دعا وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في كلمته التي ألقاها مساء أمس في افتتاح القمة العالمية لمجتمع المعلومات المنعقدة حاليا تونس إلى إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب في أسرع وقت ممكن. وأشار شالوم في كلمته التي ألقاها بعد كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى أن تل أبيب «تمد يدها إلى تونس البلد الجميل والمزدهر» وتريد «إعادة العلاقات الدبلوماسية معها» في أقرب وقت ممكن. وقال شالوم باللغة العربية إن «الزمن يمضي بسرعة» داعيا تونس إلى الاسراع بإعادة علاقاتها مع إسرائيل ومذكرا بأن الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة حث في أيامه العرب على التطبيع مع الدولة العبرية. من ناحية أخرى عبر روجي بيسموث رئيس الطائفة اليهودية بتونس وعضو مجلس المستشارين التونسي مساء أمس في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) عن «تطلع» يهود تونس إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وأكد بيسموث أن شالوم سيلتقي اليوم الخميس نظيره التونسي عبد الوهاب عبد الله وعددا من الوزراء التونسيين خاصة في مجالات السياحة والاقتصاد والتجارة مبينا تحسن العلاقات بين البلدين في هذه المجالات. إلى ذلك عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم اجتماعين في تونس أمس الاربعاء في تكثيف للاتصالات بين الجانبين بعد يوم من التوصل من خلال وساطة امريكية لاتفاق بشأن فتح حدود قطاع غزة. ويمثل الاجتماعان اللذان عقدا على هامش القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس اعلى مستوى للاتصالات بين الجانبين منذ عدة اشهر. وعقد عباس وشالوم اولا ما وصفه مسؤول اسرائيلي بانه اجتماع لم يكن مقررا سلفا على هامش المؤتمر قبل ان يلتقيا مرة ثانية في وقت لاحق بحضور الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. وقال عباس للصحفيين بخصوص جولة المحادثات الاولى انها كانت لقاء جيدا. وقال انه ذكر شالوم بان اتفاق غزة هو اول اتفاق يجري توقيعه منذ خمس سنوات وانه ينبغي الآن سد تلك الفجوة وليس فقط تنفيذ ماتم توقيعه وانما ايضا توقيع اتفاقات جديدة. وفي تقدم نادر في دبلوماسية الشرق الاوسط توسطت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في التوصل الثلاثاء لاتفاق بشأن فتح الحدود بين قطاع غزة ومصر وترتيبات لمرور الفلسطينيين بين القطاع والضفة الغربيةالمحتلة. وتعهد الاتحاد الاوروبي بالمساعدة في منع وصول اسلحة الى غزة التي تركتها (إسرائيل) بعد 38 عاما من الاحتلال وتخشى الآن ان تتحول الى قاعدة للنشطاء الاسلاميين. وقال شالوم ان ترتيبات عبور الحدود «ينبغي ان تنفذ بالامن الكامل الذي سنعد به الاسرائيليين والسياح القادمين الى اسرائيل.» وتعثرت قمة مقررة بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بسبب تجدد العنف رغم وقف اطلاق النار الذي اعلناه في شرم الشيخ في فبراير شباط واتمام الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في سبتمبر ايلول. وقال مسؤول اسرائيلي ان عباس عبر عن رضاه بالاتفاق الذي ينص على ان يراقب الاتحاد الاوروبي معبر رفح بين مصر وقطاع غزة. واضاف المسؤول ان شالوم اكد خلال لقائه الاول بعباس معارضة (إسرائيل) لمشاركة حركة المقاومة الاسلامة حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقررة في يناير كانون الثاني. وكان شارون قد قال من قبل انه ينبغي عدم السماح لحماس بالمشاركة في الانتخابات قبل نزع سلاحها وقبل ان تعدل ميثاقها الذي يدعو للقضاء على اسرائيل. ويقول عباس ان حربا اهلية ستندلع اذا حاول نزع سلاح الفصائل المسلحة. وقال ليئور بن دور المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ان جلسة المحادثات الاولى بين عباس وشالوم حضرها الرئيس الموريتاني اعلى ولد محمد فال كما يعتزم الوزير الاسرائيلي مقابلة زعيم مسلم واحد اخر على الاقل في تونس. الا ان المتحدث الاسرائيلي لم يكشف عن اسم هذا الزعيم. واشاد شالوم (47 عاما) الذي ولد في تونس وهاجر والداه الى (إسرائيل) وهو رضيع بما وصفه «بالانفراج» في مثل هذه الاتصالات بعد وقف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في فبراير شباط وانسحاب (إسرائيل) من غزة بعد حكم عسكري دام 38 عاما. ولاسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة مع اربع دول اسلامية هي مصر والاردن وتركيا وموريتانيا الى جانب مكاتب لرعاية المصالح او بعثات تجارية في عدة دول اخرى. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن شالوم قوله «لا شك في ان وضعنا افضل اليوم فيما يتعلق بالعلاقات مع العالم الاسلامي.» واضاف «اعلق امالا كبيرة على ان تؤدي نفس هذه العلاقات الطيبة مع حكومات العالم العربي الى حدوث اتصالات مع شعوب هذه الدول.»