تشكل عودة قرابة 5 ملايين طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة صباح اليوم ظاهرة اقتصادية لافتة بالمملكة، بكل المعايير، لما يرافقها من متطلبات واستعدادات لتوفير الاحتياجات والمستلزمات والأدوات المدرسية في سوق نشطة تلبي احتياجات هذه الأعداد. الكل يتنفس ورغم ارتباط موسم العودة للمدارس في كثير من نشاطاته التسويقية بالتجهيزات والأدوات والمستلزمات الدراسية والتعليمية أساسا التي تقدمها عادة المكتبات ومحلات بيع الأدوات القرطاسية والمدرسية المتخصصة، فان ذلك لا يعني اقتصاره عليها فقط. فالملاحظ اليوم أن هناك مساهمات ومنافسات جادة وقوية من قبل مؤسسات ومحلات تجارية أخرى، تبرز في مقدمتها المشاغل ومحلات الخياطة ومحلات بيع الألبسة والكماليات والأحذية، إضافة إلى دخول منافسين جدد لساحة السوق كمحلات السوبرماركت والمجمعات التجارية الكبرى والأسواق المركزية التي تخصص أماكن محددة لعرض هذه الأدوات، وتقديمها للمتسوقين فيها ضمن ما تقدمه من سلع ومواد استهلاكية. ولهذا تستقبل المكتبات ومحلات القرطاسية والمحلات التجارية في مدينة الرياض وبقية مدن وقرى المملكة ملايين الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، الذين يقبلون على شراء الأدوات المدرسية والحقائب والألبسة والكماليات في نشاط تسوقي دؤوب. في مدينة الرياض، التي ازدانت واجهاتها واللوحات الإعلانية خارجها وداخلها بإعلانات تجارية في صور وأشكال متعددة تبشر بتخفيضات وجوائز وبضائع جديدة وعروض كثيرة لجذب المتسوقين أو الزائرين، حيث الكثير من العروض الجيدة والجديدة، أسلوب عرض مدهش وكثرة المعروض. ويوضح سعيد عبدالله أن المكتبة تعتمد هذا العام أسلوبا جديدا في تسويق بضائعها يتمثل في تقديم نسبة خصم تصل إلى 15 في المائة على معروضات المكتبة من القرطاسية والكتب والأشرطة وغيرها من المعروضات.. مضيفاً: هناك جوائز متعددة وهدايا متنوعة للعملاء وهناك جائزة كبرى يتم تقديمها في وقت لاحق لأول مرة هذا العام. وبين ان المكتبة والعديد من مثيلاتها لم تهمل الجانب الإعلامي في التنويه عن عروضها والتعريف بها واستخدمت الإعلان التجاري عبر الصحف والإذاعة والتلفاز للتعريف بما تقدمه في هذا الموسم من بضائع وعروض، وما أحضرته من مستلزمات. أساليب لجذب العملاء من جهته أكد أحد المتعاملين مع المكتبة، وهو بصحبة أبنائه في قسم القرطاسية قائلا: ان هناك حرصا على جذب العملاء بعروض وخصومات وهدايا متعددة، لا يجد المرء أمامها سوى صعوبة في الاختيار. وفي موقع آخر من السوق يشير محمد الشنبري المسئول الإداري في إحدى المكتبات الرائدة في مجال الأدوات القرطاسية والكتاب، إلى ان المكتبة حققت نسبة مبيعات عالية مع حلول الموسم الدراسي بلغت اكثر من 23 في المائة عن العام الذي سبقه، مما يؤكد قوة الحركة الشرائية في السوق المحلية وحرص المكتبات على المساهمة فيها بالشكل المطلوب. وحول الاستعدادات لهذا العام وكيف تنظر المكتبة لها قال: هدفنا في هذا الموسم البحث عن منتجات تتناسب مع جميع الأذواق والميزانيات الأسرية ونسعى من خلال ما نقدمه هذا الموسم إلى جعل موسم العودة إلى المدارس مهرجان احتفالي للطلبة وأولياء أمورهم، لنتجنب إرهاقهم بأسعار مرتفعة، ولذلك قدمنا الكثير من السلع والقرطاسية بأسعار مدروسة. وأشار إلى طرح المكتبة هذا العام فكرة تسويقية جديدة تتمثل في (حقيبة الطالب)، وهي عبارة عن مجموعة اختيارات من الحقائب المدرسية، مزودة باحتياجات الطالب أو الطالبة من الأدوات والدفاتر والأقلام والأدوات الهندسية، بسعر معقول، الهدف منها خدمة ميزانية العميل والمحافظة على وقته. أساليب إعلانية وفي أحد محلات القرطاسية المتخصصة كان هناك إقبال شديد من قبل المتسوقين على شراء المستلزمات الدراسية والحقائب من هذا المحل، وكان لأسلوب الإعلان والعرض الجيد الذي اتبعته إدارة المحل دور كبير في هذا، إضافة إلى تأكيد كثير من المتسوقين على انخفاض أسعار الأدوات والمستلزمات. ويذكر صالح العبدالله (أحد المتسوقين) انه أحضر أبناءه الثلاثة للحصول على احتياجاتهم من الحقائب والأدوات القرطاسية، استعدادا لعودتهم للمدرسة، ولفت نظره إعلانات المحل والهدايا التي يقدمها لزائريه.. مشيراً إلى ان الأسعار في الحدود المعقولة، والعروض مشجعة، خاصة على الحقائب والدفاتر. ويلاحظ المتابع للسوق أن هناك تنافسا شديدا بين هذا الكم الكبير من المكتبات والمحلات للحصول على نسبة أعلى من المبيعات والأرباح، مما قد يؤدي إلى خفض الأسعار، وتوفير بضائع تنافسية حديثة، لأن شعار الجميع في هذا التنافس هو الأسعار المعقولة والتخفيضات المعلنة على جميع المعروضات.