يوم دموي عصيب آخر يمر به العراق، فقد قتل أمس الثلاثاء، اكثر من سبعين شخصا بينهم 47 في انفجار سيارة مفخخة أمام المقر العام للشرطة في شارع حيفا حيث قلب بغداد، فيما أعلن الجيش الاميركي في بيان، أن جنديين من عناصره قتلا أمس الأول في انفجار عبوة ناسفة في بغداد، كما قتل جندي اميركي واصيب خمسة آخرون عندما تعرضت دوريتهم لهجوم مسلح أمس الثلاثاء في الموصل.وقالت وزارة الصحة العراقية ان 47 شخصا قتلوا واصيب 114 بجروح في الانفجار. وأضاف ناطقها إن الاعتداء نفذ بسيارة مفخخة كانت متوقفة امام مبنى الشرطة. ووقع الانفجار نحو الساعة العاشرة صباحا عند المدخل الرئيسي لمجمع شرطة الكرخ وعلى مقربة من محلات تجارية بينها مقهى كان غاصا بالرواد لدى وقوع الانفجار حسب ما قال الضابط في الشرطة حيدر حميد لمراسل فرانس برس. ودمر الانفجار المنطقة المحيطة بمقر الشرطة ودمر نحو 15 محلا تجاريا دمرت اضافة الى سبع سيارات وكان عشرات الاشخاص بينهم شبان عراقيون يصطفون امام مقر الشرطة ساعة وقوع الانفجار، كما ذكر شهود عيان.وتهافت الكثير من الاشخاص الى مكان الانفجار بعيد وقوعه سعيا للتعرف على اقارب لهم بين الضحايا في الوقت الذي كانت فيه سيارات الاسعاف تنقل الجرحى. ويعتبر شارع حيفا معقلا للمسلحين. وكان 13 شخصا قتلوا الاحد في مواجهات بين القوات الاميركية ومسلحين في الشارع نفسه. وقال وزير الداخلية فلاح النقيب لدى زيارته مكان الانفجار هناك عمليات مدروسة لقتل المدنيين في العراق والمس بمصالح العراق، مضيفا ان مجموعات عربية غير عراقية هي وراء هذه الاعمال على الارجح. وحسب وزارة الصحة فان ثلاثة اشخاص قتلوا في هجمات متفرقة في بغداد ولم يقدم ايضاحات حول هذه الهجمات. وقتل عراقي يرجح ان يكون انتحاريا في انفجار سيارة كان يقودها لدى مرورها بجوار قافلة من السيارات ذات الدفع الرباعي في بغداد حسب ما قال ضابط في الشرطة. وبعد ثلاث ساعات على تفجير السيارة المفخخة في بغداد تعرض باص صغير يقل عناصر من الشرطة لاطلاق نار في وسط مدينة بعقوبة (50 كلم شمال شرق العاصمة) ما ادى الى مقتل 13 شخصا هم 12 شرطيا وسائق الباص المدني حسب ما افاد ضابط الشرطة محمد مبارك. وقال إن مسلحين مجهولين على متن سيارتين لحقوا بالباص الصغير الذي كان يستقله رجال الشرطة وترجلوا من السيارتين وفتحوا النار عليهم مما ادى الى مقتل 12 منهم والسائق وجرح اثنين اخرين، مشيرا الى أن أغلبهم من القومية الكردية. واوضح الضابط ان رجال الشرطة كانوا قادمين من مدينة خانقين للاستفسار من مديرية الشرطة في بعقوبة عن دورتهم التدريبية التي ستقام قريبا في الاردن وبعد ان ابلغتهم المديرية بالعودة يوم غد، حصل ما حصل. واكد ان الحادث وقع في منطقة التحرير وسط بعقوبة عند حوالي الساعة 13.15. وفي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) قتل عشرة اشخاص واصيب 22 اخرون بجروح امس الثلاثاء في مواجهات وقعت بين الجيش الاميركي ومقاتلين عراقيين. وافاد مراسل فرانس برس ان مواجهات عنيفة كانت لا تزال متواصلة عند الساعة 20 من مساء أمس بين جنود أميركيين ومقاتلين عراقيين في وسط هذه المدينة التي تعتبر معقلا للمسلحين. من جهة ثانية تعرض سائقا شاحنتين تركيين للخطف على ايدي مجهولين جنوب مدينة تكريت حسب ما اعلن ضابط في الشرطة في هذه المدينة، كما اعلنت مجموعة اسلامية مسلحة خطف سائق شاحنة اردني وهددت بقتله في حال لم توقف الشركة التي يعمل لحسابها اعمالها في العراق. وفي غرب كركوك تعرض انبوب النفط الرئيسي غرب كركوك الذي يربط شمال العراق بمرفأ جيهان التركي لعملية تخريب امس الثلاثاء بعد اسبوع على اصلاحه. كما تم تخريب أنبوبا آخر قبل ثلاث ساعات في غرب كركوك، كما أعلن مصدر في قطاع النفط. وقد رفع الجيش الاميركي أمس الثلاثاء الحصار المفروض على مدينة تلعفر (شمال العراق) حيث اسفرت عمليات قصف وقعت الخميس الماضي عن مقتل 50 شخصا واصابة مئة آخرين جريح، في الوقت الذي احتجت فيه تركيا لدى واشنطن من استمرار الحالة الدموية هناك حيث يسقط الكثير من الضحايا من التركمان. وكان الجيش الاميركي اوضح في بيان انه اطلق عملية لاعادة الامن الى هذه المدينة البالغ عدد سكانها 150 الف نسمة وغالبيتهم من التركمان الشيعة وللسماح للحكومة الشرعية بالتواجد فيها. وكان الجيش الاميركي قرر عندئذ محاصرة تلعفر لمدة خمسة ايام واقفل كل المعابر المؤدية الى المدينة. وخوفا من عمليات القصف فر مئات السكان من المدينة للاقامة في ظروف صعبة في مخيم اقامه الهلال الاحمر العراقي. محاولة لاطفاء الحريق في موقع الحادث