كشف الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل، عن عزم المؤسسة إطلاق خدمات جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تتمثل في إتاحة إجراء عمليات حجز وشراء تذاكر السفر على القطارات من خلال موقع المؤسسة على شبكة الإنترنت، وأجهزة الصرف الآلي (ATM). وأوضح أن المؤسسة وقّعت أخيراً عقداً مع إحدى الشركات الإسبانية بقيمة تتجاوز 983 مليون ريال لتوريد ثمانية أطقم قطارات تعتبر الأحدث على مستوى العالم، إذ تتميز بالرفاهية والفخامة، إضافة إلى سرعتها الفائقة التي تصل إلى 180 كلم/ساعة. وقال إن المؤسسة حققت خلال العام المالي 2008 زيادة فعلية في إيراداتها الفعلية بنسبة بلغت 21 في المئة عن الإيرادات التقديرية، فيما سجلت مؤشرات الأداء زيادة في إيراد نشاط الشحن تجاوزت 22 في المئة، إذ نقلت ما مجموعه 398 ألف حاوية تصل أوزانها إلى 3.284.000 طن، بإيراد بلغ 195.12 مليون ريال. وأوضح الحقيل في حديث مع «الحياة» أن الزيادة في نشاط نقل الركاب تجاوزت 6 في المئة عن العام السابق، إذ بلغ عدد الركاب المنقولين 1.107 مليون راكب، محققة إيرادات بقيمة 49.75 مليون ريال. وأشار إلى أن حركة نقل الركاب تتركز بشكل كثيف خلال مواسم الإجازات وفي العطلات الرسمية وعطلة نهاية الأسبوع، لافتاً إلى أن عدد الركاب المنقولين خلال فترة إجازة نصف العام الدراسي الثاني الأخيرة بلغ أكثر من 50 ألف راكب. وأضاف أن المواطنين يشكلون النسبة الأعلى من الركاب، إذ تتراوح نسبتهم بين 80 و90 في المئة، ويشكل الطلبة من الجنسين نسبة عالية من المسافرين. وذكر أن الإرهاق الجسماني والنفسي في الخطوط الحديد أصبح شبه معدوم، مشيراً إلى أنه تم التوسّع في توفير وسائل الترفيه في العربات، فضلاً عن إمكان استعمال أجهزة الاتصال المتنقلة «الجوال»، مع توافر خدمة الاتصال الشخصي بالشبكة العنكبوتية «الإنترنت» طوال وقت الرحلة من خلال أجهزة الحاسوب الشخصية المحمولة. إلى أي مدى أسهمت السكك الحديد في تخفيف أزمة الازدحام لمن يريد استيراد البضائع إلى منطقة الرياض؟ - كما تعلم فإن فكرة إنشاء السكك الحديد في المملكة جاءت عندما برزت الحاجة إلى إنشاء ميناء تجاري على ساحل الخليج، لنقل البضائع المستوردة عن طريق هذا الميناء إلى الساحل ثم إلى مستودعات شركة أرامكو. وراقت الفكرة آنذاك للمغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي أمر بمد القضبان إلى الرياض، ولاحظت المؤسسة في ما بعد أن نسبة كبيرة من المشحونات التي ترد إلى ميناء الدمام تخص مستوردين من منطقة الرياض، ومنها بدأ التفكير في إنشاء محطة جمركية في الرياض «الميناء الجاف»، لتمكين مستوردي منطقة الرياض من تحميل بضائعهم على القطار مباشرة من الباخرة، ونقلها بالخطوط الحديد إلى الميناء الجاف في الرياض، حيث يتم تخليصها جمركياً وتسليمها لهم، وتم تشغيل هذه الخدمة منذ العام 1981. نسمع منذ زمن بفكرة إنشاء «المترو» في مدينة الرياض، هل سيكون للسكة الحديد دور في ذلك؟ - هذه الفكرة من الأفكار الرائدة المهمة وتتم دراسة تنفيذها من أمانات المناطق في عدد من مدن المملكة ذات الكثافة السكانية العالية، مثل الرياضوجدة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وهذه المشاريع تتبع أمانات المناطق وليست للمؤسسة علاقة بها. على رغم قلة السكك الحديد لدينا في المملكة إلا أن هناك من ينتقد بعض الحوادث التي تحدث للقطارات، فما السبب في ذلك؟ وهل تخضع القطارات لكشف تقني مستمر؟ - حالياً لا يتجاوز مجموع أطوال شبكة الخطوط الحديد في المملكة (1412) كيلومتراً، إلا أن المؤسسة تولي مشاريع السلامة على الخطوط وفي القطارات عناية كبيرة، وأثمرت جهود المؤسسة في مجال السلامة عن تحقيقها مستويات سلامة عالية، إذ لم تسجل أية حادثة خلال عامي 2007 و 2008، فيما بلغت قيمة مشاريع السلامة التي نفذتها أو تحت التنفيذ ما يزيد على 550 مليون ريال. والمؤسسة أنهت تركيب سياج بطول 800 كيلومتر لتوفير مستوى أكبر من السلامة على الخطوط الحديد في المناطق التي تكثر فيها حركة السيارات والماشية، ومشروع إنشاء معابر للسيارات والماشية لكل التقاطعات في المناطق النائية على خط قطارات الركاب، والإعداد لمشروع بقيمة تتجاوز 600 مليون ريال لنقل كامل مسار الخط الحديد في محافظة الأحساء إلى خارج المناطق العمرانية، ما يعني إلغاء التقاطعات ذات الكثافة المرورية العالية التي تتسم بها الأحساء والتي يمر الخط الحديد في وسطها. كم بلغ حجم العائدات المالية التي حققتها المؤسسة من الركاب والتجار في السنة الماضية؟ وكم بلغ عدد الحاويات التي نقلتها القطارات؟ - حققت المؤسسة خلال العام المالي 2008 زيادة فعلية في إيراداتها الفعلية بنسبة بلغت 21 في المئة عن الإيرادات التقديرية، وسجلت مؤشرات الأداء زيادة في إيراد نشاط الشحن تجاوز 22 في المئة، إذ نقلت ما مجموعه 398 ألف حاوية تصل أوزانها إلى 3.284.000 طن، بإيراد بلغ 195.12 مليون ريال. كما تجاوزت الزيادة في نشاط نقل الركاب 6 في المئة عن العام السابق، إذ بلغ عدد الركاب المنقولين 1.107 مليون راكب، محققة إيرادات بقيمة 49.75 مليون ريال. ما مدى استخدامكم التقنية ممثلة في الخدمات الإلكترونية لإنهاء خدمات الركاب في الحجوزات وبيع التذاكر ونحو ذلك؟ - يتوقع أن تطلق المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في الأسابيع القليلة المقبلة خدمة جديدة تتمثل في إتاحة إجراء عمليات حجز وشراء تذاكر السفر على القطارات مباشرة، عبر مجموعة من الخدمات الإلكترونية، من بينها موقع المؤسسة على شبكة الإنترنت. وتعتزم المؤسسة كذلك تركيب مجموعة من الأجهزة الشبيهة بأجهزة الصراف الآلي ATM، وهي خاصة بحجز وشراء تذاكر القطارات، وسيتم في المرحلة الأولى تركيب هذه الأجهزة الحديثة في مواقع المحطات وفي المجمعات التجارية ومواقع أخرى مختلفة في مرحلة لاحقة، بحيث تسهم في توفير خدمة سريعة وسهلة للعملاء. كما أدخلت تعديلات وتحسينات جذرية في مجال تطوير خدمات الحجز، أهمها إدخال النظام الآلي للحجز وإصدار التذاكر، وإدخال خدمة الحجز الهاتفي، وتطبيق نظام جديد يتم بموجبه بيع بطاقة الصعود للراكب مباشرة، تسهيلاً للإجراءات وتيسيراً لركاب الانتظار، وإدخال نظام التنسيق الآلي بين حجوزات المحطات، رفعاً لمستوى استغلال المقاعد المتاحة بالرحلات. ما أبرز الأوقات التي تشهد نشاطاً في نقل الركاب بواسطة القطارات؟ وما محددات نمو هذا النشاط؟ - شهدت حركة نقل الركاب في السنوات الأخيرة نمواً مطرداً، ويعود ذلك إلى أسباب عدة، من بينها عمليات التطوير والإصلاحات الكبيرة التي أدخلت على البنية التحتية والفوقية للمنشآت والأسطول (القاطرات والعربات)، إضافة إلى وجود خيارات زمنية كافية (أوقات مختلفة خلال اليوم) أمام المسافرين للحجز والسفر، مع الاهتمام الكبير بنوعية الخدمة التي تقدم للمسافرين، في عالم أصبحت فيه الخدمة محوراً أساسياً في نجاح وتطور أي نشاط. وتتركز حركة نقل الركاب بشكل كثيف خلال مواسم الإجازات وفي العطل الرسمية وعطل نهاية الأسبوع. وعلى سبيل المثال بلغ عدد الركاب المنقولين خلال فترة إجازة نصف العام الدراسي الثاني الأخيرة لمدة عشرة أيام أكثر من 50400 راكب، بمعدل يومي يزيد على 5 آلاف راكب. ويعود هذا الإنجاز إلى عدد من الإجراءات التي طبقتها المؤسسة، والتي تهدف إلى مواجهة الطلب المتنامي على خدمات النقل بالقطار، وزيادة حصتها في سوق النقل الداخلية بين المنطقتين الشرقية والوسطى، وتفعيل دور القطار في خدمة أغراض التنمية بمختلف الأصعدة والإفادة من مزايا النقل السككي. هل هناك إقبال من السعوديين على السكة الحديد، أم يغلب على روادها الأجانب؟ - هناك إقبال كبير على خدمات النقل بالقطار من كل شرائح المجتمع السعودي، إضافة إلى المقيمين. ويشكل المواطنون النسبة الأعلى من الركاب، إذ تتراوح نسبتهم ما بين 80 و90 في المئة. ويشكل الطلبة من الجنسين نسبة عالية من المسافرين، ويعود ذلك إلى كون القطار وسيلة نقل تجمع بين النقل والمتعة، إضافة إلى تكامل وتطور الخدمات التي يطلبها المسافر أثناء الرحلة، مثل خدمات الغذاء والترفيه، وكذلك تنوع خيارات أساليب استثمار وقت الرحلة، وغيرها من المزايا. إلى أي شيء تعزون زيادة استخدام النساء للسكة الحديد؟ - تجتذب القطارات نسبة كبيرة من الركاب من فئة العائلات والنساء، خصوصاً من الطالبات اللواتي ينتقلن إلى الجامعات في المنطقة الوسطى، ووفقاً للإحصاءات الخاصة بالركاب، فإن نسبة المسافرات من الإناث إلى مجموع المسافرين على القطار بلغت 35 في المئة، وتعد هذه النسبة كبيرة قياساً بحجم سفر النساء بشكل عام في وسائل النقل الأخرى، كما تؤثر مجموعة من العوامل والمزايا التي تتصف بها خدمات النقل بالقطار في اجتذاب العائلات والنساء للسفر عن هذا الطريق، ومن بين هذه العوامل مدى الأمان ومعدلات السلامة المرتفعة، والخصوصية التي تحصل عليها العائلات، من خلال تخصيص بعض العربات لها في الأوقات والظروف الطبيعية، فيما تلجأ المؤسسة في ظروف الازدحام الشديد إلى تخصيص جزء من العربة للعائلات، والجزء الآخر لغيرهم. المدة الزمنية التي يقضيها المسافر في القطار ألا تستحق أن تستغل مثلاً في برامج ترفيهية؟ - إن عربات الركاب في القطارات بمختلف نماذجها ودرجاتها، لاسيما عربات الرحاب التي تم تشغيلها أخيراً هي واسطة النقل الوحيدة التي تؤمن للمسافر رحلة ممتعة ومريحة، فإرهاق السفر الجسماني والنفسي في الخطوط الحديد شبه منعدم، إذ يتاح للمسافر حرية الحركة داخل القطار أثناء الرحلة، وهو ما لا يتوافر في الوسائط الأخرى (الجوي والبري)، إضافة إلى التوسع في الترفيه أثناء الرحلة، من خلال أجهزة العرض المرئي التي تقوم بعرض مواد إعلامية تثقيفية وترفيهية، فضلاً عن إمكان استعمال أجهزة الاتصال المتنقلة (الجوال)، مع توافر خدمة الاتصال الشخصي بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) طوال وقت الرحلة، من خلال أجهزة الحاسوب الشخصية المحمولة. متى نرى القطارات السعودية شبيهة بالدول المتقدمة من ناحية الفخامة والسرعة؟ وهل بالإمكان زيادة سرعة القطار، بحيث تقل المدة الزمنية في الانتقال من مدينة لأخرى؟ - وقّعت المؤسسة أخيراً عقداً مع إحدى الشركات الإسبانية، بقيمة إجمالية تبلغ 612.141.913 مليون ريال لتوريد ثمانية أطقم قطارات تعتبر الأحدث على مستوى العالم، إذ تتميز بالرفاهية والفخامة، إضافة إلى سرعتها الفائقة التي تصل إلى 180 كلم/ ساعة. ويتكون الطقم من قاطرة وكابينة قيادة من الأمام والخلف، وهو ما يمكّن القطار من السير في الاتجاهين من دون الحاجة إلى إجراء مناورة كما في القطارات العادية، إضافة إلى خمس عربات، واحدة لدرجة الرحاب وأخرى لدرجة الطليعة، وثلاث عربات لدرجة القافلة وعربة مطعم، وهي مجهزة بمنظومة متطورة من وسائل السلامة والأمان، كما تتميز بتصميم جذاب من الداخل ومقاعد وثيرة وأرضيات عالية الجودة، مع وجود شاشات عرض مرئي تلفزيوني، ونظام سمعي متطور على كل مقعد، وشاشات توضح بيانات الرحلة، مثل اسم المحطة وجهة السفر والسرعة، كما أنها مجهزة لتشغيل خدمة الاتصال اللاسلكي بشبكة الانترنت. وفي موازاة ذلك، تعمل المؤسسة حالياً على تأهيل الخط الحديد، ليكون جاهزاً لتسيير القطارات عليه بسرعات عالية تصل إلى 200 كلم/ ساعة.