دعا زعماء الاحزاب السياسية المتنافسة في أستراليا امس إلى وقف الحملة الدعائية فيما يجرى الناخبون في انتخابات الشهر القادم تقييما لدلالات حادث السيارة المفخخة التي انفجرت خارج سفارة أستراليا في جاكرتا وقتلت تسعة أندونيسيين على الاقل وأصابت 160 آخرين. وأمر رئيس الوزراء جون هوارد بمراجعة الاجراءات الامنية قبل انتخابات يوم أكتوبر التي يسعى فيها ائتلافه المحافظ الفوز بفترة ولاية رابعة. وقال هوارد " من الواضح أنه عندما يحدث شيء مثل ذلك يجب على المرء أن يراجع كل شئ من جديد". وأوفد رئيس الوزراء الذي اتصل بالرئيسة الاندونيسية ميجاواتي سوكارنوبوتري عقب أول هجوم إرهابي مباشر على هدف أسترالي وزير خارجيته وفريقا من محققي الشرطة إلى جاكرتا. ورفض القول بعناصر مشتركة بين انفجار جاكرتا والهجوم الارهابي على محطة السكك الحديدية في مدريد قبل أيام من الانتخابات الاسبانية في مارس والتي خرجت فيها الحكومة الموجودة آنئذ وكانت مؤيدة لحرب العراق من السلطة وقامت الحكومة التي جاءت بعدها بسحب القوات الاسبانية من العراق. ويتنافس في الانتخابات الاسترالية هوارد الذي شارك بألفي جندي في غزو العراق مع مارك لاثام زعيم حزب العمال الذي عارض المشاركة وتعهد بسحب القوات الاسترالية المتبقية وقوامها 890 جنديا في حالة وصوله إلى السلطة من خلال انتخابات الشهر القادم. وقال هوارد: بالتأكيد لا أريد بأي شكل أن أقرن ما حدث في جاكرتا بالحملة الدعائية في أستراليا. وأضاف: إذا تفكرنا في مشاركتنا في العراق فإن اليوم الذي تسمح فيه أستراليا بتأثر قرارات من هذا النوع بالتهديدات الارهابية سيكون هو اليوم الذي تفقد فيه أستراليا سيطرتها على مستقبلها. وأعلن هوارد تخصيص مبلغ مالي لضحايا الانفجار. ومن بين المصابين إصابة خطيرة طفلة أندونيسية عمرها خمس سنوات تدعى أليزابيث مانيلا بامبينا موسو كانت قد استلمت لتوها جواز سفر أستراليا للحاق بوالدها في سيدني. وقد قتلت أمها ماريا في الحادث. وفي نص لوقائع المؤتمر الصحفي في جاكرتا نشر في كانبرا قال مفوض الشرطة ميك كيلتي إن انفجار السفارة له أوجه شبه واضحة بالهجوم الارهابي في بالي في أكتوبر الذي قتل 202 شخص والانفجار خارج فندق ماريوت جاكرتا في أغسطس عام 2003. وكانت المسؤولية في الهجومين قد ألقيت على الجماعة الاسلامية وهي إحدى روافد شبكة القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وزعيمها الاندونيسي أبوبكر باعشير المسجون حاليا. وقال كيلتي "من المحتمل أن نوعا مشابها من الكيماويات قد استخدم". وأضاف "هناك بعض الادلة التشريحية الاولية تقول إن هناك بعض الشظايا مشابهة لشظايا وجدت في تفجير فندق ماريوت عثر عليها بعد ظهر يوم أول أمس (الخميس) في موقع الجريمة لذا فإن هناك أوجه شبه كثيرة". وفور وقوع الحادث وجهت إلى الجماعة الاسلامية مسؤولية انفجار السفارة.