مضت دبي قدما في خططها لإقامة أول مشروع للمترو (قطارات المدن الخفيفة) من نوعه في منطقة الخليج، بتكلفة تناهز الأربعة مليارات دولار. ويقول قاسم سلطان مدير عام بلدية دبي المشرفة على تنفيذ المشروع: يمثل المترو الأرضي أحد أبرز مشاريع البنية الأساسية في دبي ومن أكثرها طموحا وأهمية، فهو من جهة يوفر وسيلة مواصلات فعالة تتمتع بالسرعة والكفاءة للملايين من المقيمين والزوار، كما يعد وسيلة حيوية للحد من تفاقم الازدحام المروري في ظل النمو السريع الذي تشهده الإمارة في مختلف المجالات . وأكد أن الكلفة التقريبية للمشروع والتي ستتحدد بعد تلقي عطاءات الشركات المتنافسة على تنفيذه، قد تقارب ال14.3 مليار درهم أو ما يعادل 3.9 مليار دولار، مشيرا إلى أنه يجري حاليا اتخاذ الإجراءات النهائية الخاصة باختيار المقاول الرئيسي للمشروع. وأضاف قاسم سلطان: يجسد هذا المشروع رؤية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع، لإقامة بنية أساسية عالمية المستوى، تلبي متطلبات النمو الاقتصادي السريع من جهة، وتعزز من تميز نمط الحياة في الإمارة من جهة أخرى، مشيراً في هذا المجال إلى أنه يجري تخطيط مختلف مشاريع البنية الأساسية بشكل يدعم نمو الأنشطة الاقتصادية من جهة، ويأخذ بعين الاعتبار متطلبات النمو المستقبلية لفترات تتراوح بين10 إلى 20 سنة مقبلة. وتبعاً لذلك يأخذ مشروع المترو في دبي بعين الاعتبار النمو القياسي المتوقع في عدد الزوار، حيث يتوقع أن يتضاعف عدد السياح القادمين إلى دبي إلى قرابة 15 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2010، بالتزامن مع استمرار تصاعد أعداد الزوار من رجال الأعمال والمقيمين أنفسهم. وأضاف قاسم سلطان بقوله: نظراً لأن تنفيذ المشروع يتطلب خبرات متخصصة متطورة، فمن المتوقع البدء في تجهيز موقع المشروع والعمليات الأرضية فيه خلال 6 أشهر من الآن، حيث تعمل اللجنة العليا المكلفة بالإشراف على المشروع، على تقييم المشاريع الفرعية ذات العلاقة، بما في ذلك اختيار القاطرات والعربات التي ستحمل الركاب عبر المناطق المختلفة ضمن مدينة دبي، وسنقوم قريباً بالإعلان عن الشركة التي سيتم التعاقد معها لتوفير العربات والقاطرات. وقد اختارت البلدية مفهوم القطارات الأوتوماتيكية بالكامل (من دون سائقين) والتي تعتمد أحدث أنظمة الأمان، وبالإمكان تسييرها بمعدل قطار كل دقيقة ونصف الدقيقة. علماً بأن كل القطارات ستكون بطول 75 متراً، وسيضم كل منها 5 عربات متعددة الأبواب للسماح بالدخول والخروج السلس للركاب في المحطات، كما أنها مجهزة بنوافذ كبيرة لتتيح للركاب متابعة المشاهد المختلفة للمناطق التي تعبرها القطارات في رحلاتها عبر المدينة. ويقول ناصر سعيد رئيس مشروع دبي للقطارات الخفيفة: بات مشروع المترو حيويا، نظرا للتوسع الأفقي السريع للمدينة، حيث تضاعفت مساحتها على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية، خاصة في أعقاب ظهور ما بات يسمي ب"دبي الجديدة" وهي المنطقة المحيطة بمدينتي دبي للإنترنت والإعلام، والتي شهدت إقامة مجموعة من مشاريع التطوير العقاري الضخمة . ويضيف سعيد بقوله: كانت منطقة ميناء جبل علي حتى 10 سنوات مضت تصنف من قبل المقيمين والزوار على أنها منطقة نائية، غير أن ظهور مئات مشاريع التطوير الجديدة على طول شارع الشيخ زايد أدى إلى ارتباط تلك المنطقة بالمدينة، ويستلزم مثل هذا النمو السريع وجود نظام مواصلات متطور يوفر وسيلة انتقال يعتمد عليها لأعداد متنامية من الأفراد ليس ضمن منطقة وسط المدينة فقط وإنما فيما بين وسط المدينة والمناطق الجديدة أيضاً، مشيرا إلى أن مشروع القطارات الخفيفة (المترو الأرضي) سيتكون في مرحلته الأولى من خطين رئيسيين، يمتد الأول بطول 50 كيلومتراً ابتداء من المنطقة القريبة من مركز الغرير باتجاه شارع الشيخ زايد مرورا بمركز برجمان حتى الجامعة الأمريكية الملاصقة لمدينتي الإعلام والإنترنت، وسيمتد هذا الخط مستقبلاً إلى ميناء جبل علي جنوباً وإلى تقاطع شارعي النهدة ودمشق عبر تقاطع القيادة شمالا ً. أما الخط الثاني فيمتد بطول 20 كيلومتراً من منطقة قريبة من بلدية دبي، حتى محطة حافلات الراشدية، عبر منطقة مركز سيتي سنتر والمبنيين رقم 1 و3 في مطار دبي الدولي، وسيمتد لاحقاً ليخدم المناطق والأسواق الرئيسية في كل من ديرة ودبي . وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع في مرحلته الأولى ما يعادل 355 مليون راكب سنويا، سيستخدم في نقلهم أسطول مكون من 100 قطار، وخطين يضمً أولهما 35 والثاني 20 محطة، وسيتقاطع الخطان في كل من المنطقة القريبة من برجمان ودوار الاتحاد ليتيح للركاب الانتقال من خط إلى آخر.