شهدت العاصمة الاندونيسية أمس انفجارا هائلا نتج عن تفجير سيارة ملغومة وأسفر عن أضرار بالغة في واحد من الفنادق الشهيرة وسقوط 14 قتيلا واصابة 150 في ثاني هجوم كبير يهز أكبر دولة اسلامية في العالم من حيث تعداد السكان.وأعلن محافظ جاكرتا ان مهاجما انتحاريا ربما تسبب في هذا الانفجار الذي وقع في فندق ماريوت الذي يتبع سلسلة فنادق امريكية. ومزقت القنبلة بهو الفندق واشعلت النار في عشرات السيارات. وتحطم زجاج العديد من النوافذ في الفندق الذي يرتفع 33 طابقا. ووصف وزير الدفاع الاندونيسي ماتوري عبد الجليل الانفجار بأنه عمل ارهابي. وكانت الحكومة قد حذرت في الآونة الاخيرة من وقوع مزيد من الهجمات من جانب الجماعات المسلحة التي تنسب اليها المسؤولية في هجمات بالي التي وقعت في اكتوبر تشرين الاول الماضي. وقال ستيفن ميللور وهو اجنبي مقيم كانت سيارته تقف على مسافة اقل من 100 متر من الفندق وقت الانفجار انتشرت حالة من الذعر .. الذعر المجنون. واضاف الشرطة وموظفو الاسعاف بذلوا قصارى جهدهم لكن ما حدث كان اكبر من جهودهم. كان الناس يخطفون السيارات تقريبا في يأس ويلقون الجرحى بداخلها لنقلهم الى المستشفيات. ووقع الانفجار في توقيت يتزامن مع خروج العاملين لتناول الغداء ومع الاذان في المساجد. وجاء قبل يومين من صدور اول حكم في محاكمة متهمين في تفجيرات بالي التي سقط فيها 202 قتيل. وكان الناس يتناولون طعام الغداء في المطاعم والمقاهي في الفندق وفي برج المكاتب القريب حيث اطاح الانفجار بزجاج النوافذ وامطر الناس بشظايا الزجاج. وانتشر الحطام من البهو المتفحم فوق مساحة كبيرة. وقالت الشرطة انه يوجد بين القتلى مدير بنك هولندي بينما يوجد بين الجرحى اربعة من سنغافورة وامريكيان واستراليان. وكان السائح الاسترالي سايمون لونينج قد وصل لتوه الى جاكرتا ويسترخي في غرفته بالفندق عندما وقع الانفجار. وقال لتلفزيون رويترز: النافذة تحطمت ودفعني الانفجار الى الناحية الاخرى بالغرفة. واضاف خرجت من هناك بأسرع ما يمكن. وقال الصليب الاحمر الاندونيسي انه سقط 14 قتيلا و150 جريحا. وقال مسؤول كبير بالصليب الاحمر تم نقل 13 جثة الى المستشفيات بينما عثر فريق من الصليب الاحمر على رأس بدون جسم في الطابق الخامس من الفندق. وقال قائد الشرطة الاندونيسية داي بختيار ان سيارة ملغومة انفجرت بالقرب من بهو الفندق. وقال ان الانفجار يشبه تفجيرات بالي لانه تم استخدام سيارة. وتزامن الانفجار مع محاكمة متهمين بتهم ذات صلة بالتفجيرات ومن بينهم ابو بكر باعشير زعيم الجماعة الاسلامية التي القيت عليها مسؤولية شن هجمات على اهداف غربية في اندونيسيا. وقال بختيار: ان مجالات التحقيق المختلفة ستشمل عدة اشخاص سيعتقلون بشأن تفجيرات بالي. ولم يذكر اسماء أو يشير الى أي من المشتبه بهم. ويقع فندق ماريوت قرب منطقة منتنج الدبلوماسية وبها عشرات السفارات والقنصليات الغربية. كما يسكن في منتنج اعضاء في الحكومة والبرلمان ومسؤولون كبار في الجيش. وذكر العاملون في الفندق ان نسبة الاشغال في فندق ماريوت كانت بين 70 و80 في المئة وقت وقوع الانفجار. وقالت واشنطن في الاسبوع الماضي ان تنظيم القاعدة الذي يتزعمه ابن لادن يخطط لشن هجمات في الولاياتالمتحدة وفي الخارج. وأقامت الولاياتالمتحدة احتفالاتها بيوم الاستقلال في يوم الرابع من يوليو تموز في فندق ماريوت. وقال اندرو تان من معهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية بسنغافورة حذرت أجهزة المخابرات منذ شهور من احتمال وقوع هجمات وما زالت أغلبية افراد الجماعة الاسلامية هاربة. وأضاف: يجب الا يكون هذا امرا مفاجئا لانه خلال الشهور القليلة الماضية ظهرت مؤشرات لاحتمال وقوع مزيد من الهجمات الارهابية وهي تلقى تأييدا في مكان مثل اندونيسيا. ونددت الولاياتالمتحدة بالانفجار ووصفته بأنه هجوم ارهابي يستوجب الشجب وعرضت على الرئيسة ميجاواتي سوكارنوبوتري المساعدة في تقديم المسؤولين عن هذا الهجوم الى العدالة. وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين في كروفورد بتكساس حيث يقضي الرئيس جورج بوش عطلة عمل تستمر شهرا في مزرعته اننا ندين بشدة هذا الهجوم الارهابي في جاكرتا. وقال: هذا هجوم يستوجب الشجب ضد مدنيين ابرياء. واضاف: اننا نؤيد تماما الرئيسة ميجاواتي وادارتها في جهودها لمحاربة الارهاب واقتلاعه ومستعدون لتقديم المساعدة بأي وسيلة لتقديم المسؤولين عن هذا العمل الى العدالة.