فقد رأيت الكل يبكيك والكل يدعو لك بالرحمة والمغفرة. والدتي الغالية: برحيلك تركت في نفسي وإخواتي فراغاً ولوعة عظيمة لأنني لم أكد أصحو من فراق والدي - رحمه الله - قبل خمسة أشهر وإذا بك أنت ترحلين عن هذه الدنيا وأنا أعيش صدمة عظيمة، نعم يحق لي أن أسميه عام الحزن لأنه بموتك وموت والدي تركتما فراغاً وحزناً عميقاً اسأل الله جلت قدرته أن يعينني على تحمل لأنني حتى هذه اللحظة أشعر كأنني في حلم وغير مصدق من هول المصيبة، وفي كل لحظة أتوقع أن أتلقى اتصالاً منك كالعادة في كل أسبوع تسألينني عن موعد قدومي إلى الأحساء، ولكن هيهات أن اسمع ذاك الصوت الحنون مرة أخرى فلا نملك إلا الصبر فهذا أمر الله ولله ما أعطى ولله ما أخذ ولا نقول إلا كما يقول الصابرون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. اللهم أجرني في مصيبتي، اللهم أرحم والدتي رحمة واسعة وأدخلها فسيح جناتك واجعل اللهم قبرها روضة من رياض الجنة واجمعنا بوالدي في مستقر رحمتك. صرفت عناني راجعاً ومدامعي على الخد يفضحن الضمير المكتما سقتك يد الرضوان كأس كرامة من الكوثر الفياض معسولة اللمى ليبك عليك القلب لا العين إنني أرى القلب أوفى بالعهود وأكرما رحمك الله يا والدتي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته مع الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا. خالد إبراهيم العبدالقادر